هل كل لبنان أعتى على حزب الله من كل اليمن على الحوثيين؟ صيغة أخرى للسؤال هل كل اليمن اضعف أمام الحوثيين من كل لبنان أمام حزب الله ؟ بالطبع لا
إذا لماذا تمنع إيران حزب الله من السيطرة التامة و الإطباق على لبنان و ممارسة الإذلال على بقية الشعب اللبناني؟ وقد فعل الحزب ذات مرة و اجتاح بيروت بالسلاح ثم انسحب.
لماذا تحرص إيران على ضبط ايقاع القوة و التحكم لحزب الله بلبنان بينما دفعت بالحوثيين لهذه المحرقة؟ مع ملاحظة أن السعودية كان سيكون موقفها هو ذاته من تغول وكلاء إيران في لبنان او اليمن إن تجاوزوا الحد المعقول من الاستعراض بالقوة كما حدث في اليمن، و أن لدى حزب الله في لبنان حلفاء لبنانيون لايقلون حقارة وحقدا عن علي صالح مستعدون للمساندة التامة ضد بقية شعبهم.
السؤال باختصار لماذا ضحت و غامرت إيران بحلفائها الحوثيين في اليمن بهذا المستوى من الحمق الفاقع؟
الإجابة إجمالاً هو أن إيران تعرف أن لا وجود ولا مستقبل ولا مصالح حقيقة لها في اليمن ، كل ماحدث في اليمن كان مجرد مناورة إيرانية تحقق لها عدة أهداف دون اية خسائر حقيقية عليها. فالحوثيون رغم كل التمسح و الادعاء ليسوا شيعة أصلاء لدى معقل المرجعيات الإيرانية بل مجموعة مسوخ عقديون لم ولن يكونوا شيعة في يوم و لا هم بقوا زيوداً كما كانوا بل مجموعة اشبه بالممثلين.
تعرف إيران ومرجعياتها أنهم يحاولون استغلال دعمها لا أكثر للوصول إلى نقطة معينة يكتفون فيها وحينها سيخرجون عن طاعتها فلا داعي للانتظار حتى الوصول إلى تلك النقطة مع مجموعة لاعبين صغار نحرتهم ككبش فداء على مائدة الكبار.
ثانياً: وكما شرح حسن نصر الله نفسه في خطاب يوم القدس وتساءل على سبيل الشهادة لنقاء السريرة الإيرانية الداعمة للحقوق الاسلامية في مواجهة اسرائيل قال: لماذا تدعم إيران أنصار الله الحوثيين وهو خارج الهلال الشيعي؟ في معرض اثباتاته لانكار وجود مخطط الهلال الشيعي . ومن هنا وخلال أسبوع واحد جاء الرد العملي بالتضحية بما هو خارج هذا الهلال الاستراتيجي (البحرين والمنطقة الشرقية - العراق - سوريا - لبنان) الإمبراطورية الصفوية.
ثالثا: مقتضيات الوصول إلى الاتفاق النووي والحقوق المجاورة ان جاز التعبير، تقتضي تقديم تنازلات لاثبات حسن النوايا للغرب بتخفيف الضغط على الحليف الخليجي للغرب و الورقة الأرخص في لعبة التنازلات هذه كانت بالطبع و بلا شك هم المسوخ الحوثيون مقابل الارخص من بشار و العبادي و نصر الله بكثير .
لو كانت إيران حريصة على هؤلاء مثقال ذرة لمنعتهم من حماقة اجتياح صنعاء ومن خلفها كل اليمن. لو كانت حريصة على بقائهم لما دفعتهم لملئ المقابر بهذا الشكل الجنوني المعتوه. لو كانوا يشكلون لديها أي قيمة تذكر لمنعتهم من إهدار أنفسهم بهذه الكيفية المقززة. لكنهم ومن خلفهم اليمن في حساباتها كانوا مجرد كبش فداء أسلم قرونه بنفسه بين يديها و لابد من إكرام الضيف النووي به.
ستشهد الفترة القادمة مفاجآت غير سارة البتة للحوثيين سيكتشفون وبمرارة شديدة أنهم كانوا مجرد وكلاء درجة ثالثة لدى إيران و أن نواياهم تجاه ايران ذاتها كانت معروفة سلفاً لدى ملالي قم ومؤسسات طهران و أنها ورطتهم بالخروج من جلدهم الوطني إلى الأبد و ثمة مثل يمني قاس يقول : من خرج من جلده جاف،أي أنتن.
أخيراً هل انتهت مشاكل اليمن مع هؤلاء ؟ بكل تأكيد لا انما هي محطة مفصلية في مرحلة دفع اليمن لفاتورة ثقيلة جراء لعب صغاره مع الكبار ومحاولاتهم التذاكي والاحتيال و الاستقواء على بعضهم البعض بالغريب والقفز حتى على ابن العم.