قيمة الثورة تأتي بفعل من يُعبر عنها و ليست الثورة ذاتها. الشباب المتدفق قبل اربعة سنوات(مثل هذا اليوم 11فبرير ) إلى الساحات والميادين صنعوا سكة توجة جديد للوطن و الشعب اليمني.
حيئنذ لم تكن تجرؤ جماعة او حزب او مكون بالاحتجاج او المطالبة برحيل حاكم و هدم نظامه. كان قطار 11 فبرير ينطلق من محطتة الاولى للثورة يجتاز مساره المنتظم و كانت الجماهير على موعد صادق و الفعل الثوري في الارجاء إذ كاد يُغيير وجه التاريخ اليمني لولا بعض الاختلاجات التي تشوبه و تحاول العبث فيه وحرفه عن المسار. و ما بين فبراير 2011 و فبراير 2015 يزهر الوطن اوجاعآ و تُشُهُر المعتقلات و زوار الليل مخالبها و الانياب ضد شباب فبراير الغاضب. كل فبراير وانتم و الوطن بصحة متعافيين كما كنتم في ساحات التغيير ، تضجون بالوطنية اكثر من المتشدقوبة بها و تصدحون بالنشيد الوطني بعنفوان العواصف : " رددي ايتها الدنيا نشيدي.. ردديه واعيدي و اعيدي و اذكري في فرحتي كل شهيدي و امنحيه حللا من ضوء عيدي" كأنها لحظة تلك التي مرت و تلاشت ذابت في زحام القنوات المتلفزة و الثورات و الحوارات و لا يزال لهاثنا للتغيير في ناصية القلب. لا تزال الرغبة جامحة بوطن تأتي ثورته على الفاسدين و الانتهازيين و تزهر تغييرآ إلى الابد. اربعة سنوات منذ كانت الساحة و الخيمة و النشيد و الشهداء المسافرون الي الله دافعين ثم البحث عن وطنا يحتوي للجميع ، فتحاول الجماعات اليوم الاستفراد به متنكرة تضربه بالصميم .. اربع سنوات كأنها ميلاد عمر وافر من الآلآم و المسرات الافراح و المشقات ، لكن يظل هذا اليمني المصادر من ذوي القرباء الاقليمي خارجيا و داخليا من نخبه و العصايات السياسية احزابا و جماعات مسلحة صامد في وجه مصادر رياح الخيبات من كل منفذ و واد. في الحقيقة : عُمر مديد من الامل ، قصفه المخادعون و تآمر ضده الانتهازيون .. و اوقدت جذوة الحُلم في حدائق الخيال فقط - مجرد احلام. احلام الفقراء للامن و الامان و السلام و الخبز و الحرية الحب و الهدوء و الاستقرار ، و بين فقراء الاحلام طيور الخراب و سادة السوء الماثل كشقيق شاق على الارواح ، تتلصص مليشياتهم في كل شيء من بهو المسكن الي احراش المقابر.. كل سنة وأنت بخير يا فبرايرنا المشطور بين موفنبيك فندق الحوارات اليساسية المطولة الهزيلة الخائبة و ساحات معطلة و عاصمة مختطفة.