راغبا بالاعتذار يا فارس ليس لأنني أخطأت ، ولكن لأنني لا اعرف كيف أستعيدك الآن كأخ و رفيق ، كحائط هش فؤادي الآن ، هجمة في القلب افترستني لموتك يا صديقي ، و ليس بوسعي تدبر هذا القهر هذه الساعة. أكثر من مرة كنت اريد ان أقول لك انني انتظر عودتك من " كب تاون جنوب افريقيا " وما أقسى ان يخطف الموت صديقا و زميل مهنيا كأنت ، قبل أن تعترف له بالحقيقة، انك تحبه بالفعل ، كنت اريد ان أقول لك لم يكن اختلافنا خصومة ، كان اختلافنا في وجهات النظر فقط ، ليس قطيعة وضغينة كما حاول البعض تسويقها.
عندما تختلفوا مع اصدقائكم توقفوا في المنتصف، امنح صديقك مسافة كافية للهروب او اهرب انت ان استطعت ، لتعود متى ما أردت ؛ الأصدقاء يسدون فراغات في قلوبنا دون ان نشعر كما كان فارس، نحتاجهم بلا استئذان. يوم اختلافنا انا وانت فارس ، قلت للعزيز نبيل سبيع ، آلمني ما كتبه فارس ، اذ لم يجد ما ينتقدني به سوى المجلس الذي يجمعنا بأصدقاء و زملاء في شقتي، فقسوتوا عليه أنا بالرد.
فشلت محاولات الصديقين العزيزين سامي غالب و مروان دماج بإقناعي بالاعتذار لفارس ، استسهلت ما حدث ربما و هذه حكمتك انت الصديق الطيب ، ان لم اعتذر في حياتك تجبرني ان احترمك واعتذر اثناء موتك ؛ لأنك صديق عزيز لم افقدك ولن انساك. اعتذر .. لك ولكل الزملاء مجددا ، لا أزال راغبا في قضاء أوقات طيبة إن أمكنني معك في الذكريات الطيبة معك كصانع طرفة فريد لا يُمل. لم أكن اعلم ان الموت وبهذه الطريقة باغت الي هذا الحد، عندما اختلفنا لم اقصد ان أذيك صدقني ، ان اكتب فيك كعدو ، كنت بالفعل غاضب ، الغضب غير الكراهية يا صديقي ، انا اتحرك موازن بين الاثنين طوال الوقت شخصيا لا أستسلم لهذه النوازع بما يتعلق بالأصدقاء ، أحب أصدقائي كما لو اننا سنخلد معا الي الابد لم أكن اعلم يا فارس أنك ستغيب الي الابد ، لم أكن اعرف أنى سأبقى مكفنا بهذه التراجيديا ، فقط فعلت كما كنا نفعل دوما ، انتظرت عودتك لنلتقي وتذوب خلافاتنا الصغيرة لأنك صاحب القلب الكبير وافر الظل والبهجة والبهاء، وانا مجرد اخ صغير.