البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    إستشهاد جندي جنوبي برصاص قناص إرهابي بأبين    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحذر من تعديل المادة الثالثة من الدستور
الشيخ محمد المهدي ل( الجمهورية ):
نشر في الجمهورية يوم 10 - 03 - 2012

هناك لجان مشتركة تحت إطار الائتلاف السلفي تدرس إنشاء حزب وأنا في عملي الخيري الآن رئيس لجمعية الحكمة اليمانية فرع إب قد أكون ناصحاً، قد أكون مربياً، قد أكون مستشاراً لما يخدم الأمة الإسلامية لا أريد أن أنشغل بأعمال تشغلني عن التعليم والدعوة.. الشيخ/محمد المهدي في حوار مع(الجمهورية):
مؤخراً اندلعت ثورات الربيع العربي في أكثر من بلد.. قراءتكم للحدث؟
شكراً على الزيارة أولاً، ونسأل الله أن ينفع بما نقول ونسمع، والحقيقة أنها كانت مفاجئة لكثير من الناس لأنهم لم يكونوا يتوقعون أنها ستحدث، ومما لا شك فيه أن هذه الأنظمة كانت قد عملت أعمالاً جائرة وظالمة أهلكت الحرث والنسل وحاربت الدين.. تونس على سبيل المثال، وأيضاً في الشام في سوريا حيث المجازر اليومية في حق الناس لمجرد أنهم خرجوا يطالبون بحقوقهم، وأرى أن هذه حكمة من الله تعالى، ولكل أجل كتاب، وإذا افترض مفترض ولا يريد أن يكون مثل هذا فإنما من باب الحرص على ألا تحصل من المفاسد ما هو أكثر، لكن وقد حصل هذا الأمر وقضي والحمدلله ولم يعد أحد يحزن على رحيل حسني مبارك ولا على زين العابدين، وينتظرون اليوم متى سيرحل بشار الأسد ابن الطاغية الذي دمر مدينة حماه، وسلم الجولان لليهود، ولا يجد في مؤمن إلاً ولا ذمة..
ماذا عن نظرتك لما جرى لليمن..؟
بالنسبة لليمن كانت نظرتي متوازنة، صحيح أنني لم أكن مع المندفعين الذين اندفعوا، لكن كنت أنا وكثير من الاخوة من طلبة العلم نخشى أن تحصل من المجازر والعنف الشيء الكثير، لأن الشعب اليمني شعب مسلح، ولأن اليمن في الحقيقة ما هو فيها أهون مما كان عند الآخرين، ولأننا ننطلق من منطلق شرعي فلا بد أن نراعي المصالح والمفاسد، فقد كنا نحذر من قتل الأبرياء من المتظاهرين ومن غيرهم، ونحذر من الاعتداء على الممتلكات العامة وعلى المنشآت، والمواقع العسكرية، ولم نكن نوافق المندفعين من المعارضين على التباكي الزائد على قتيل يقتل من المتظاهرين مع السكوت على قتل العساكر، لأن الخسارة علينا جميعا، وأنا لا أبرر القتل إلا بحكم شرعي..
من يقتل العساكر؟
يقتلهم بعض الذين يهجمون على بعض المواقع، أنا في إب وعندي معسكر في قاع الجامع، لم يعتد علينا.. كانت هناك بعض التصرفات من قبل الاخوة المعارضين مثلاً في تعز وأرحب ومناطق كثيرة..
أنا لا أدافع عن أية أخطاء قد يكون ارتكبها الاخوة الثوار.. لكن لماذا لا نحملها على القاعدة الفقهية التي ترددونها أنتم الفقهاء والتي تقول: “نجس السيل طاهر”؟!!
حتى الثورة إذا ما أتينا إليها لنؤصلها تأصيلاً صحيحاً، لم نجد ما يغرينا أنها ستكون أحسن حالاً للحكم الشرعي مما هو موجود، نحن لا ننكر أن هناك ظلماً، وأن هناك فساداً، ولكن الشعارات التي طرحت كنا نشعر أن ثمة خصاماً بين الأقوياء.. بين الكبار.. بين أصحاب الكلمة والوجاهة، فكنا لا نتحمس، لأننا لا نتحمس إلا إذا رأينا مصلحة للأمة، إذا ذهب حاكم وأتى بدلاً عنه من يساويه أو يضارعه أو قد يكون أسوأ منه، هذا لنا عليه تحفظ، حتى جاءت المبادرة الخليجية وجاء انتخاب نائب الرئيس رئيساً لأنه حصل بذلك درء للفتنة ونرجو أن تتحسن الأوضاع وأن تكون على ما كانت عليه، وأحسن، وقد فرحنا بذلك وتعاونا على نجاحه.
