كعادته بدا عبد الملك الحوثي في خطابه متشنجا غاضبا لم يعمد حتى لتوزيع ابتسامة تبعث على انشراح المشاهد. بدا كمن يعلن الحرب على الاصلاح , وهو يوجه خطابا كاملا يصب في خانة الاصلاح دون سواه رغما عن أن الاصلاح كان آخر المنسحبين من على طاولة حوار موفمبيك.
كل ما تتمتع به جماعته من مفردات الارتهان الخارجي وإثارات المذهبية والعنصرية والمناطقية أسقطها على الاصلاح لكنه نسي أن يوصمه بمفردة السلالية.
كانت اللجنة الثورية الحوثية أعلنت اليوم الخميس نهارا عن مسارات ثورية جديدة ولم توضح ماهي هذه المسارات , لكنها اتضحت في خطاب زعيمها عبدالملك المتلفز ليلا , فالهجوم الكاسح على الاصلاح أصدق تفسير للمسارات التي يفهم من الخطاب أن الاصلاح سيتعرض لحرب شاملة قد تؤدي إلى حله وإغلاق وسائله الإعلامية وفرض السجن أو الإقامة الجبرية على قياداته ومضايقة أفراده.
التركيز على الإصلاح دون سواه منالأحزاب التي رفضت أو انسحبت من الحوار يعني أن الحوثية ستقصي جميع القوى لكن ليس بالجملة حتى لا لا تكالب العداءات على نفسها ولكنها ستضرب قوة تلو قوة حتى تتمكن من الجميع مستغلة - كعادتها - وجود شروخ ونتوءات وثغرات وهوة تفصل بين القوى اليمنية التي لا تبدو ملتئمة . فهل الإصلاح بعد هذا الخطاب التشنجي الاستعداد لمواجهة القادم الأسوأ تجاهه كونه الوحيد الذي عليه تحمل الأزمات التي صنعتها الجماعة الحوثية بإسقاط صنعاء والإنقلاب على الرئيس الشرعي وفرض اشتراطاتها بالقوة على المتحاورين في موفمبيك .