قال نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ان مشروع الانفصال الذي هزم في 94 سيهزم اليوم مرة أخرى، غير أنه أكد ان الوحدة ليست في مأمن. وهاجم منصور في كلمة له ألقاها في المهرجان الخطابي الذي نظمه المجلس المحلي بمحافظة عدن تدشينا لفعاليات الاحتفال بعيد الوحدة ال20، هاجم أحزاب اللقاء المشترك واتهمها بالنفاق والانتهازية.
وطبقاً لوكالة "سبأ" للأنباء فقد استهل نائب الرئيس كلمته بنقله لأبناء عدن " تحيات القائد الرمز فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، صانع منجز الوحدة وباني دولتها الحديثة والذي بفضله اقترنت الوحدة وإعادة اللحمة إلى الشعب اليمني بمنجز الديمقراطية".
وقال ان الجماهير العظيمة تواصل مسيرتها النضالية الواعية لخصوصيات المرحلة الماضية تدافع عن الوحدة اليوم, كما دافعت عنها في السنوات الماضية، حيث تطل علينا مؤشرات مؤامرة أخرى يراد بها المساس بالمنجز الوحدوي وبمصالح الوطن العليا، وأمن المجتمع واستقراره ووقف مسيرة التنمية التي يقودها فخامة الرئيس.
وأضاف :" ونحن اليوم هنا ومن عدنالمدينة التي عرفت بواكير العمل الوطني الوحدوي حيث تشرفت هذه المدينة العظيمة برفع علم الوحدة خفاقا في سماء الوطن نذكر هؤلاء المتآمرين على وحدة الوطن والمجتمع اليمني, بأن مشروع الإنفصال الذي هزم في 1994م سوف يلقى ذات الهزيمة اليوم وكل يوم فلا آفق لأي مشروع إنفصالي وأية مشاريع صغيرة فشعبنا يدرك أهمية مشروعه الحضاري التنموي المستقبلي المتمثل في وحدة أرضة وشعبة" .مؤكدا بأن الوحدة كانت وستظل على مدى الزمن قدرنا ومصيرنا ومستقبلنا.
وتابع قائلاً ان الحقيقة الساطعة التي لا تخطئها عين ولا ينكرها إنسان صادق وأمين أن الوحدة كانت وستبقى خيرا علينا جميعا وضمانه لمستقبلنا وأن ما تحقق من إنجازات كبرى ونقولها كبرى بكل فخر وإعتزاز في عهد الوحدة وبالذات بعد هزيمة المشروع الإنفصالي في 1994م لهي أعظم وأكبر مرات مما تحقق في أي مرحلة تاريخية من مراحل التاريخ اليمني. واستطرد هادي: " إن عدن ذاتها شاهدة على ما نقول فلم تعد عدن كما عرفناها قبل الوحدة ، فقد تضاعفت مساحات التنمية فيها عمرانيا وصناعيا وخدميا وسياحيا وهو الأمر الذي أنعكس على حياة الناس وعلى مستوى معيشتهم وعلى معارفهم ووعيهم .. فلقد خلقت عدن بعد الوحدة من جديد وكذلك بقية مدن اليمن وشهد الريف اليمني وأهله نموا مضطردا الأمر الذي يؤكد عظمة الوحدة وعظمة الشعب الذي صنعها والذي دافع عنها وأستبسل في سبيل بقائها".
ووصف الاحتفالات بمرور عقدين كاملين على قيام الوحدة اليمنية, بأنها احتفاء بعشرين عاما من التلاحم والتنمية والتقدم على مختلف المستويات, عشرون عاما من الاستقرار والديمقراطية، وهو عهد شهدت وتشهد فيه حياة الإنسان اليمني تحولا حقيقيا نحو الأفضل وتتعزز فيه الحقوق والحريات وتغدو يوما بعد يوم واقعا ماثلا أمامنا.
وأردف قائلا :" ومع ذلك فأنه من غير المنطقي القول أن الوحدة قد غدت في مأمن تام من مؤامرات الأعداء وكذلك الأمر بالنسبة للنظام الجمهوري الوطني الديمقراطي حيث تطل علينا القوى الرجعية بمشروعها الإمامي الرجعي المتخلف تحاول تسويق فكر التخلف وزمن العبودية والعنصرية من جديد وحيث تجد هذه القوى دعما إقليميا تآمريا يستهدف أمن اليمن والجزيرة العربية وهذه القوى الرجعية المتمثلة في عناصر فتنة التمرد الحوثية والمغرر بها والتي سوف تلقى الهزيمة ولن تحقق هدفا لأصحابها أو حلفائها في المنطقة لأن التاريخ لا يعرف العودة إلى الماضي فالحق الإلهي في السلطة دعوة ماضوية عنصرية ، لفظها شعبنا بقيام الثورة اليمنية ( 26سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين)".
