«إنه زمن المليشيات ما يعني إنه زمن الفوضى وزمن كل شيء قبيح وفاسد» يقول (ع. أ. أ) وهو أحد الطلاب المتفوقين، الذين حصلوا على ما يفترض إنها منحة داخلية لدراسة الطب في جامعة صنعاء. لكنه سرعان ما فقدها لصالح آخرين من أبناء قيادات جماعة الحوثيين، أو أقاربهم أو معاريفهم، أخذوها بقوة قانونهم فقط، قانون جماعة الحوثيين الذي يبيح لهم أي شيء وكل شيء.
وتعيش جامعة صنعاء حالة فساد مهولة، وبتعبير أدق، يمارس الحوثيين جرائم في جامعة صنعاء، لا تقل خطورة عن كل جرائم القتل والتدمير والابادة التي يمارسونها بحق الشعب، ف«التعليم في زمن المليشيات أصبح جبهة، جبهة لقتال اليمنيين، مثلها مثل كل الجبهات التي فتحت من صعدة الى عدن، وهذه الجبهة لقتل مستقبل اليمنيين».
ومن بين مظاهر الفساد، تزوير قرارات بتعيين أشخاص دون مؤهلات مدرسين في الكليات، وتزوير كشف رواتب وبطائق جامعية.
وحسب مصدر مطلع في جامعة صنعاء قال ل«المصدر أونلاين»، ووثائق تم الاطلاع عليها، قام مسجل الجامعة بتزوير قرار بتعيين مدرس في كلية العلوم لشخص غير معروف، وتزوير كشف راتب أضيف فيه اسمه وتزوير بطاقة شخصية له، واستخدمت هذه الوثائق في تسجيل ابنة (الشخص) في كلية الطب قسم المختبرات.
كما قام المسجل العام في جامعة صنعاء، ويدعى علي الوجيه بتسجيل أكثر من 80 طالب في كليات مختلفة أهمها الطب بدون مفاضلة أو اختبار قبول، وبدون أي وجه حق، ما يعني حرمان الطلاب المستحقين من مقاعدهم الدراسية.
وكانت جامعة صنعاء رفضت منع المقاعد الدراسية للطلاب الأوائل، الذين استحقوا منح مجانية من وزارة التعليم العالي.
وخصص الحوثيون مقاعد مجانية في مختلف كليات جامعة صنعاء تحت اسم «حصص أبناء الشهداء»، وتم قبول مئات الطلاب تحت هذا المبرر بدون اختبارات قبول أو مفاضلة، واُستوعب أغلبهم في كليات مهمة ككلية الطب بمختلف تخصصاتها وكلية الهندسة وغيرها، رغم معدلاتهم المتدنية.
يقول أكاديمي في الجامعة طلب عدم ذكر اسمه ل«المصدر أونلاين»، «تدير مليشيات الحوثي جامعة صنعاء مثلما تدير العصابة أي شيء يقع تحت سلطتها، كل مسؤول صغير أو كبير يعبث من جهته، ويتم اختلاس مبالغة مالية ضخمة من الطلاب من أجل تسجيلهم».
وإلى جانب هذا رفضت جامعة صنعاء تعيين عدد كبير من المتفوقين والمستحقين للتعيين كمعيدين في مختلف الكليات، وتم تعيين بدلاً عنهم أشخاص من غير ذوي الاستحقاق، بالمخالفة لكل القوانين، فقط لأنهم ينتمون لجماعة الحوثيين أو مقربين من قيادات الجماعة.
وقال (ف. و. ع) وهو خريج إحدى كليات جامعة صنعاء بدرجة الامتياز والأول على دفعته، قال إن نافذين (لم يسميهم) حالوا دون أن يتم تعيينه معيداً، وعينوا شخص غير مستحق بالمطلق.
ونجح الحوثيين «بتطفيش» عدد كبير من الدكاترة المتميزين في جامعة صنعاء في تخصصات مختلفة وترك التدريس، فهناك من لازم منزله، فيما هاجر عدد كبير من البلد، وكثر اتجهوا للعمل في مجالات أخرى.