هناك تطور سريع في نوعية السلاح القادم من إيران الى اليمن، فبدلاً من آلات قتل الأفراد ومصانع تجميع الصواريخ وصناعة الألغام بات اليمنيون على موعد مع استقبال صواريخ سام المضادة للطائرات. ربما كانت إيران تأمل باتساع خارطة القتل كي يتشتت جهد الأجهزة الأمنية في ملاحقة أشباح الموت على امتداد خارطة البلاد بينما يبقى اكليشتها في صعدة يوزع خطابات التخوين للرئيس هادي والحكومة ولا ينال أمريكا وإسرائيل التي يتطلع مريدوه لقتالها في اليمن سوى التمتمة بالموت الذي يذهب ضحيته اليمنيين، إلا أن تفكيك خلايا تجسس إيران وقرارات هيكلة الجيش قد قضم مشروعها التوسعي وجعلها تشعر بأنها محاصرة في معقل سيدي عبده بصعدة.
تدرك إيران اقتراب نهاية لعبها بورقة الجنوب التي سيحسمها على الارض انخراط الجنوبيين في الحوار الوطني الكفيل بتقديم الحلول العادلة لقضيتهم.
وأن طموحها في سيطرة وكلائها في اليمن على ما كان يسمى بالحرس الجمهوري من خلال استثمار رغبة العائلة في الانتقام من شباب اليمن الذين أطاحوا بحلمها في تملك اليمن قد ذهب أدراج الرياح بفعل قرارات الهيكلة – اللتي رفضها الحوثيون – انطلاقاً من رفضهم المبدئي لإخضاع الجيش اليمني لمخططات الأمريكان والصهاينة! سبحان من جعل امريكا واسرائيل عدواً واليمنيين أهدافاً.
استقرار اليمن سيأتي على حساب مشروع الفوضى الذي كان كفيلاً برفع اسهم مشاريع العنف الممولة في عموم المنطقة من خزينة طهران وبالتالي يتوجب الانتقام من اليمنيين فهل من سبيل؟!
أعتقد أن إيران قد شعرت مؤخراً بمحدودية خياراتها في اليمن ولذا فإن سفيرها - ذي اللغة التي يمكنكم الحكم عليها فقد استمعتموها أو قرأتموها - لم يعد يتكلم وقد أفسح المجال لنائبه – الذي كان يصحح هفوات «زادة» في المؤتمر الصحفي الذي تهكم فيه من اليمن - للحديث الى الصحافة كي ينفي بشيء من الدبلوماسية علاقة إيران بسفينة صواريخ سام التي كان على متنها ثمانية يمنيين من صعدة وليسوا من الجيش الحر!
ربما تشعر إيران برغبة جامحة في افشال مؤتمر الحوار الوطني في اليمن لكنها تعيد حساباتها نحو ردت فعل هادي والمجتمع الاقليمي والدولي حيال ذلك وهي التي خبرت جيداً من هم يمانيو ما بعد ثورة فبراير حينما يتعاطون مع من يمس بأمن اليمن.
تدرك إيران أن شباب الثورة اليمنية لم يقدموا دمائهم من أجل تحرير «اليمن ناقص صعدة» التي تحالفت مع الرئيس السابق فور سقوطه عله يعود ليمنحها خيارات أكثر للعب على عقول المغفلين.
وأن عودة صعدة الى السيادة اليمنية أمر لا مفر منه سواء من خلال الأدوات الرسمية الناعمة أو غير الناعمة ولكن ربما تتملكها ووكلائها رغبة جامحة في المغامرة من خلال محاولة افشال مؤتمر الحوار الوطني ولذا يتوجب عليهم قبل ذلك تعزيز ترسانة سلاحهم بصواريخ سام «المضادة للطائرات» وتحجيم تحركات السلفيين في صعدة بشكل مسلح بعد أن وقع الحوثيين معهم اتفاقاً حول أحقيتهم في ذلك، كل هذا لأنهم يشعرون أن ردة الفعل حيال هكذا مغامرة لن تكون عبارة عن جولة «مزاح» ثامنة مع الرئيس السابق صالح.