هب له لا أقع في أسر شيء كما وقعت في أسر عدن، وكم تمنيت اليوم ان أنسلخ من كل ما انا عالق فيه من قبح الجغرافيا واصرخ بكل قوتي هب له ويرتد صداها في كل جدران المعلا هب له له له له له !
في كل أزقة عدن و و"أزغاطها" ثورة تجتث القبيلة والموروث القبيح الذي رمتنا به قبائل الشمال بمغالطة أخلاقية نالت منا لعدة عقود و جعلتنا ذيل لكائن مسكون بكل قبح يمكن أن يجمعه أحدنا في مجلد وبعد أن ينتهي من تدوينه يجدل بعاره "الكدافه".
"الحافه" وعيال الحافه الذي أعادوا اليوم رسم الخارطة الجينية لليمن الذي ينشدة كل عشاق الحرية . "الحافه" ، وليس الجيش ولا حاشد ولا ذو محمد ولا ذو حسين، فقط "الحافة" تصمد امام كل خيانتكم وتقول هذا وطني.
كان يحمل بندق و يجري حافي القدمين لا ينتعل غير الأرض ولا يوقفه إلا الموت او النصر ان مات احتظنته "الحافه" وان عاش سيعود لشراء حذاء جديد ويرخي خيوطه.
وكشفت عن ساقيها العويل والنحيب هو الصوت القادم من كل مكان، الموت فقط، الموت تحت أي مسمي أو صفة يفرد ذراعيه في هذا الطريق الذي نسلكه، فالمقتول لا يكترث كثيراً لنوع الرصاصة التي اخترقت جسدة وأردته قتيلاً. ينتهي احدنا بموته ولا رابط يربطه بالأحياء من بعده سوى ألم وحزن بلا سقف.
الوضع في اليمن والجنوب بشكل خاص مأساوي و الأفق يزداد حلكة وقتامة، وتكاد تكون كل الحلول المطروحة حاليا تعمل بتسارع للإجهاز علي ما يمكن أن يكون نافذة ولو ضيقة لعبور اليمن الي النور أو حتى النجاة ب"رضوض".
ففي الجنوب تنفذ جرائم حرب بشعة يرتكبها صالح وهادي والحوثي تجاه أبناء الجنوب وكذلك الشمال المقسوم قسراً.
لم أجد مبرر حتي لا أخلاقي في توصيف الوحشية الذي أظهرها ثلاثتهم مهما برع أحدكم في شيطنة المقتول والتسويق لسلامة التراب، فاليوم سقط آخر قناع كان يغطي الوجه الحقيقي الذي يتواري خلفه ثلاثتهم، وكذلك مناهضيهم ومؤيديهم وانكشف العُري الذي كنا نرتديه جميعاً.
وحتى اللحظة بوسع مثلث الدمار تلافي تسليم اليمن إنساناً ووطناً للموت عرايا تتحاشانا عدسات التصوير خجلا من لا آدميتنا المفرطة.
وفي هذا المشهد تتجلي أمامي الملكة بلقيس ويهمس أحدهم في أذني ( وكشفت عن ساقيها) وكأني أسمعها ستر الله سترتنا ساقها ، فكان هذا العُري الوحيد الذي سترنا كيمنيين. وكم تمنيت ان يكشف احدهم ساقه او حتي مؤخرته من أجل نجاتنا.