عندما تشاهد فيلما تاريخيا لأحد الملوك والأمراء في العصور القديمة فإن أكثر ما يلفت انتباهك اولاً هو عدد النساء والجواري والأميرات اللواتي يتمايلن بجانب الملك وأمرائه. أو اذا كنت متابعا لمسلسل حريم السلطان الشهير فأنك ستلاحظ ان المسلسل يعتمد أساسا على كثرة الجواري والنساء في حياه السلطان وابنائه وحاشيته.
ستنبهر من ذلك الانصياع من اولئك الجميلات وحبهن لشخص واحد رغم وجود الاخريات حوله.. حتى في الأفلام الحديثة وعند وجود رجل متعدد النساء كثير العلاقات ستدرك انك تعطيه اهتماما أكثر من غيره، لا يحدث ذلك فقط في الأفلام والمسلسلات بل هو تعبير حقيقي ملموس لما يحدث على كوكب الأرض منذ القدم.
ستستنكر النساء رؤيه تلك المشاهد وقد تكون هناك مثقفه ما تكرر عبارات ما قد تسميها عبودية للمرأة بهذا الشكل المهين .. وستستمع لكلمات الاعتراض بأن تكون تلك النسوة مجرد أدوات للمتعة، وتشكر الله انها لم تخلق في ذلك الزمان، أما في حياتنا العامة سترى النساء النائحات الباكيات من خيانة الرجل وعدم اكتراثه لمشاعرهن، وقد تترك زوجها في حال اكتشفت خيانته، واذا كانت عاقله واستمرت في علاقتها معه ,ستظل تذكره بذلك الخطأ المشين في حياته وتعايره بقله وفائه.
تعدد النساء الذي يحدث حتى في هذا القرن الأكثر تطورا للبشرية والذي استطاعت فيه المرأة أن تحظى بمكانه كبيره وان تحتل مناصب هامه لم يسبق لها مثيل، فلا يزال الرجل هو الرجل، وحبه للنساء لم ينقرض كما تتمنى حواء منذ القدم بل انتشر تعدد الزوجات أكثر وحل مكان وجود الجواري مصطلح اخ راكثر حضاريا يسمى ب"الصديقات".
حواء.. تعدد النساء في حياه الرجل ليس عيبا ولا يصنف انه نوع من أنواع الخيانة للمرأة أو الزوجة، فالرجل له قداسه يجب على المرأة ان تدركها وتفهم جوانبها، ولا ينظر إليه نظرة المتهم قليل الوفاء والإخلاص.
آدم ليس حواء بطبيعتها القابلة للثبات,, التي لم تخلق الا لادم شئنا أم ابينا، فذلك الرجل له قدرات قد توزع لعشرات النساء.
قد لا أكون منصفه لبنات جنسي ولكني أعترف بأنه من الظلم ان تحتكر حواء رجلا بكامله لها، وتحاصر رغباته وتغلفه بتأنيب ضمير دائم كلما حاول أن يتقرب لحواء اخرى ويعجز هو عن شرح ما يدور في أعماقه مع احساسه انه مذنب وقد يصف نفسه بالشهواني الضعيف.
يعيش الرجل ذو المرأة الواحدة في تناقض دائم مع ذاته تحوله تلك الحواء تدريجيا لرجل ذو شخصيه مترددة, ضعيف, منعزل, يعاني من تقوقع حول عالم ليس عالمه ولا ينتمي اليه.
أجل.. النساء في حياه الرجل تجعله مليئا بالحياة، يزهو بنفسه.. فخورا بذاته قادرا على العطاء...بل انه أكثر الرجال حيوية ومخالطه للناس اجتماعيا.. مثابرا. .نشيطا.. تدور حولهم النساء فتزيدهم تألقا ونجاحا ونشوه وحب للحياة.
للرجل سمات لا تفهمها كل النساء، هي فطرته التي ليس له يد في تكوينها بداخله، يحب ذلك الرجل كل النساء من حوله ولا يعتبر ذلك طبعا مشينا كما تصوره حواء لنفسها وله، ذلك البحث الدائم للمرأة وسعيها ان تكون هي وحدها في حياته جعلها تبحث عن حقوق وهميه في أن الرجل يفرض عليها ان تكون عبدة لشهواته، في حين انها لو أمعنت النظر جيدا سترى انها شريكه لرغباتهما معاً، وتضل تبحث عن مساواه غير منصفه.
قد يتساوى الطرفين في أمور عديدة، لكنهما يظلا مخلوقين منفصلين كليا لكل منهما فطره مختلفة، فالرجل رجل يا اامرأه.. قديس يستحق التبجيل، وقد ابالغ ان وصفته بمعجزة متحركة على الأرض.
شغف الرجل لا يقارن بعواطف النساء مجتمعه.
ادم ليس خائنا ولا ينقصه الوفاء، قلبه ليس فندقا كما يقال، ادم يا حواء أكثر منك حنانا حتى لنفسك، فكفي عن الشكوى وترديد عبارات التخوين والانتقاص، وبدلا من ذلك اصنعي لنفسك مكانة هامه في حياته، ولا ترددي هنا عباره (أنا لست مجرد رقم في حياه ادم) بل أنتِ كذلك، ولا يعني ذلك انتقاصا في حق أنوثتك أو تهميش لذاتك، بل أنتِ تكوينته وجزئه الذي يعشق ويدور حول فلكه، وإن امتلكتِ رجلا لا يعرف غيرك من النساء فاعلمي أنك امتلكتِ نصف رجل.