شاركتم في الانتخابات؟
نعم. ودعونا الناس لذلك، لأننا أصبحنا أمام خيارين، لو ظلت الفتنة قائمة لكانت الخسارة أكثر، لكن الله تعالى جعل أهل اليمن أهل حكمة فوقع الصلح والتقارب ما جعل بما تم من التصويت للنائب رئيساً بدلاً عن الرئيس السابق. وهذا من باب درء الفتنة.
فهمت من كلامك السابق أنكم في البداية لم تكونوا تثقون بالمعارضة السياسية وقد لا تتوقعون منها ما هو أفضل خلال المرحلة القادمة.. لماذا؟
كان موقفنا من المعارضة موقفاً متوازناً، نحن ندرك أن المعارضة تنتقد مظالم ومفاسد حقيقية لا ننكرها، ولكننا كنا ننأى بها عندما تنادي بالتغيير بطرق غير سلمية، نحن لم نخرج، لكننا لم نواجه المتظاهرين، كان كلامنا منصباً حول المواجهات المسلحة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين: “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا” ولأننا ننطلق أيضا من منطلق أهل السنة والجماعة الذي لا يرى الخروج على الحاكم، إلا إذا رأينا فيه الكفر البواح، ومن أمكن عزله عن طريق أهل الحل والعقد فلا إشكال في ذلك، لكن حين نصبح مخيرين بين خلعه واحتمالات الوقوع في مفاسد أكبر فنحن أخذنا بمذهب أهل السنة والجماعة في هذه المسألة.
هل تعولون على فريق الحكم الجديد تلبية مطالبكم كلياً أو جزئياً أي كانت هذه المطالب؟
ما يتعلق بالشرع من خلال ماضي المعارضة وفي خلال فترة المحنة لم يكن مطمئنا لنا، من ناحية أنها ستكون مطبقة للشريعة، وأرجو أن يُلهموا الصواب في هذا؛ لكن من ناحية تصحيح الأوضاع الاقتصادية والحياتية بشكل عام نرجو ذلك، وقد ظهرت بعض الملامح كالتحسن في مجال الكهرباء وانخفاض أسعار الغاز، هذه أعمال يُشكرون عليها، ونرجو أن يكونوا عند حسن ظننا، نحن شعب مسلم، فعندما نرى الحكومة تمشي على شرع الله وبالرجوع إلى أهل الحل والعقد من العلماء والشيوخ وذوي الوجاهة والكلمة الذين يُرجع إليهم فنحن نصيرون لهم إن شاء الله، وإلا فكما خرج الناس على من قبلهم فسيخرجون عليهم.
ما هي بعض المآخذ التي أشرت إليها سابقا؟
أثناء المحنة المعارضة تعرف السياسة الخارجية، وتعرف نظرة أوربا وأمريكا أن أي شعار يوحي إلى تطبيق الإسلام فإنهم سيقفون منه موقف العداء.. وهذا لا يطمئننا، هذه كلمة مجملة وتحتها جزئيات، لكن لنقل هذه سياسة منهم، والأيام أمامنا، نحن أول نقطة ننبهم عليها أن يبقى الدستور اليمني كما هو عليه إن لم يتغير إلى الأحسن، وبما يتوافق مع الشريعة لأن هناك أخبارا تقول إنهم سيغيرون المادة التي اختلفنا حولها وقاد الاخوة في الإصلاح مسيرة مليونية بداية الوحدة من أجل تغييرها وهي المادة الثالثة: “الشريعة الإسلامية مصدر القوانين جميعا” وقد كانت “المصدر الرئيس” وهذا المادة لم تعدل إلا بعد 94م، ومعنى هذا أن هناك قوانين فرعية قد تكون غير إسلامية مصدراً للقوانين.
هناك مادة أخرى خاض الناس حينها بشأنها جدلا كبيرا حول المساواة بين اليمنيين جميعهم بصرف النظر عن أية فوارق جنسية أو عقدية أو غيرها؟
يقول الله تعالى: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين) ثم لماذا نفعل هذا ونحن في الأصل ليس عندنا أقليات؟ وانظر الجرأة عند اليهود، وهم بالمئات، ما ذا قال “يعيش” العيلوم اليهودي بصنعاء، بشأن العطلة يوم السبت، قال: نشكر هذه الحكومة لأنها جعلت يوم السبت عطلة، وهذا كما ذكرته صحيفة الجمهور، لأن الله تعالى عندما خلق السماوات والأرض في ستة أيام استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت، وهذا من أباطيلهم، لأن الله تعالى يقول: (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب)أقصد نريد من المعارضة بشكل عام أن تخدم الشعب اليمني المسلم الذي يريد حياة آمنة ومحبة وأخوة وشريعة يطبقها في نفسه وألا تنجر وراء الدعايات الموجودة في العديد من الدول الإسلامية..
