"رددي أيتها الدنيا نشيدي .. ردديه وأعيدي وأعيدي" الجميع ينشدها ويسمع الدنيا بصوت واحد ما يجب عليها ترديده من نشيدهم. المشاهد الخارجي لا يرى غرابة في منظر الثوار بساحة التغيير في العاصمة صنعاء وهم يرددون النشيد الوطني، لكن الغريب أن تسمع آراءهم حول شعور جديد انتابهم وهم بصدد خلق الوطن الجديد، كثيرون أدهشهم هذا الشعور وحين أفصحوا عنه تبين لهم أن غيرهم كثر يشاركونهم نفس المشاعر، هنا ننتقي بعضا من هذه المشاعر وأكثرها شيوعا بين الثوار.
"أخيرا .. لدينا وطن" قالتها إحدى المعتصمات وهي تقبل العلم بشغف وكل جوارحها تستشعر نشوة الفرح بالوطن الجديد في ساحة الحرية.. إنه الانتماء وهو أيضا الشعور الذي اتفق عليه الكثير من المعتصمين مع عبدالوهاب البنا وهو أحدهم حيث يقول انه أصبح يشعر بالانتماء للوطن عند سماع النشيد الوطني في هذه الأيام.
"نشيد لنا وليس ملكاً للرئيس" آمال كانت تتحدث والابتسامة تسبق قولها عن رجل طاعن في السن يتحدث مع آخر وبلهجة محليه تمزج بين البساطة وتجارب السنين (كنا نتخيل أن النشيد الوطني حق على عبدالله وحده، وانه طلع حقنا إحنا). بشرى الغرباني وسيدة الشقاقي معلمتان اتفقتا أيضا على الشعور بالرضى التام وهما ترددان النشيد على عكس ما كان في السابق حيث تقولان أنهما كانتا مستاءتان من فرض ترديد النشيد من قبل وزارة التربية لشعورهما انه خاص بالرئيس. حفظوه .. وآخرون بكوا أثناء ترديده السيدة أروى الأسد تتذكر على استحياء كيف أنها لم تستطع الإجابة على سؤال في امتحان قبول في جامعة صنعاء طلب منها فيه كتابة النشيد الوطني وتضيف "حقيقة لم نكن مهتمين بالنشيد الوطني أما الآن فنحن نحفظه ونعيش معانيه". فاطمة، تشرح مشاعرها الجديدة نحو النشيد بما يتفق مع نظرة احد المعتصمين وهو يتحدث بالهاتف قائلا "يكفينا إننا نردد النشيد الوطني بدون أن نرى علي وهو يرفع العلم بل نردده ونحن ولأول مره نفهم معنى لن ترى الدنيا على ارضي وصيا". أكثر من ثائر تحدثوا عن نوبة بكاء انتابتهم وهم يسمعون النشيد وبالذات حين يسمعونه بعد كل هجمة يقوم بها نظام صالح وبالرغم من أن النشيد يتم عزفه بما لا يقل عن أربع مرات يوميا فان المشاعر هذه تتجدد بخليط من الدموع والسعادة بهذا النشيد الجديد القديم. الحب الجديد احمد الحكيمي يرى أن هناك مشاعر حب للوطن جديدة يعيشها عند سماع النشيد الوطني وهو أيضا ليس الوحيد فالكثير اتفقوا معه على أن هناك مشاعر جديدة للوطن هذه الأيام بعكس ما كان في السابق تماما. فعلا انه ذلك الحب الذي افتقدناه.. هاهو يعود إلينا لنحتضنه بلهفة وشوق فهو العنوان ليمننا الجديد الذي ننشده.