تحل غداً ذكرى الاحتفال بعيد ثورة 26 سبتمبر الغالية على قلب كل يمنى فى داخل وخارج الوطن.. نعم نحتفل رغم الحزن الذى يملئ قلوبنا برحيلكم عنا ولكنكم قدمتم الغالى والرخيص من اجل تحقيق الامل بان يصبح الوطن لكل ابناء الوطن . عذرا والدى وعذرا لكل شرفاء الوطن من قدموا ارواحهم وأموالهم وأبنائهم من اجل تحرير الوطن من اجل فك قيد الخوف والذل قيد الجهل والفقر والمرض لكم جميعا اعتذر .. اعلم والدى انكم لم تحزنوا على اموالا انفقتموها ولا جهودا بذلتموها ولكن حزنكم على ما تكبده الوطن من فقد احرار الوطن ..ايمانكم وإصراركم على تحقيق الامل حقق النصر لثورتكم وأهدافكم ببناء اليمن وكان النصر المبين والفجر الجديد . استطعتم فى تلك الفترة البسيطة التى لا تتجاوز الخمسة اعوام من عمر الثورة ان تبنوا دولة لم تكن لها وجود كان الوطن محصورا فى الامام وحده، الحكومة هى الامام وأعوانه من الانتهازيين والمنافقين واللصوص والمرتشين – يا الله ما اشبه الامس باليوم -اصدرتم دستورا مؤقت للبلاد حددتم فيه نظام الحكم وبين فيه مقومات المجتمع اليمنى الجديد، رسمتم اختصاصات السلطات التشريعية ,والتنفيذية والقضائية , انشئتم مجلس اعلى لشئون القبائل بجانب الرئاسة والمجلس التنفيذى , وأصدرتم قانون مبسط واضح لشئون الموظفين عرف بعد ذلك بالخدمة المدنية وغيرها من الوزارات التى تهتم بتسيير امور البلاد وفى كل ميادين الحياة حتى الجيش قمتم ببنائه من جديد .. يا الله كم كنتم عظماء بولائكم لوطنكم وكم كنتم مؤمنين بقدرات شعبكم عذرا والدى اعلم ان المنجزات كثيرة والحديث عنها لا تكفى صفحاتى البسيطة فى سردها .. نعم والدى لقد درستنا التاريخ وسردت لنا كيف استطاع اعداء الوطن التآمر على ثورتكم وعلى الامل كيف تعاهدوا مع الشيطان لقتل الوطن زرعوا الفتن والفرقة وانقلبوا على الثورة الوليدة وأغلقوا الادراج على اهدافها المجيدة استخدموا اساليب الشيطان القديمة والحديثة فى القهر والتنكيل فى القتل والإقصاء والسجن والتعذيب وكل هذا من اجل ان يفرحوا مع الشيطان بقتل الوطن ... عذرا والدى نسيت ان اقول لك انهم حاولو استعباد الناس و قتل الهمم حولوا المستشفيات الى مبانى للموت والألم سلموا المدارس والجامعات الى من لا يعى معنى العلم والقلم الا القليل منهم والدى اصبح الشعب مطحون لا يدرى هل هذا عهد ثورته ام عهد الامامة قد عاد فى وجوه جديدة ... أما مدينتك يا والدى تعز الحبيبة هى كما هى عذرا والدى لا ادرى ماذا اقول عنها بعد ان كانت منبرا للعلم والعلماء بعد ان كان ابنائها يعلمون الاخرين العزة والكرامة والصمود ضد الظلم والفساد ولان تعز كانت ومازالت عاصية عليهم تربص لها شياطين الانس عملوا على افساد بعض ابنائها لكى يحاربوا بهم مدينتك الحالمة بهؤلاء المغرر بهم بهؤلاء الذين باعوا ضمائرهم وقيمهم استطاعوا ان يجرحوا تعز ان يجعلوها تئن من جروح ادمة قلبها استطاعوا استهداف الوطن فتعز هى قلب الوطن .. كل هذه السنين وهم يحاولون اذلال الوطن لم يبقوا من احرارها إلا اشبال صغار وعجائز كبار ولكن كبر الاشبال وأصبحوا رجال الوطن اصبحوا مثلكم هم من هبوا لتحرير الوطن لقد اعادوا فى قلب كل يمنى الامل فى تحقيق اهداف الوطن اهداف ثورتكم وإخراجها من ادراج الزمن ... ابشرك يا والدى بأنهم ضربوا المثل للعالم ولكل البشر بأنهم هم وحدهم احرار الوطن من سيعيدون البسمة للوطن من قدموا ارواحهم فداء للوطن سالت دمائهم الطاهرة تغسل تراب الوطن عطروها وجعلوا عرسها اليومى ثورة لتحقيق الامل .... عذرا والدى نسيت ان اقول لك ان خفافيش الظلام ما زالوا يحاولون قتل الامل ولكن هيهات هيهات ان ينجحوا فان ابنائك وأحفادك حاملين درع الوطن مجاهدين حامين عرض الوطن ... ونحن سنظل نحتفل بأول ثورة قدمت الامل فان فجر يوم ولد اليمن مجده بازغا وسيعم كل شبر فى ارض الوطن!