السلفيون اليوم يتدارسون إنشاء وتأسيس حزب سياسي سلفي، وفيما أعرف أن لك نظرة مغايرة.. حبذا لو سلطنا الضوء على هذه القضية؟
ليس بيني وبين الاخوة المشائخ خلاف، عندنا الخطوة الأولى هي الائتلاف السلفي الذي كون منذ عشرة أشهر تقريبا، وهذا الائتلاف جمع ما يقارب من تسعين جمعية ومؤسسة سلفية، وهي منضوية تحت إطار جمعية الحكمة ودار الحديث في مأرب برئاسة أبي الحسن الماربي، ولم يتخلف عن هذا الائتلاف إلا الاخوة في جمعية الإحسان والآن نحن على وشك التفاوض بيننا وبينهم، في هذا الموضوع، نعم تأخر بعض الاخوة من السلفيين من الاخوة في صعدة لأنهم لا يستسيغون مثل هذه الأمور.. هذا إطار عام. ومن جهة ثانية هناك لجنة للدراسة وتقديم التقارير المناسبة للمجلس العلمي في جمعية الحكمة وقيادة الائتلاف وللتنسيق مع بقية السلفيين، صحيح أنه قد يكون استعجل بعض الشباب في التصريح بالحزب إلا أنهم قلة لا يُلتفت إليهم، هناك لجان مشتركة تحت إطار الائتلاف السلفي للنظر في موضوع إنشاء حزب سلفي، المسألة تحت الدراسة، لا نستطيع أن ننفي نفياً مطلقاً، ولا نؤكد تأكيدا جازما حتى الآن.
أعلن ذلك الشيخ عقيل المقطري؟
الشيخ عقيل في اللجنة نفسها، وأعلن عن حزب التمكين، ولعله يقصد أن هذا هو الحزب الذي هو محل دراسة. مع أنه اتصل له بعض الاخوة وقال بما إن الصحيفة فهمت من كلامه خلاف ما يريد. والشيخ عقيل كان مع الثورة، بينما الائتلاف السلفي وقف ناصحا، وقد أعطينا وثيقة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وهي قبل حادث الرئاسة بعشرة أيام، وهي عبارة عن ورقتين الأولى فيها بيان الائتلاف السلفي نحذر فيها الطرفين من الإفساد في البلاد والحرب، والثانية قلنا له فيها: على الرغم من أن لك الحق القانوني في إتمام مدة الرئاسة إلى 2013م ولكن إن تنازلت عن حقك هذا درءاً للفتنة وحقنا للدماء فهذه سمة لك وليس عيباً، وستكون بذلك مقتدياً بالحسن بن علي رضي الله عنه، حينما تنازل لمعاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه، فقرأ الرسالة وضحك، وقال: أنتم العلماء هذا واجبكم وإن شاء الله نتعاون، والحمدلله أن حصل هذا في الأخير، جاءت المبادرة الخليجية وتحقق ما كنا نريده لأننا كنا حريصين من أول يوم على درء الفتنة بين المسلمين في هذا البلد.
قلت الحزب السلفي قيد الدراسة الآن.. هل ستكون أنت ضمن قوام قيادة الحزب في حال تم الاتفاق على تأسيسه؟
“يضحك”إذا ما اتفق الاخوة العلماء على شيء سأكون غير معارض لهم، وسأبارك جهودهم، وسأختار لنفسي العمل الذي يخدم الأمة، لن أكون معارضا لهذا الحزب الذي سيخدم الأمة، سأكون في الموطن الذي ينفع الله به.
لم تُجِبْنيِ بوضوح.. هل ستدخل الحزب مع الجماعة؟
أنا في عملي الخيري الآن رئيس لجمعية الحكمة اليمانية فرع إب قد أكون ناصحاً، قد أكون مربياً، قد أكون مستشاراً لما يخدم الأمة الإسلامية، لا أريد أن أنشغل بأعمال تشغلني عن التعليم والدعوة، ليس عندي توجه للانشغال بأي عمل إداري لأنني الآن وأنا رئيس لجمعية الحكمة اليمانية في إب تحت رغبة الاخوة فقط، وهناك من يقوم بالعمل غيري.
