انتهى مولد الاستفتاء على الدستور المصري الجديد موديل 2014؛ وقريباً سيبدأ مولد جديد هو مولد الانتخابات الرئاسية موديل نفس السنة! وهو قرار جاء بعد خلافات في وجهات المصلحة حول أيهما أجدر بالتقديم: الانتخابات الرئاسية أم الانتخابات النيابية؟ في مصر كان هناك من يرى أن المصلحة في تقديم موعد الانتخابات الرئاسية؛ لأن مصر في حاجة إلى رئيس جمهورية.. عسكري تحديداً! وهؤلاء هم مجانين سيدي العارف بالانقلابات الشيخ السيسي! وهناك من كان يرى (وهو خائف يترقب!) أن الأفضل الالتزام بخارطة الانقلاب العسكري التي حددت أن الانتخابات النيابية تسبق الانتخابات الرئاسية.. وهؤلاء هم الحزبيون الذين انقطع رجاؤهم في الرئاسة، ورضوا بالحاصل من الدنيا الغرورة تحت قبة البرلمان، بعد أن تأكدوا أن مشاركتهم في الانقلاب بأمل إبليس في انتخابات رئاسية مبكرة توصلهم للسلطة تبخرت في الهواء.. وأن مصير الذي سيفكر في ترشيح نفسه سيكون أكثر مأساوية من مصير د. محمد مرسي!
التحديد النهائي للإجابة على سؤال أيهما أسبق: الرئاسية أم النيابية؟ واجه خلال اليومين الماضيين مطباً جديداً في الدستور الجديد الذي ما يزال بغباره! فهناك مادة انتقالية أحالت للرئيس الانتقالي (أو الانقلابي .. فالفارق بسيط: حرف الباء هنا وحرف القاف هناك!) تحديد أيهما أسبق، وترجح عند الرجل؛ تعلماً من رأس مرسي الطائر! أن البدء في الانتخابات الرئاسية أفضل، وأسلم، وأسكن للشوق إلى كرسي الرئاسة، وحتى تكون الزعامة ميري بعد أن ظلت منذ الانقلاب نوعاً من الغنج الثقيل:
"أترشح؟ لا ما أترشحش! أكمل المشوار وإلا أروح بيتنا؟.. أكمل جميلي وإلا دول عالم همج ما ينفعش معاها الجميل؟".
ومن المؤكد أيضا أن البيروقراطية المصرية العتيدة لم تعد تستطيع مواصلة الزعيق والجعير: سيسي رئيسي.. أكثر مما قد حصل، وحتى أن هناك دعوات تنادي بأنه لم يعد هناك حاجة لانتخابات أصلاً لأن نتيجة الاستفتاء هي موافقة على انتخاب السيسي رئيساً للجمهورية! وعليه فلو كان أمر الحسم قد تأخر أياماً بل ساعات دون إعلان موعد الانتخابات الرئاسية فلربما حدث انقلاب عسكري جديد يصدر إعلاناً دستورياً بأن السيسي هو الرئيس بدون انتخابات تحت شعار: أكمل المشوار على سنة.. الزعيم اليمني!
••• بعد الإطاحة بالمخلوع حسني مبارك (بصرف النظر عما اتضح من حقيقة ألاعيب الكواليس!) حدث خلاف معروف بين قوى ثورة 25 يناير عن أيهما أولاً: إعداد الدستور من خلال لجنة معينة من قبل المجلس العسكري أم إجراء انتخابات نيابية تؤسس لبرلمان شرعي ينتخب لجنة لإعداد الدستور؟ ويومها كان مبرر الرافضين للانتخابات بأنهم غير مستعدين لها بعد سنوات حكم مبارك؛ رغم أنهم كانوا يملكون أحزاباً معترفاً بها، ولديهم مقرات وصحف، ودعم سنوي من خزينة الدولة! وفي المقابل كان الإسلاميون متحمسين لخيار الانتخابات أولاً؛ ليس فقط لأنهم مهيمنون على الشارع المصري؛ رغم التعقيدات والمطاردات والسجون.. ولكن لأن الدستور يجب أن تعده لجنة شرعية ينتخبها الشعب كما يحدث في الدول التي تحترم شعوبها!