وقال ان قوى الارتداد والانفصال والخيانة تستغل صعوبات التطور في بلادنا، و تحاول من جديد النيل من منجز الوحدة. وقال :"لقد جندت هذه القوى بعض الشباب والأفراد لخدمة أهدافها الإنفصالية وهي تدفع بهم لإثارة الأحقاد والفتن والفتنة نائمة لعن الله من أيقضها .. تقطع الطريق وتروع المارة وتقتل بالبطاقة وتعتدي على أرواح المواطنين وممتلكاتهم كما تنفث سموما في وعي الكثيرين وذلك لتحقيق مآربها الخاصة والشخصية والتي لا علاقة لها بمصلحة أبناء المناطق التي برزت فيها هذه الظاهرة".
وخاطب نائب الرئيس الحاضرين قائلا :"إننا نهيب بكم وبكل المخلصين من أمثالكم التصدي بحزم لأية ممارسات وأعمال خارجة عن النظام والقانون, تحاول المساس بوحدة الوطن والشعب أو تشوية وعي الشعب بتاريخه ووحدته ومصيره الواحد" . وخاطب أحزاب المعارضة: إننا نقول لإخواننا في اللقاء المشترك الذين حتى اليوم يصمون آذانهم عن الأعمال الإنفصالية والإجرامية التي تحدث بحق أهلنا هنا وهناك ، كفاكم صمتا وكفاكم نفاقا على الوطن والمواطنين، ونذكرهم أنه مهما كانت غايتهم فإن الغاية لا تبرر الوسيلة وكل سلوك انتهازي لا يسمو فوق الصغائر أو يبحث عن مصالح حزبية ضيفة, فهو سلوك إنتهازي وسوف لن يحصد أصحابة سوى خيبة الأمل، وشعبنا سوف يعرف كيف يفرق بين موقف وآخر ، بين رؤية وأخرى وله القدرة على إختيار طريقة في الدفاع عن مصالحة وإنجازاته ومكاسبه المتمثلة في الجمهورية والوحدة والديمقراطية ، وسوف يثبت مرة أخرى أنه قادر على الدفاع عنها كلما تعرضت للخطر".
وأكد عبدربه منصور هادي أن القيادة السياسية ممثلة في الرئيس تدرك جيدا حجم الصعوبات التي تنتصب أمامنا وتشكل أحيانا عائقا أمام تقدمنا وازدهار وطننا .
وأضاف :" لقد تركت الأزمة العالمية المالية أثرها على اقتصادنا الوطني وعلى المستويات المعيشية في بلادنا، حيث انخفضت مواردنا وتراجعت الكثير من مؤشراتنا الاقتصادية وقد مس هذا الأثر السلبي العالم كله للازمة وعانت شعوب كثيرة مثلما نعاني نحن".
وتابع :" إن حكمة القيادة السياسية هي أنها استطاعت ان تجعل الآثار السلبية للأزمة العالمية على حياتنا أخف وطأة وأقل وقعا بل أستطاعت حكومة المؤتمر الشعبي العام إنجاز العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية منذ بدء الأزمة".
ومضى قائلاً: هذه هي عدن وأهلها الطيبون والذين قابلوا وفاء القيادة لهم بوفاء أعظم وأثبتوا أنهم درع الوحدة وحصنها الحصين، ونعدهم أننا بعون الله ودعمهم ومساندتهم ماضون ببرنامجنا الاقتصادي الاستراتيجي لجعل عدن منطقة حرة جاذبة للاستثمار والمستثمرين فالكثير من المشاريع تنجز الآن في المنطقة الحرة وما حولها كما تنجز مشاريع هامة في مجال الإسكان والبنية التحتية وكل هذا سوف تظهر أثارة الإيجابية قريبا إن شاء الله، كما أننا سنتغلب على إنقطاعات الكهرباء في الأيام القليلة"، مؤكدا بأن الكهرباء في المدن الساحلية هي قضية حيوية وحاجة دائمة لسكانها.