ليس لك أية وجهة نظر شرعية؟
لا. المصلحة خاضعة للمصالح والمفاسد، إذا كانت هناك أشياء مخالفة للشرع نحن نبرأ إلى الله منها، لكن ما رأيناه مثلاً عند الاخوة في جمعية إحياء التراث في الكويت وأيضا الأخوة في حزب النور في مصر وقد قابلت بعضهم مؤخراً هناك، نرى أن فيها مصالح كثيرة، وأي مفسدة ترد نحن لا نقرها.
البعض يعيب عليكم تأخركم أنتم كجماعة سلفية منفتحة إلى حد ما قياساً إلى نظرائكم في الكويت والبحرين الذين تقدموا كثيرا في مسائل متعددة، كموقفكم من المرأة.. موقفكم من الفنون بشكل عام؟
الحقيقة أنه حتى هؤلاء الذين يقولون أنه متقدمون في الخليج أو مصر لا أعرف أنهم قد تجاوزوا شيئا ما في الشرع. فلو سألت مثلاً الأخ وليد الطباطبائي وهو نائب برلماني عن المرأة هل يجوز أن تخرج متبرجة؟ هل يجوز أن تختلط بالرجال؟ هل يجوز أن يكون كل الأمر بيدها؟ كل هذا لا يجوز عندهم. ونحن كذلك لا يجوز عندنا. المرأة نحن بين طرفين فيها، بين نظرة في البوادي تقول: لا يجوز للمرأة أن تخرج إلا مرتين من بيت أبيها إلى بيت زوجها والثاني من بيت زوجها إلى القبر، هذا كلام جاف، وبين رؤية أخرى فيمن يريد أن يجعل المرأة كالرجل في كل شيء، فهو يخالف العقل والشرع والفطرة والتركيب الذي ركب الله عباده عليه، إذا أمرنا نحن بالحجاب مثلا، فقد نختلف في بعض صوره فقط، لكن في الجملة الجميع متفقون على الحجاب..
لا أقصد هذا ولا أريد الدخول في نقاش تفاصيل وجزئيات تتعلق بموضوع الحجاب.. ما أقصده مثلاً هو سماحكم لها بالمشاركة في الحياة السياسية العامة؟
بعض الناس يريد أن يعطي المرأة أكثر مما أعطاها الله ورسوله، أين الفتاوى التي ظلمنا فيها المرأة؟
مثلاً لا تقولون بجواز أن تكون رئيسة للجمهورية؟
هذه مسألة شرعية لها ضوابطها، “لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة” هذا محمول على هذه الولاية، لها الولاية في مدرستها.. في مكان عملها.. في بيتها.. في أسرتها.. إذا حرمنا على المرأة شيئا أحله الله لها، نحن على ذلك نُلام، أما ما زلنا متشبثين بالشريعة فالعيب على من حاول أن يتوسع على حساب الشرع.
لكنها عندكم إذا حكمت بالغلبة سلمتم وأجزتم ذلك؟
هذه أحوال أخرى. ألم يقل أهل السنة والجماعة باشتراط القرشية للحاكم؟ ثم قالوا: لكن إذا تغلب عليها شخص آخر غير قرشي وجبت طاعته. ما ذكرته ليس إقرارا، إنما هو من باب الموازنة بين المصالح والمفاسد لأن في التغيير مفاسد أكثر.
طيب.. تقبلون بعضويتها في مجلس النواب؟
أولاً مجلس النواب في حد ذاته مسألة فيها تفصيل، هل هو الشورى فيما لا نص فيه؟ هذه مسألة لا إشكال فيها. لكن هل تعلم أن هناك خلافاً بين أهل العلم حول مجلس النواب، هذا الخلاف يتبعه سؤال عن عمله، هل هو التشريع؟ والتشريع بالأغلبية قد يكون موافقا لشرع الله وقد لا يكون، ولا وسيلة للوصول إلى مجلس النواب إلا بالانتخابات، والانتخابات هي وسيلة، والوسائل لها حكم المقاصد. فطالما أن الوسيلة هي الانتخابات والمجلس هذا برمته يخالف شرع الله، فلا يجوز، هذا عند بعضهم، وآخرون يقولون: إنما نريد أن ندخل ونغير. المسألة اجتهادية.
