مرت الف ساعة على اختطاف البراءة وانتهاك الانسانية دون ادنى تحرك من الجهات المعنية.. الف ساعة ودموع أم عصام لم تتوقف.. الف ساعة والخاطفون يتلذذون بقهر الطفولة وانتغاص الحياة في أنفاس الطفل عصام الخراز.. كيف يجرؤون على هذا واي قلوب يحملونها هؤلاء... ألا يدرون ان دعوة ام مكلومة بفقدان ابنها قد تلحق بهم النكال والبؤس طيلة حياتهم!! الف ساعة مرت وعصام مازال مخفي عن امه التي تعد الايام والساعات بل الدقائق في انتظار عودته سالماً يعيد البسمة على وجهها..
الف ساعة وانت مختطف يا عصام ولم تتحرك أي جهة حكومية أو غير حكومية.. فليت عيونك زرقاء أو كان شعرك أشقر علهم يهبون لنجدتك او يذرفون الدموع عليك او يفدونك ببيوتهم الفارهة..
الف ساعة يا عصام وبصمة الثورة الشبابية التي سقط فيها الكثير من الشهداء الأطهار لم تصل قضيتك ولو بكلمة استنكار..
يا عصام اخبرونا باننا سنتحول الى دولة حقوق وانتصار للمظلوم وصون لكرامة المواطن.. لكنهم يا عصام تربعوا على كراسيهم ولم يحدثوا أي فرق يذكر وكأنهم حصلوا عليها كمكآفئة جزاء نظالهم في سحقنا وتدمير مستقبلنا...
كانوا يخبروننا أن الزمن قد حان لتكون الدولة مدنية وهي الكفيلة بحماية الانسان من اي انتهاك واقنعونا يا عصام ان القبيلة اصبحت ماضي بل عائق امام المستقبل المشرق.. لكن كل الوقائع والحوادث تؤكد عكس كلامهم وتجعلها مجرد أحلام تتبخر ثم تندثر..
فمن المؤكد انه لن يخلصك مما انت فيه سوى القبيلة التي صدقناهم في التخلص منها.. القبيلة هي من ستعيدك الى امك كي تقر عينها ولا تحزن..
القبيلة هي المعول عليها يا عصام فقد تنكروا لكل المبادئ والقيم التي كانوا ينادون بها.. وتجردوا عن انسانيتهم فاصبح تضامنهم مع الضحايا انتقائياً وحسب المزاج..
يا عصام انا على ثقة بالله انك ستعود الينا وسنفرح بتحريرك من خاطفيك لكنها ستكون فرحة منقوصة حيث ان ادوات تحريرك للأسف هي نفسها ما قبل الثورة الشبابية ما قبل حلم الدولة المدنية .. بمعنى أن كل شيئ لم يتغير وكأننا لم نقم بثورة ولم يسقط شهداء ومصابين..
ما يحزنني يا عصام أن تخرج وأنت ناقم على هذا الوطن المشتت الذي لم ينتصر لك ولم يحميك.. ارجوك لا تنقم على الوطن فكلنا ناقمون وكن شرارة أمل تصنع المستقبل..
الف ساعة لم نجد فيها دقيقة لمنظمة حقوقية او جهة رسمية.. لم يجدوا الوقت ليساندوك يا عصام سحقاً لهم..
يا عصام ان تم فدائك بشيئ من المال فستكون سنة وقد يعيدون الكرة أو يختطفون غيرك فهم ذئاب في صورة بشر..