حزب العدالة والتنمية الذي أخذ بيد تركيا صاعدا الى القمة منذ 2002وفي 2023 سيضع الحزب اسس "الجمهورية الثانية" بعد ان حولها الى قوة اقليمية، يتكون هذا الحزب من عدة اتجهات وخلفيات فكرية: اسلامية " ليبرالية" "ورديكالية" وعلمانية"يسارية" وبالطبع قومية . يخطئ من يظن ان اتجاه الحزب اسلامي محض او علماني صرف، وهكذا هي الاحزاب التي تريد ان تكسب الجماهير وثقة الشعب تعبر عن مختلف افكارهم وتوجهاتهم وتصهرها في بوتقة الواقعية والبرجماتية السياسية بعيداً عن الايدلوجيا المحبطة والفاشلة.
اللقاء المشترك كفكرة متنوعة حلمنا ان تتحول الى حزب، لكن احجار العثرة القديمة التي تتحكم بمصائر تلك الاحزاب وهي سبب تعثر احزابها تعيق بلوغ مثل هذا الحلم، لا سبيل لخروج مثل هذه الفكرة الى النور الا بتمرد شباب تلك الاحزاب على ايدلوجياتهم ولتجمعهم مصلحة بناء الدولة اليمنية والإرتقاء بهذا الشعب نحو المعالي والخروج من فكرة المناصفة والمحاصصة الى فكرة العمل لاجل الوطن والمواطن.
الحالة السياسة الآسنة في اليمن تتطلب خطوة من هذا النوع للخروج من الماضي للمستقبل بخطى يمانية الهوى والهوية تعلي القومية اليمنية كروح جامعة لكل اليمنيين المشتتين بين هويات اثنية وعرقية ومذهبية وطائفية وحزبية هشة. تحويل " اليمن" من مجرد "تسمية" لبلد إلى "روح" ناهضة يتطلب خطوات سريعة وجريئة لا تنظر للخلف سيخلق دولة طالما انتظرتها أجيال الأمة اليمانية المتعاقبة.
من يرسمون السياسات الإستراتيجية لغيرهم من الناس والبلدان ويتسترون تحت مسميات الاممالمتحدة ومجلس الأمن لا يساعدون احدا في بناء دولة حقيقة وانما ينشئون كيانات غير مكتملة السيادة لتظل الدول الخمس الدائمة العضوية هي الدول الحقيقية المكتملة السيادة والقادرة على صنع التحولات في العالم بخسب مصالحها أولا.
تتسم هذه الكيانات بالضعف والانفصام وعدم وجود روح وطنية جامعة، وتتلبس بمسميات واهية تعلى فيها الطائفية والجهوية وتحشر الأقليات او حتى تختلق لتكون احجار عثرة مستقبلية تحول دون بناء دولة مكتملة السيادة. كثير من المصطلحات ليست في الواقع سوى فخاخ والغاما موقتة مثل الشراكة الوطنية والمحاصصة واشراك كل القوى واقحام المنظمات ذات المسميات الحقوقية في الشأن السياسي وجعلها في مقام الاحزاب او اشد تمثيلاً منها.
ان عدم ذوبان المجتمع تحت هوية واحدة وكيان دولة جامعة واضحة الاهداف والخطط ليس الا امعانا في التيه وضياع المستقبل. تاكدوا ان لا شئ يجمعنا في هذا البلد كالقومية اليمنية ذات الدلالة الواضحة ، وما المسميات والهويات الاخرى الا متغيرات غير مستقرة و لا ثبات لها ، ولو استطعنا الإجماع على الهوية اليمنية والالتفاف حول القومية اليمنية لخرجنا من هذا التيه والسقوط الجهوي والطائفي والمناطقي ابذي لم يجلب لنا سوى الفقر والمزيد من الاحزان المتراكمة.