ألا ترى أن مجلس النواب اليوم يمثل ما كان معروفاً سابقاً بمجلس أهل الحل والعقد؟
يجب أن يكون هذا عمله، لا أن يكون عمله أن يشرع للناس باطلاً ما أنزل الله به من سلطان.
لا أظن أن عاقلا يقول بذلك، ولا أحد له مشكلة مع الدين، إنما المسألة تبقى في إطار الاجتهادات؟
يبقى معنا إذن من هم أهل الحل والعقد؟ هم المطاعون الذين يُسمع لهم من العلماء والحكماء والوجهاء والكبراء الذين يطاع أمرهم إذا اختلف الناس، فيرجعون إليهم. الطريقة الموجودة اليوم عندنا لا تختار أهل الحل والعقد، إنما يتم اختيار من له مصلحة ومن دفع أكثر ومن له وساطة.
أتكلم معك عن ما ينبغي أن يكون لا عما هو كائن؟
جميل .. لو أن الناس وضعوا شروطا وضبطوها لما اختلفنا هنا، خاصة وأن المجلس ليس له دخل بالتشريع، وإنما يحل مشاكل الأمة، من بين ذلك عزل الحاكم إذا خالف أو عبث أو أفسد، أو صار عاجزاً.
لو فجأة وصلتم إلى الحكم.. هل ستقرون بالبرلمان وتعملون به أم ستلغونه نهائيا؟
لماذا تسألني هذا السؤال؟
سؤال افتراضي.
لن نلغيه، لكن سنهذب عمله. سنصلح عمله، سنجعله مجلساً بدلاً من أن يشرع بالأغلبية بما لم يأت به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، مجلساً لأهل الحل والعقد، سيكون مجلساً للمراقبة والمتابعة والمحاسبة.
الجماعة السلفية حتى وقت قريب كانت جماعة واحدة ثم تشظت في عمليات انشطار متتالية فيما بينها إلى جماعات وفئات، اختصمت البعض منها مع البعض الآخر حد الفجور.. ما هذا التشظي؟
الجماعة السلفية من أهل الحديث لم تكن جماعة واحدة من أول يوم، هي تتفق في مفاهيم لكن في أعمالها أن لكل أهل بلد وجهتهم، قد يوجد في كل بلد واحد أكثر من جماعة، العجيب أن هؤلاء يتفقون في مسائل كثيرة؛ بل في الكل، كالقضاء والقدر والرؤية والأسماء والصفات والمسائل التي اختلف فيها أهل السنة والجماعة مع غيرهم من الفرق، لكن تحصل بعض المسائل الفقهية الاجتهادية التي لا أرى فيها مبرراً للخلاف فيها، أرى أن الخلاف الموجود اليوم بين السلفيين ليس له مبرراته، على سبيل المثال، أذكر قبل عشرين عاما كان هناك تأسيس لجمعية خيرية، ومهمتها بناء مسجد أو إطعام جائع أو كسوة عارٍ وهذه لها أدلتها الشرعية، فقامت الدنيا ولم تقعد بسبب ذلك عند البعض، ولو كان عندنا رجلان يتفقان في كل شيء في الإيمان بالله وصفاته وفي الرؤية والقدر وفي الجنة والنار وفي النشور، ثم كان أحدهما يطعم الناس ويكسو العراة ويواسيهم، أقول كلاهما على خير، لكن من الأفضل؟ الأفضل هو من يعمل الخير للناس، لكن صارت المسألة بالعكس عند البعض!!والحقيقة أن العقلاء من هذه الجماعة قد بدأوا يتعقلون ويعيدون النظر، وكثير ممن كانوا يبدعون إخوانهم قد رجعوا، وأتوقع أن تتلاشى هذه الظاهرة إن شاء الله، أذكر أن أحد الإخوة سابقا أرسل لي رسالة يقول لي: قولوا للشيخ فلان ليس بيني وبينه خلاف لا في الأصول ولا في الفروع، إلا أنني أختلف معه في نقطة واحدة هي أنه يرى جواز التعاون مع الإخوان المسلمين..!!أحد هؤلاء ألف كتابا عن الإخوان المسلمين في اليمن وذكر صفحات بعد ذلك بعنوان بوابات الإخوان المسلمين في اليمن، وذكر منها جمعية الحكمة وجمعية الإحسان ودار الحديث بمأرب، وأنا أقول أنه يجوز التعاون أحيانا مع كافر لدفع من هو أضر منه، ولا مبرر للخلاف بين السلفيين.
