الخطاب السياسي بكل تصنيفاته الإرتجالية أو الكتابية عادة تقليدية جُبل عليها الحاكم العربي وتوارثها سُخفاً عن قُبح وأصبحت صفة ملازمة لمراحل تكوينه السياسي في التعامل مع الأحداث وغالباً ما يكون حطاب الحاكم العربي جاهزاً بقالب سُحري لدغدغت مشاعر المواطن العربي العادي وإيهامه بالنجاحات التي حققها هذا الحاكم في مجالات البناء وإلإستقرار والإستعداد لمراحل جديدة يكون فيها المواطن متمتع بالأمن والإستقرار والوطن قد تجاوز محظات الأزمات وإن الأمور ستكون بأفضل حال مما كان عليه سابقة ومن خلال إدراك الحاكم العربي بنضوب الوعي لدى الغالبية من أبناء الوطن الذي يحكمه يعمد دوماً لإمتطى صهوة الخطابات معتبراً أياها الوسيلة التي تحقق غاية الكذب على المواطن العادي وتصف المثقف المدرك لهشاشة الوضع والمخاطر التي تحيق بالوطن بعدت صفات تبدأ بالخيانة وتنتهى بصاحب " النظارة السوداء والشخص الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام عن نقد الخُطب . اقول هنا للحقيقة أن خطاب الحاكم العربي وسيلة قذرة كما هى السياسة فهى إما خطابات تحمل الوعد والوعيد لأصحاب الفكر والوعي وإستغباء العامة من الناس بالكلمات الرنانة المصحوبة تارة بالتشنج وأُخرى بدموع الغباء فالحاكم العربي دوماً ما تكون مشاريعه الوهمية وتفسيراته للأحداث والأزمات معتمدة على الخطاب الكرتوني على عكس ما نراه ونلمسه في الحكام الغربيبون ذات النُدرة في الخطاب فمن مشاهدة مسرحية خطابية للحاكم العربي إلى وقفة حقيقية ذات مدلول للحاكم الغربي عموماً .. عندما يتبادر إلى ذهنك أيها المواطن العربي الحكوم دوماً بالأوهام البشرية أن أن الزعيم المُبجل , المهيب , القائد العام للكل السلطات , صاحب الجلالة والإمارة والبغالة أو من من ينوب عنه بالوكاله والجهالة سوف يُلقي خطاب هام للشعب فأعلم أن وراء كل إنجاز يقوله إخفاق وإن كلمة تقدم في حطاب الحاكم العربي تعني تعثر , تراجع , توقف وأن إذا شمعت الحاكم العربي أو من ينوبه سفاهة يقول مبتسماً كلمة تحسن فهو يقصد الأسواء ساخراً , إذا سمعته أيها المواطن العربي يعلن في خطابه تخفيظات سعرية وزيادة في دخل الفرد فالعكس يقصد هو إنما يخاطبك بحسب فهمك الذي تعود هو مخاطبتك به وأدمنت أنت على الحقيقة المتسربة من أنف خطابه المُزكم . إذا سمعت في خطاب الحاكم العربي بأن دراسة على وشك الإنتهاء لبناء مشروع وطني إستراتيجي فأعلم أن القصد الإنتهاء من صفقة تجارية لمشروع إستثماري أُسري في لندن أو نيويورك . إذا سمعت في خطاب الحاكم العربي يحرص على راحة المواطن ويسعى إلى رفع مستواها التعليمي والثقافي والسياسي فصدق نفسك أنت أما الحاكم فنفسه الأمارة بالسلطة تلزمه تفعيل سياسة التجهيل وإغتيال الفكر ربما تبتسم عندما تسمع الحاكم العربي في خطاب هام إلى أبناء الشعب " الرعية " يعتزم عدم الترشخ لفترة رئاسية خامسة هنا يجب عليك أن تشرب خمس حبات " برمول " لأنه في الحقيقة ينوي إجراء تعديل دستوري يمنحه حق البقاء مدى الحياة وأقل تقدير التوريث لأحد أفراد أسرته المروضين غربياً المستنسخين صهيوامريكياً وحين يأتي الإستحقاق الأنتخابي . كن أيها المواطن العربي حذراً ولا تفكر بإستبدال حذائك القديم أما إذا سمعته يدعو منتفخاً لعقد قمة عربية طارئة لمناقشة القضية العربية الفلسطينية ودعم المُقاومة بالمال والسلاح فكن على يقين تام بأنه قد عقد لقاء مع مسؤل صهيوني في واشنطن أو عاصمة بلده بصورة مباشرة أو غير مباشرة لبدأ عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني ملتزماً بمشروع الحصار ومنع الغذاء والدواء على أبناء الشعب الفلسطيني وتجريم عمل المُقاومة فلا تنتخي لعنتريته الكرتونية وشجاعته اللفظية وكن عربي " وكثير ما سوف تسمع في خطاب الحاكم العربي " الملكي الجمهوري , الأميري الديموغلاطي حرصة على حرية الرأي العام وحق التعبير عنه والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة فبتسم ساخراً إن كنت عربي وكن على حذر من أدواته البوليسية القمعية المنتشرة في كل مفاصل الحياة .. أما إذا سمعته يتحدث عن محاربة الإرهاب فأعلم أنه للإرهاب زعيم وهو من يستورد الأحزمة الناسفة وكاتم الصوت وبدون طيار والهايلكس المفخخة والوجيه الشيطانية المُلثمة بهذا الخطاب الهزلي , المسرحي يُجسد الحاكم سياسته المتعفنة ولُعبته القذرة في تدمير وطنه الذي لا ينتمي إليه بالهوية بل بالكرسي وبخطاب الحاكم العربي . هذا يكون قد اوهم الجماهير أنه " يبني الوطن وهذه هى مهمته الرسمية .. وهنا اقول " الأوطان أيها الأقزام لا تُبنى بالخطابات كفى ذرف الدموع أيها التماسيح البشرية في أوطانكم المغلوبة على أمرها النعامات خارج حدود الأوطان .. وأقول أيضاً كفرت بصندوق الإقتراع وحِبر الإبهام وكفرت بحق البيعة للإصنام وأمنت بأن الحاكم العربي ولد من رحم أمرة لوط وصلب الشيطان فتمخض من الإنجاب سسلطان غير شرعي الولادة . وهاكم قول الشاعر اليمني " كفوا خطابات ملتها مسسامعنا حتى .. القواميس فرت من شكاوانا .. ما القول إلا سلاح العاجزين متى .. أفادنا القول أو أنهى قضايانا أثق بأن الأوطان سوف تنفى خُبثائها كالمدينة المنورة التي كانت تنفي الخُبثاء زمرة الشِرك والنفاق فأنم الخُبث وحكوماتكم الخبائث. ___________________ [email protected] شيفيلد - المملكة المتحدة