المهم؛ اتضح أن المشكلة ليست في الدستور ولا في الانتخابات.. المشكلة أن وباء الزعماء المخلوعين في الوصول إل السلطة عبر الدبابة انتقل إلى قوى ثورية طالما أصمّت الأذان عن حكم الشعب والرضا بنتيجة الصناديق النزيهة! وتسابق الخاسرون في الانتخابات الرئاسية يطالبون بملحق أو دور ثانٍ اسمه: انتخابات رئاسية مبكرة انقلاباً ناعماً على النتيجة ولما يجفّ حبر الكتابة بعد.. وهكذا ونظراً لتجربة السنة الماضية؛ فلم يعد هناك معنى لأي خلاف جديد في مصر حول موعد أي انتخابات أو الدستور أو القوانين.. فقد صارت الدبابة هي الحكم.. وكرسي الرئاسة لن يعتليه إلا عسكري يحمل النسر والنجوم والسيوف على كتفيه.. ولا عزاء للزعامات السياسية التي ظلت تحلم بأن تكون: رئيساً لمصر كما كتبت على لوحات الدعاية الانتخابية بعد أن أخذت أكبر خازوق سياسي تستحقه.. ولم يبقَ أمام المهابيل في المحروسة إلا إقناع أنفسهم بأن السيسي هو رجلهم.. فعند الليبراليين هو أبو الليبرالية.. وعند الفلول هو: حسني مبارك.. وعند الناصريين: هو جمال عبدالناصر.. وعند الوفديين: هو سعد زغلول.. وعند الاشتراكيين الشيوعيين هو: عبد الكريم قاسم أو حتى محمد سياد بري (مش مشكلة: خطوة إلى الأمام.. خطوتان إلى الخلف الزبالة!).. وعند سلفيي حزب النور هو: يزيد بن معاوية.. المهم لا أحد يغضب، أو يشعر بالخسارة وأنه أكل أكبر زومبة في حياته!
••• الإعلان عن تقديم الانتخابات الرئاسية قطع قول كل.. طماع، ولم يعد أمامهم الآن إلا الاصطفاف خلف حملة السيسي.. أو مواجهة مشاكل قانونية وتهم جنائية سوف يلفقها الأمن المصري لكل من تسول له نفسه خوض منافسة جدية! ولأن حمى الاستفتاء جعلت الرقص الشرقي مثل الهواء؛ فمن المتوقع أن تكون حملة الانتخابات الرئاسية أكثر سخونة، ولأن المرشحين المنافسين للسيسي لن يكونوا إلا من نوعية الراقصات في الاستفتاء انعكاساً لمواقفهم السياسية؛ فقد يكون من المستحسن إعادة نشر قصيدة شعبية ساخرة تصور حال الانتخابات في المحروسة، وحال المتنافسين على كرسي الرئاسة، وخاصة بعد أن هددت بعض الفنانات بخوض المعركة إن لم يترشح السيسي: نداء إلى الراقصة دينا! رشحي نفسك يا دينا إنت أنسب واحدة لينا إنت أحسن واحدة طبعاً في الزمان ابن اللذينا ... رشحي نفسك يا دينا حتبقي أحسن المترشحين رقصهم فرّق .. ورقصك راح يوحد المتفرقين خللي كله يدوب في كله لجل ما ننسى احنا مين الشيوعي بهزة منك .. يبقى إخوان مسلمين واللي ملحد يبقى سلفي والبلد تصبح عجينه رشحي نفسك يادينا ... طب وديني حتبقي أحسن عندنا من سيسي وشفيق رقصهم ده كله كذب وانت بترقصي بحق وحقيق هما بكره حيضيقولنا كل واسع وانت بكره توسعي لنا كل ضيق مين يقول نقلة زبالة زي صفقة فخفخينا رشحي نفسك يا دينا ... رشحي نفسك حتبقي في البلد صاحبة سياده واللي بيطبطب ويحضن يبقى أحسن ألف مره م اللي بيدوس على الخلايق بالبياده اللي صدق كدب نفسه وخلى سفك الدم عاده واللي لأجل الكرسي خلى البلطجية يطيحوا فينا .. ما تخفيش حنقول عليك إنت اللي حررت سينا رشحي نفسك يا دينا