هذا الخلاف خلاف عقائدي أم خلاف مصالح..؟
حتى أكون معك صادقاً أقول لك إذا وجد عند بعض الناس وذلك جائز فهم يتحملون ذلك، لكن ما أعرفه من أهل العلم والدين ليس بينهم خلاف لا على دنيا وليس هناك منهج يخالف منهجاً، هناك قصور في الفهم ممن يريدون من الآخرين أن يوافقوهم في كل صغيرة وكبيرة، ولكي يكون الجواب واضحا، لا أرى ثمة مبرراً لهذا الاختلاف أبداً، وإنما يعود هذا لقصور في الفهم...
لو دعاكم الاخوة في اللقاء المشترك إلى عمل سياسي مشترك بينكما.. هل ستجيبون؟
هذا مبني على ما سبق الحديث حوله، في حال تم بناء حزب سياسي للسلفيين، سيكون هناك لقاء مشترك في قضايا مشتركة نتفق عليها، نحن نسلك مع الإخوان المسلمين أو مع غيرهم من الجماعات مسلكا وسطا، بين من لا يرون جواز التعاون معهم، وهذا ضلال، وبين من يسعون وراءهم السعي المطلق بدون دليل، فإذا رأينا خيراً فسوف نتعاون حتى ولو في حال لم نكن حزباً سياسيا لو دعينا إلى نصرة الله تعالى ورسوله ودينه والمسلمين ونقلل من الشر فسنفعل.
في الآونة الأخيرة بدا نشاط تنظيم القاعدة محموماً وملفتاً.. حبذا لو سلطنا الضوء على هذه الجماعة..؟
أولا كلمة قاعدة هذه تسمية أمريكية..
“مقاطعاً” عفوا.. هذه تسمية أسامة بن لادن منذ التأسيس للجماعة بداية التسعينيات؟
هو سمى جماعة أنهم قاعدة، لكن إطلاق هذا الاسم على الجهاد الإسلامي وعلى كل ما له علاقة بالجهاد وبالولاء والبراء تسمية أمريكية، ويطلق على مجموعة معينة، أنا أتساءل لماذا لا توجد هذه التسمية لدى المنظمات الغربية والحكومات بشكل عام على من يقتلون ويسفكون الدماء ويرهبون الناس؟! ولماذا لا توجد هذه التسمية على المنظمات التبشيرية التي في أفريقيا التي تستخدم الطب والطعام والشراب والسلاح أحيانا ضد المسلمين؟! لماذا لا يسمى الجيش الذي حارب في جنوب السودان بهذه التسمية وانفصل عن الشمال؟ لماذا المنظمات الهندوسية في شبه القارة الهندية التي تذبح المسلمين ذبح النعاج لا يقولون عنها إرهابية؟ بل لماذا المنظمات الشيعية في العالم الإسلامي نفسه عند الغربيين لا يطلق عليها هذا الاسم؟ لماذا الذين يهلكون الحرث والنسل في فلسطين أعني اليهود وأمريكا نفسها التي ترهب الناس في العالم ليسوا إرهابيين؟! أصبح الإرهابي هو المسلم السني الذي يدافع عن بلده وعن عرضه وماله! وهذه قضية....صار الدفاع عن النفس إرهاباً كما يحصل اليوم مثلا في العراق. ثم وافق حكام المسلمين على ذلك، هذا على سبيل المثال، لكن ما حصل من أعمال في اليمن مؤخرا، وما يحصل في أي بلد إسلامي من تفجير للجنود.. تفجير في الأسواق.. تفجير للأبرياء فهذا عندنا حرام وجريمة ولا نجيزه، أنا أتعجب في اليمن أن المعارضة مع الحكومة أثناء التطاحن بينهما صعدة مع أجزاء من عمران وأجزاء من حجة والجوف مع الحوثيين، والحراك أخذوا بعض المناطق، بعض المناطق مقطوعة من جهة الحبيلين ومن جهة ردفان، لكن مشكلة العالم وجود القاعدة في زنجبار، أنا ضد أي طائفة تريد أن تقسم البلد، وإذا اتفق هؤلاء وبقي أهل زنجبار علينا أن نقنعهم حتى يقتنعوا أو نواجههم حتى يكون الناس كلهم في دولة واحدة، بدا الغرب وكأن لم يكن له من يعاديه إلا من سماهم القاعدة. نحن لا نقر أعمالهم من قتل للأبرياء أو خطف للسواح، لكن لماذا لا نحاورهم؟ أمريكا تحرم علينا الحوار وهي تمد يدها لحوار “طالبان” اليوم!!إذا وجدتهم أقوياء حاورتهم وإذا كانوا ضعفاء قتلتهم، وأتعجب من تصريح أحد قادة المعارضة أن قال: نحن مستعدون أن نقاتلهم أحسن مما كان يقاتلهم علي عبدالله صالح. هذا كلام غير صحيح.. صحيح أن يُحَاوروا وأن يُناقشوا، وفي حالة إصرارهم مثلما نتعامل مع الذين خرجوا على النظام والقانون والشرع نتعامل معهم.
