يريدون من تعز ان تكون" العاقل " في زمن المجانين، يبدو التوصيف الاقرب لحالة "الطفح الاخلاقي" لدى البعض ليكن لهذه المحافظة جنونها الخاص؛ لطالما و مقايس التقيم لديكم خلعت قلوبكم من محلها حسنآ.. عندما يصحو العالم من تخبطه وينظر ما الذي يحدث لتعز ، و البيضاء ، و الحديدة و شبوة ، وماذا حدث من قبل لعدن و لحج و الضالع ، و ابين ، عندها سنهلل لصحوة الضمير الميت اصلا الذي انتظرته تعز واخواتها..
لم يشاهد المجتمع الدولي السفيه لوضع السوريين و لا العراقيين ، و لا الليبين ، يريدون تصحيح الصورة من تعز ، لن تكون تعز علامة فارقة في وضع كهذا يسحق الابرياء المدنيين قبل المسلحين وتمزق اشلائهم بالرصاص والقذائف كل ممزق ، العاقل يقول لك بكل حصافة مذهلة ، لن تستقيم الاوضاع الا من تعز ؛ ويقدم لك تفسيرة البسيط " مقشر " لانها نقطة الاستعادة : يا سلاااام ..
ولان تعز هذه النقطة والمحور عليها ان تدفع الثمن باهض ، ويصبح سكانها الطيبون مشردون، ويطالبون بحق العودة الي مساكنهم ، شكرا لسخاء مشاعركم تجاه هذه المحافظة المنكوبة ، هل تشاهدون هذه القذائف التي تعبر اجساد الاطفال والنساء ، وتتشاطر قلوب الامهات و الاباء بلا رحمة لو كان واحد منكم يسكن هناك وصار مشرد بلا حتى غطى من البرد او وجبة واحدة ربما تستوقفكم الحالة الانسانية المنسية .!
لو كان واحد منكم اب يتنقل ببناته وعائلته من حي الي اخر ومن قرية الي اخرى خوفا من تعرضهم لاي سوء او مكروه لتحركت مشاعركم ، مكسورين يبحثون عن مخابئ لبناتهم وزوجاتهم ، في ما يخص تعز والحرب فقط ازدادت احاسيسكم ومشاعركم رهافة وارتفعت ضربات قلوبكم من تصرف البعض فذهبتم تقدمون الحلول و تنددون بالحرب و تستدرون اخلاق الفرسان و اخلاقيات الغزوات الغابرة ، بالغتم في القسوة مرتين في الصمت على اجتياح المحافظة ،وفي الحرب ضدها ، اخجلو قليلا او اصمتوا لبعض الوقت ، مللنا فزعكم الساذج ،وادانتكم المفصلة على مقاس الضحية لا الجلاد ، وانتم تحذرون " الحذر " نفسه من تعز .!
على كل تعز ليست ضحية اختيارها الخاطئ بالسير في هذا الطريق و خوض معركتها ، تعز ضحية كل الوقت الذي اهدرته لاحقا-بعد قصفها منذ اول يوم- وهي تحاول اقناعكم بسلميتها و أنها في صواب.