الاخوة أعضاء اللجنة الثورية العليا، و أعضاء مكتب السيد والمجلس التنفيذي والسياسي، وبقية التسميات واللجان والمجالس. استمعت لتصريحاتكم المتكررة حول النصر والصمود ويبدو ان هناك مشكلة لغوية (أو على الأرجح مشكلة أخلاقية) عميقة بيننا في تحديد ما نعنيه بالنصر والصمود.
الصمود في الحرب هو أن تستمر بلدك في الحياة والعمل والإنتاج رغم القصف.
الصمود هو أن يستمر الأطفال في الذهاب الي المدارس وان تمتلئ المحطات بالوقود والمحلات بالسلع والمستشفيات بالأدوية والشوارع بالناس رغم استمرار الحرب.
الصمود هو ان تستطيع الرد علي العدوان الخارجي ضربة بضربة وصفعة بصفعة، لكن ان تسلم مؤخرتك لصفعات التحالف الخليجي وانت تتذرع ب" الصبر الاستراتيجي " فهذه اقصي درجات الذل والهزيمة.
الصمود ان تخرج قاداتكم للتجول في الشوارع وتفقد أحوال المواطنين مثلما فعل صدام حسين في العدوان الأمريكي في 2003، اما ان ترسل قياداتكم عنترياتها من المخازن والبدرومات المظلمة فهذا نوع غريب من الصمود احري بنا ان نسميه صمود الجرذان.
حين زرت سوريا العام الماضي وجدت ان الحياة لا زالت مستمرة والمحطات مليئة بالبترول والأطفال يذهبون بأمان الي مدارسهم والمطاعم تعج بالسهرات حتى منتصف الليل سواء في مناطق السلطة او مناطق المعارضة. هذا هو الصمود بعيدا عن رأينا السياسي في النظام او المعارضة.
اما حديثكم عن الصمود والناس بعد ان أصبح الوطن كومة من الدمار والفوضي والجوع والعطش فليس إلا دليلا دامغا انكم فشلتم في الحرب وفشلتم في السلم وفشلتم في ان تحتفظوا بمكان لكم في اي مشروع سياسي قادم.
اما بالنسبة لحديثكم عن النصر فهو ذو شجون. فمن الصعب الحديث عن النصر بينما ميليشياتكم تستولي علي حصص البترول والديزل المخصصة للمستشفيات والبلدية والنظافة والاتصالات وتخصصها ل"تفحيط" شاصاتكم وسياراتكم المدرعة ودباباتكم.
من الصعب الحديث عن النصر وانتم تحولون المدارس والمعاهد والبيوت الي مخازن لأسلحتكم وتحولون المواطنين إلى دروع بشرية لجنونكم الحربي.
من الصعب الحديث عن النصر بعد أن فقد مواطني بلدكم وظائفهم ومرتباتهم ومدخراتهم ومستقبلهم بسبب هوسكم بمحاربة العالم والنصر علي طواحين الهواء.
من الصعب الحديث عن النصر واليمنيون يتركون بيوتهم بسبب قصف ميليشياتكم ليتحولوا الي لاجئين في جيبوتي والصومال او عالقين علي حدود السعودية وعمان او مرفوضين في كل مطارات العالم.
من الصعب الحديث عن النصر والناس يخافون من نيران مضاداتكم اكثر من خوفهم من غارات العدو.
ان الخلاف بيني وبينكم في تعريف النصر ليس عسكريا بل هو اخلاقي. لان معيار النصر والهزيمة هو الإنسان لا الميليشيات والعصابات والمرتزقة.
فهناك فرق كبير بين معني النصر عند الدولة ومعني النصر عند العصابة، والذين يحتفلون بالنصر ومواطنيهم يفتقرون لأبسط شروط العيش الإنساني ليسوا أكثر من عصابة لصوص. من صفحة الكاتب على فيسبوك