أوجز لي رأيك فيهم..؟
لسنا معهم في مسألة قتل الأبرياء وفي التفجير، مع أني أشك في الآونة الأخيرة من كثرة ما قد حصل من تفجير للحرس الجمهوري بالذات، أشك أن هذا منهم فقط، ومن السهولة هذه الأيام أن يصرح أي واحد باسم القاعدة، لو كانت هذه التفجيرات مستمرة في عدة معسكرات وفي عدة تجمعات.. لكن تخصيص الحرس الجمهوري يجعلني أشك. وهذه جريمة سواء من القاعدة أو من غيرها.
برأيك لماذا هذه التكتيكات الجديدة التي تتبناها القاعدة في الآونة الأخيرة.. القاعدة معروف عنها التفجير فقط، في الآونة الأخيرة هناك عملية سطو على المدن وهذا غير معروف عن القاعدة؟
أين هم الآن؟ هم في أبين فقط، وأيضاً في رداع وأنت عندما تحاورت مع الشيخ طارق الذهب رحمه الله أبدى لك أنه دخل لقضية معينة وإخراج المسجونين وطلب من أهل رداع أن يشكلوا لهم مجلساً للقضايا الشرعية وهذا في حد ذاته لا إشكال فيه أما أن يأتي ويسيطر على الدولة ويصبح دولة داخل الدولة فهذا لا نقر عليه، مثلما ندعو الحوثي أن يكونوا مع الدولة وأن يكونوا جزءا من اليمن.
ألا ترى أن ثمة قاعدة وثمة قاعدة للنظام كما يؤكد كثير؟
يجوز أن يكون هذا.. يجوز لأني لا أريد أن أجزم لكثرة ما أطلع عليها من المناكفات والمكايدات السياسية، لا أستطيع أن أنفي، هناك بعض الحالات التي ربما قد يكون فيها قرائن، ومع ذلك لا يعني أن الشباب الذين هم محسوبون على القاعدة إنهم خيالات، بعض الشباب يقدم نفسه وهو يظن أنه يتقرب إلى الله بهذا العمل، وما أظنه بهذه الطريقة المستأجرة، لكن غير بعيد أن يكون بعض الناس كما ذكرت.
ننتقل إلى حديث آخر.. تقييمك لأداء صحيفة الجمهورية في الآونة الأخيرة؟
“يضحك” تقييمي أن الإعلام لا يثبت على شيء.. أنا أرى أن الكتابات الأخيرة (أهدى/ أهدأ) مما كان عليه من قبل وأرى فيها وجوها جديدة وطيبة.. أنا من يوم رأيتها أضحك.
أهدى أم أهدأ؟!!
أهدى وأهدأ. لكن أقصد أن الإعلام ليس له ثبات، ففي الوقت الذي كانت تمجد الرئيس إلى السماء خفضته اليوم إلى أسفل، والصحفيون إلا من رحم الله بحاجة إلى أن يستقروا علي رأي، نسأل الله أن يوفقكم وأن يثبتكم.
زرت القاهرة مؤخراً وتم اعتقالك أو توقيفك بالمطار.. ما ملابسات هذا التوقيف؟
كنت مدعواً من قناة صفا في حوار من أجل التقارب بين الزيدية والسنة، وكان معي الأستاذ محمد سالم عزان، وعندما وصلت إلى المطار وتم ختم جوازي سألني أحد الموظفين: أنت فلان؟ إمام مسجد الغفران وبالفعل كنت إماماً لهذا المسجد قبل ثلاثين عاما قلت له نعم وأتيت لأطلب التعويض بعد أن تم سجني عندكم ثلاثة أشهر بلا ذنب وقد حضرت لعلاج عيني منذ ثلاثين عاما.
تم سجنك هناك من قبل؟
نعم سجنت المدة المذكورة.. منها عشرون يوما في سجن القلعة، والباقية في سجن طرة..
