استطاع الحوثي أن يأتي يما لم يستطع الأوئل.. لقد تدفق على اليمن بالجديد المبتكر الذي ألجم ألسنتهم وعقولهم.. من كان يظن أن أحدا بإمكانه فعل ما فعل الحوثي؟! كنا نكتب عنه كقائد لجيوش الزومبي و"طائر الخراب" ومليشيات تقتل الانسان والدولة وعودة إلى الماضي القديم فلما جاء أكد لنا أنه ليس كالماضي القديم ولا هو يقتصر على قتل ما قلناه فقط. تبدو الكتابة على الحوثي تدريبا على الكتابة في القبح.. ويبدو هو كريما في نشر قبحه على حدّ سيفه!! لم يكن أحد - سوى المنتفعين وذوي الدفع المسبق - يراهن على ذرة تقدم لديه.. إنسان الكهف لا ينظر للمدنية.. وكائن الزومبي المشغول باحتياجاته الضرورية التي تختصرها فتحات جسده لا يمكنه فهم المشترك الانساني والقيم العليا - قد يؤخذ هذا الكلام كاستنقاص أو استهزاء لكنه دقيق كتوصيف فحسب - كما أن الحركة المجمعة من فساد سابق وإجرام لاحق لن تستطيع الإسهام في صنع مستقبل أفضل قط!! بإمكان هؤلاء الادعاء، وادعاء الادعاء، ومحاولة تجميل الادعاء.. فبدونه ستسقط الأرقعة وسيرون حقيقتهم مباشرة وهذا شيء مقزز حتى لهم!! والادعاء هو النشاط السلمي الوحيد الذي تمارسه الحوثية البدائية. ما الذي يفعله هؤلاء المسوخ؟! جاؤوا بدينهم لمحاربة الجميع!! يقاتلون الدواعش بتدعيش الشعب أولا وبداعشية قمعية إرهابية أشد ثانيا؟! التدعيش المعنوي والإرهاب الفعلي على الأرض يكاثر الداعشية وينميها.. كما أنه يكسبها مشروعية من حيث تحويلها من إرهاب إلى مقاومة مشروعة!! في ظل حروب الحوثي التي لا تنتهي فالحوثي هو المالك الحصري للإرهاب إذ أن كل ما سيكون ضده سيبدو أما الناس نوعا من الدفاع عن النفس الذي يعلي من قدر صاحبه!! فمال هذا المسخ لا يكاد يفقه حديثا؟! جاؤوا لمحاربة الفساد بنشر الجريمة!! أصبحت الجريمة تمشي في الشوارع نافشة ريشها وكأنها الدولة الرسمية.. واختفت المظاهر الرسمية أو أصبحت في أفضل حالاتها مخزية!! عبد الملك الحوثي هو قاتل ومجرم مدان بما لايدع مجالا للشك كونه فعل كلما فعل!! ولكنه أضحى اليوم قبلة الاتفاقات الرسمية المصنوعة لكي يخرقها لا لكي يلتزم بها كما هو معتاد!! ولا قلق عليه فسيرته في الخرق وادعاء عدمه معروفة كاسمه تماما!! جيوشه التي أسقط بها الدولة وقتل بها الأبرياء تمشي بيننا وكأنها نحن المواطنون، ونحن نخاف منها وكأننا هم المجرمون!! بدلا من الفساد المستخفي جاءتنا الجريمة المجاهرة!. انتكاسة الحوثية بالغة في المستقبل ووالغة في الثقافة التي كانت أفضل مما هي عليه!! تحويل دور القرآن إلى أماكن للتعذيب والإرهاب وبيد عصابة مجرمة هو الإرهاب عينه!! إذا ليس بإمكان أي مسلم قياس المسافة بين تعليم القرآن وتعذيب الانسان!! ولا يستطيع عاقل تخيل المفارقة بين دار للعلم ومعتقل لهدر الانسانية!! ومهما اختلف مختلف حول دار القرآن إلا أنه لن يستطيع التأكيد إلا على مشروعية ورسمية ما كان يحتويه.. وبدائية وتخلف الحوثي الذي جاء لتخليصه!! تفجير البيوت ودور العبادة ودور العلوم الشرعية هو خصيصة أخرى يسجلها التاريخ بأوسخ دواة لأوسخ أداة: للحوثي.. فهذه الخصيصة قرآنا هي الأظلم لكونها تعتدي على المعتقد وهو الجانب الأهم لدى أي إنسان.. كما أنها تؤسس لأجيال من الحقد والحرب وتبادل الجريمة!! أما انتهاك حرمات البيوت والأشخاص والهيئات والذي أصبح زوادة الكائن الحوثي اليومية فهو أمر لم يكن يخطر على بال شاب ينتمي إلى هذا القرن.. لربما كانت متوقعة في إطار رسمي وبمسوغ قانوني ولو خداعا.. أما أن ينتهك حرمتك المجرم المدان.. ويحاسبك القاتل المنتكس.. ويعذبك المسخ البليد فإنها مأساة يحق لمنتم لهذا الجيل أن يزهق روحه اتقاءها.. ومهزلة تؤلم الكينونة وتعيد تعريف الأشياء كلها لدى أي عاقل!! *** من حقك أن تكون أي شي.. أما أنْ تكون حوثياً فهذه كلمة لا تلتقي قط مع كلمة حق.