سيكافئ الحوثيون نهاية المطاف ، بالتسكين بدلا عن جماعة سبقتهم ،و يعود البلد الي نقطة البداية ، هذا ما يجري في التحول القائم ، من حيث الشكل العام ، لحركة التغيير في البلد بأن أي جماعة تستطيع مكافأة نفسها و لو بقرار سياسي كما حدث ، بعد افراغ الدولة والسلطة من مضمونها. وهذه الحركة في الاساس سيطرت على مؤسسات الدولة على وجه الخصوص مع بوادر ازمة سياسية و احتناق الاقتصاد ،و تسميم الجو العام في مناخ الحقوق والحريات الاسوأ في مطلع العام والعام المنصرم ، إذ شهد الكثير منهم (كخصوم)كما تصورهم الجماعة وتقدم على ملاحقتهم واختطافهم بغية الانتقام و الثأر ، ليس ناتجا عن الاختلاف طبعا. فالحوثيون او (جماعة انصار الله) الذين يقاتلون عناصر القاعدة في رداع محافظة البيضاء-هذا صحيح-و كما هو واضح ليس لأنها جماعة تكفيرية بحسب وصفهم او كما سوق لها الاعلام الدولي ،و لكن ايضا لان لديهم الهدف الخاص بهم في معرفة ما يريدونه و الي اين يتجهون. ذريعة الارهاب واسعة تقبل ان ينضوي تحت فترينتها أي مشروع غير وطني.وهو ما شهده البلد منذ سنوات في عهد الرئيس السابق. ويتجدد اليوم في تحالفاه مع جماعة جديدة صاعدة. و لطالما ان محافظة البيضاء الواقعة جنوب شرق البلاد و محافظة ابجنوبا بالنسبة للعاصمة ، تليهما تعز من الجنوب و مأرب من الشرق ، لا يعني سوى العمق الاستراتيجي للشافعية بالنسبة لمحافظة تعزومأرب ،و هو المنحنى الاخطر في العملية الجارية ، و الذي-يحذر منه المراقبون-لو فكر الحوثيون السيطرة عليهما قد يأخذ الصراع هناك البعد الطائفي على اساسه يبدأ بالفرز المذهبي الذي لا نراه حتى الان بينما ينشأ يوما بعد يوم بلا شعور. ان ممارسات الجماعة التي تحاول قطع المسافات و قد تمتد نيرانه الي مناطق اخرى كفيلة بإذكاء أي صراع طائفي وشيك. نحن متفقون إذآ عن الارهاب خطورته و انتشاره ، كثافته ، قوته ، و نفوذه ، لكن لن يستثني هذه المرة الوطن من فتنة جامحة نذيرها يلوح في الافق. ما لا يدركه الناس هو انتفاضة جماعة الحوثي في وجه هذا الخطر المنتشر الارهاب و هو ما يجعلهم يوغلون بالتساؤلات ، هل يواجه الحوثي القاعدة لغرض تخليصنا منها او استخدامها كذريعة و الاستفادة من جغرافيتها و مساحتها و السيطرة بدلا عنها في المناطق ألملتهبة .؟ حسنا ، كل شيئا وارد هنا ، في لحظة يمر البلد فيها باسوأ حالاته من تقويض لسلطة الدولة ، و محاولات جامحة لدى الجماعة بالتهام كل شيء.تحت اسم الحرب ضد الدواعش والتكفيرين -حدوصفهم-وفي الاصل هم يقومون بتدمير النسيج الاجتماعي بلا هوادة. ولن يقف اليمنيين موقف المتفرج وقت طويل على مايبدو.