الحديث عن أخلاقيات مهنة الصحافة ومبادئها في صحيفة ك "اليمن اليوم" تعاني إفلاساً قيمياً مريعاً وتتخذ من الأكاذيب والافتراءات وتحريف الحقائق وسيلة للنيل من الآخرين أفراداً كانوا أو جماعات، بوقاحة تبعث على الاشمئزاز، ولا غرابة لكون وسيلة إعلامية تعبّر عن نظام ركله اليمنيون إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه، أن لا نجد سوى الكذب البواح لغةً وحيدةً، وبالتالي فالتعاطي مع ما تنشره لا يستحق القراءة فضلاً عن عناء الرد، لكن أن تمارس تلك الصحيفة أكاذيبها في عقر دارك وحول قضية أنت على اطلاع وثيق بملابساتها فذلك ما يستدعي تقديم التنازلات ومخالفة القناعات والرد على الإسفاف مكرهاً مع الأخذ في الاعتذر للقلم مسبقاً. في عددها الصادر الثلاثاء الماضي 27/5/2014، وفي صفحتها الرابعة نشرت الصحيفة المذكورة خبراً تحت عنوان "11 مليون ريال مقابل إيجاد عريس لمسنة في تعز" لكاتبه حميد دبوان، في تحريف فاضح لملابسات مقتل أحد أبناء المساحين تربطني به صلة وثيقة وتحاشيت الكتابة عن الحادثة في حينها؛ لأن المعلومات الواردة كانت متباينة وعبر الهاتف وتفتقد الدّقة، وتبقى الجهات المختصة هي المعنية بكشف الحقيقة، التي كُنت أتمنّى من الجُناة الذين هم من قرية المعبار عزلة بني شيبة الشرق (عزلة النفوذ والثروة) أن يلجأوا لها، وليس لأساليب البلطجة والتقطّع مهما كانت الدوافع. كما أن وصف دوافع القتل بأنها ناتجة عن دفع مسنة 11 مليون ريال لإيجاد عريس رغم الطرافة المضحكة، فالمسنة ليست من أبناء المساحين، وبما أن أهل مكة أدرى بشعابها أؤكد أنه لا يوجد في المساحين من يمتلك مبلغاً كهذا من الرجال فضلاً عن مسنة، كما أن حجم المبلغ كفيلٌ -في الظروف التي نعيشها- بإيجاد عريس بمواصفات سياحية، وفي ريعان الشباب وللمسنة المتصابية بطريقة أسهل من شراء حبة دجاج من دكان "العكادي"، ولا يحتاج الأمر إلى الاستعانة بعفاريت الجن وطلاسم الشعوذة. إن الإقدام على قتل مواطن مهما كان الجرم الذي اقترفه في قارعة الطريق وفي وضح النهار أمر لا يقرّه دين أو عُرف ولا يمكن تضليل العدالة بنشر أكاذيب ملفقة.
المجني عليه من أبناء المساحين تلك العزلة البائسة التي تصارع ظلام التهميش بالفوانيس العتيقة والجُناة من عزلة "بني شبة الشرق"، وإحقاق الحق واجب على الجهات المختصة والقضاء القيام به، حتى لا تتفشى البلطجة وبفرض منطق الفوضى الأرعن، ويبقى حقنا في مقاضاة الصحيفة المذكورة قانونياً لا تنازل عنه.