[مربع نص: فوازالعبدلي] [مربع نص: [email protected]] لم تصل الثورة الشبابية الى مستوى طموح الشعب اليمني لاسيما الشباب الذين أشعلوا جذوتها على أمل ان يحدث هذا التغيير تحولاً ملموساً في حياتهم المعيشة كأقل تقدير. موجة من خيبة أمل أصابت الكثير من الشباب عندما شعروا بحجم الانتكاسة التي حلت بهم وانهم ليسوا الا مجرد أوراق فقدت صلاحياتها في واقع افتراضي لثورة باتت مثخنة بالجراح والتحديات الجسيمة نتيجة ممارسات سياسية رعناء وحماقات قادت الوطن الى شفا جرفٍ هار. للأسف لم تكن القوى الثورية التي عوّلنا عليها كثيراً بالمستوى المسؤول في التعاطي مع القضايا الوطنية وما تقتضيه المرحلة بالالتزام الضمني بتمثيل الثورة على النحو المطلوب كما أردناه وأراده الشعب اليمني عموماً. صحيح أن الواقع كان ملغوماً بكثير من الأزمات الكارثية والتراكمات التي خلفها النظام السابق، وهذه حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها؛ لكن هذه العوائق لا تلغي الدور الصارم والإيجابي الذي كان من المفترض ان تقدمه القوى الثورية الممثلة بالجانب السياسي في تلك الظروف الحرجة والحساسة، وان لا تدع مجالاً للمساومات السياسية والقبول بالمفاوضات والحوارات العقيمة مع من لا يفقه لغة الحوار، فالإخفاقات خصوصهاً في هذه المرحلة لا تخدم الا خصوم الثورة الشبابية.
اما في ما يتعلق بحكومة الوفاق؛ فللأسف لم تكن جديرة بمهامها في إدارة المرحلة، وبالتالي نستطيع القول إنها أسوأ حكومة عرفها الشعب اليمني. لقد كان اداؤها سلبياً للغاية لأسباب واضحة يعرفها الجميع. لقد غلب عليها الطابع الحزبي فتعاطت مع كثير من القضايا بشيء من اللامبالاة، في الوقت الذي اهتمت بدرجة أساسية بالمحاصصة السياسية بدلاً عن الاهتمام بالقضايا الوطنية وبناء الدولة ومؤسساتها التنموية, لذا لم تعد تلك الحكومة متحمسة لمعالجة حتى قضاياها الأساسية بل أفرغت كل طاقاتها في المماحكات والمناكفات، كل طرف يترصد أخطاء الآخر، تاركين وراءهم الساحة الوطنية مكدسة بالأخطاء والتراكمات والعاهات المزمنة.
كنا بحاجة الى ثورة تصحيحية يقودها الشباب الثائر باعتبارهم رواد التغيير وحاملي مشروع الدولة المدنية الحديثة قبل ان تتعقد الأمور ونصل الى المستوى الذي وصلنا اليه. لقد أخفق الشباب الثائر في الوقت الذي كان من المفترض ان يقطعوا الطريق أمام كل المتربصين الذين يريدون النيل من الثورة بطرق واهية. كان لا بد ان تكون هناك إرادة شبابية لردع كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات الوطن وأمنه واستقراره .