لم ولن أستوعب بان هناك من هو من تعز ويصطف مع مشروع مذهبي طائفي أو أي من المشاريع الصغيرة، فما بالكم به سلالياً قادماً من شمال الشمال وهادفاً الى كسر حلمه في بلوغ غاياته الوطنيه ببناء الدولة المدنية الديموقراطية.. لو أن الأمر متعلق بمشروع سياسي قد نتفق أو نختلف حوله لتقبلنا الأمر. اليوم كثير من أبناء مديريتي التعزية وماوية، وبحسب قنوات الزبالات التاريخية، تجمهروا مساندة لدعوة التحشيد خلف الجندي ومحمد علي الحوثي وتجاوباً مع "النكف" القبلي الذي اعلنه الحوثيون عقب استهداف الصالة الكبرى، تصوروا مع من يصطفون وتحت أي دعوة هي في المجمل خارج الافق العام للناس.
محافظة العلم والثقافة والمعرفة والمدنية ومشروع المواطنة يوجد فيها من يتجاوب مع مضمون دعوة قادمة من مرحلة ماقبل الدولة وعلى السنة أوساخ كان لتعز والبيضاء تحديداً شرف كنسهم قبل 53 عاماً. ياالهي الى هذه الدرجة يؤثر في البعض شعورهم بالمواطتة الناقصة ويقودهم للسير خلف قوى الجهل والمذهب واللادولة!! 100 عام من القهر والظلم والاستعباد والتحقير لهذه المحافظة وأبنائها، ومع ذلك تصادف من يناصر هذه المشاريع، ماذا جرى للناس وبأي نوع من انواع الرجولة يتحلون وأي من المشاعر يحملون ؟!
من كان يتخيل يوماً إمكانية وجود من يسهل دخولهم ويناصرهم في عزل عرفت بمواقفها الوطنية والقومية واليسارية مثل الاعروق والاغابرة والاعبوس والاحكوم والمقاطرة والوازعية مسقط راس عبد الفتاح اسماعيل وعبد القادر سعيد وسلطان احمد عمر وغيرهم من الاسماء الساكنة تراب الارض وذاكرتنا الوطنية.
عزل المعمل التقليدي لإنتاج القوى الوطنية والثورية التي قضى الكثير من مثقفيها في زنازن واقبية هؤلا القوم الذين الفوا تصدير وتجذير كل ما يفرق وينتمي لما قبل الدولة، وادمنوا ثقافة سياسات الاخضاع والتي تشكل مليشيات الحوثي وحرس العائلة امتدادا لها.
جاءتهم الفرصة ليتحرروا ويؤكدوا ذواتهم ويشكلوا حضوراً يليق بهم وليتخلصوا من هيمنة القبيلة والمركز المدنس مهما كانت الكلفة لكنهم وبدلاً عن ذلك ساروا خلفهم كالعادة بطريقة معيبة وفي عمق محافظتهم وحتى قراهم هذي المرة.
اي سائل ياترى يجري في عروقهم وهم يشاهدون نساء وشيوخ وأطفال قراهم يرحلون من منازلهم قسراً بل ويقتلون وتصادر ممتلكاتهم دون أن يرف لهم جفن.
أي غيرة وأحاسيس يحملون وهم ينظرون لنساء قراهم وهن عرضة للخوف في رحلة ذهابهن وعودتهن من أراضيهن الزراعية وفي طريقهن لجلب الماء والحشيش دون شعورهم بالحد الادنى من غيرة الحيوان مابالكم بالانسان!
على أبناء المحافظة أن يستوعبوا ويعلموا أكثر من اي وقت مضى بأن عدم الانتصار في هذه المعركة المفروضة عليهم يعني بكل مدلولات الكلمة عودتهم إلى بيت الطاعة بإذلال وتحقير مضاعف هذه المرة بعد كونهم فشلوا في الدفاع عن مشروع الدولة الوطنية لاسمح الله ... قهري عليك ياتعز !