زادت وتيرة استقطاب الشباب للمشاركة في ما يسمى "الجهاد" سواءً في الجنوب مع "أنصار الشريعة" أو في الشمال مع "أنصار الله"، ولسمو غاية الجهاد فلا يجاهد إلا من كانت همته عالية وأخلاقه راقية، لذلك يلاحظ أن أهداف الحركات المتمردة والإرهابية لا تمت لأخلاق الجهاد الحقيقي بصلة، فقتل الشيوخ والنساء وتفجير المنازل والمساجد ودور القرآن كلها أعمال الإسلام منها براء، ولأن أهداف هذا الجهاد وضيعة لذلك يلاحظ أنها تستقطب من هبّ ودبّ وخاصة الشباب المندفع الذي لا يملك أي فكر أو علم، فقط الشباب الباحث عن المغامرة والإثارة ومتعة القتل، فمعظم الشباب الذين تم تجنيدهم هم من ذوي "القعشات" ورواد العصابات وأصحاب السوابق، والذين كل همهم إطلاق النار وقتل الآخرين في نشوة تضاهي تلك الموجودة في عوالم الألعاب الاليكترونية. لذلك فمعظم المجندين والذين يقومون بالعمليات الانتحارية هم مناطق ذات مشاكل اجتماعية وذات دخل منخفض ك "الأكمة" و"مسيك" و"القاع" التي يعاني سكانها من مشاكل العصابات وتحرشات الشباب الطائش، فلذلك يسهل تحويل الشاب من شخص منحرف يتلذذ بسفك دم الآخرين إلى شخص مقاتل مستعد لقتل أي كان حتى لو كان شيخ أو امرأة، فالأمر لم يعد حراماً كما في السابق بل أصبح جهاداً مقدساً وله ثواب وجنة.
فالقائمون على هذا المشروع الدموي يعلمون أن هؤلاء الشباب المغرر بهم هم السلاح الحقيقي، وهو سلاح لا يناقش أو يفكر بل ينفذ ويطيع مقابل وعود بالحور العين التي تنتظر هذا البطل الأسطوري، والذي للأسف لا يجيد أداء الصلاة ولا يقرأ القرآن ولا يعلم شيئاً عن أخلاق الإسلام أو أحكام الجهاد.
فما يهم عصابات الإجرام هو الغاية والتي ظاهرها نصرة الدين ومحاربة اليهود والنصارى بغض النظر عن الوسيلة والتي لا تختلف عن أساليب اليهود في الغدر ونقض العهود واستحلال المحرمات، ولأن الوسيلة المستخدمة بعيدة كل البعد عن الإسلام فالغاية بدون شك أبعد، حتى أن بعض عصابات التمرد صرحت أنها مستعدة للتحالف مع الشيطان شخصياً من أجل تحقيق أهدافها والتي في حقيقتها ليست نصر دين الله بل على العكس تماماً وما المساجد المدمرة والمصاحف الممزقة إلا خير شاهد على ذلك.