تحت أية تهمة تم سجنك؟
ليس علي أي تهمة، كان عندهم كما يقولون تجديد قانون الطوارئ بعد صعود حسني مبارك بسنة واحدة، كانوا يقومون بحملات كبيرة، اعتقلوا بعض الشباب وقد جاء دوري وأنا في مستشفى الحسين بعد أن اقتحموا بيت صديق لنا ووجدوا فيه الجوازات ومن بينها جوازي وكنا مجموعة من اليمنيين وأخذونا جميعا إلى السجن مع صاحب البيت..
ما الذي جرى بعده؟
المهم.. قلت لهم جئت أطلب التعويض فأخروني وقالوا لي انتظر خمس دقائق، فانتظرت إلى اليوم الثاني في الوقت نفسه، وكنت قد قطعت تذكرة من المطار للعودة إلى اليمن، وقد تمت الاتصالات من عدة جهات خيرية إلى اليمن من بعض العلماء من القاهرة ومن خارجها، ومن خارج مصر، بعد ذلك أشروا لي الجواز ودخلت وقد أجريت بعض الفحوصات الطبية وعدت..
يتهمكم البعض بالحدية والمبالغة في استعداء دولة إيران الإسلامية والشيعة فيها.. ما الحقيقة بالنسبة لكم؟
ليست حادة ولا شديدة لا لإيران ولا للاثني عشرية، هي فقط توضيح للمشروع أو الخطة الخمسينية التي وضعت زمن الخميني ومضى عليها الآن ما يقرب من ربع قرن وقد حققت بعضا من أهدافها، سواء في أمريكا أو في أوربا أو في بلاد المسلمين السنة ووصلت إلى مناطق لم يكن للشيعة فيها وجود، وقد قال الدكتور القرضاوي: خرجت من مصر قبل أربعين عاما وليس فيها شيعي واحد والآن عدت وهي تموج بهم. اليوم كثيرون من الليراليين، كثيرون من المتعلمنين، كثيرون من اليساريين يتحالفون مع الشيعة! وهذا مذهب لا يقبل بالآخر، تعلم أنه منذ قامت الدولة الصفوية في القرن العاشر الهجري وكانت الشيعة فيها أقلية، فأرغمت أهل السنة على التشيع وهجرت من هجرت وقتل من قتل، ثم توسعت الدولة الصفوية وكانت سبباً لوقف الفتوحات العثمانية في أوربا، ثم صار أهل السنة أقلية، ثم عملت على تكثير الشيعة في العراق، ثم بعد سقوط الشاه ومجيئ الخميني أصبحت هذه الدولة واضحة مذهبها الاثنى عشرية ولغتها الفارسية وهذه المادة غير قابلة للتغيير عندهم، مع أن الأمة المسلمة من المفروض أن تأخذ باللغة العربية، وحاربت الأقليات الأخرى، وعاملتهم معاملة خاصة وخاصة الأحواز العرب، ثم تحالفت مع أمريكا والغرب لإسقاط حكومة أفغانستان وطالبان، وإسقاط حكومة صدام حسين في العراق لأنه مسلم سني، مع أن صدام حسين لم يكن ضد الشيعة، واستطاعت أيضا أن تنسق مع النصيريين في سوريا، والنصيريون في التاريخ القديم الاثناعشرية يعتبرونهم من الغلاة الكفرة والعكس أيضا، فصار الهلال الشيعي، ودخلوا لبنان بعد ذلك وأسسوا حزب الله بعد ذلك، ثم جاءت إلى اليمن ومدت يدها للاهثين وراء المصالح، وحاولت التأثير على بعض الزيدية، بل والسنة، وقد فعلت ونجحت، فالحديث عن ذلك واجب شرعي، وليس خلافاً على مصالح دنيوية...موقفنا مع إيران مبني على حقائق واضحة، فإيران لها مشروعها التوسعي في نشر خزعبلات الاثنى عشرية، واستطاعت حشد شيعة العالم إلا القليل، بينما لا يوجد لأهل السنة دولة تجمعهم لأنها مشغولة بمواجهة التطرف والإرهاب اللّذين لم يعرفا تعريفاً جامعاً مانعاً، وإنما يطلقان على أهل السنة، إننا بحاجة إلى قيادة سنية، ولكن الدول لما تفق بعد من رقدتها.
الكلمة الأخيرة مفتوحة..؟
أتمنى لصحيفة الجمهورية التوفيق والثبات، ونتمنى عليها تخصيص ولو صفحة واحدة للقضايا الشرعية وللعلماء الربانيين حتى يستفيد الناس منها، ونتمنى ألا تعطي فرصة لمن يريدون توسيع الشقاق بين الناس، وأن تكون هادفة في أدائها ونسأل الله لها التوفيق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.