في برنامج اذاعته " الجزيرة" الليلة جمعت فيه الزميل محمود ياسين بوصفه محللا سياسيا يعبر عن موقف الاصلاح ( تنظيم الإخوان،) والبخيتي ممثلا عن جماعة أنصار الله، خلص في نهايته إلى سؤال طرحته المذيعة على الزميل ياسين لماذا تمارس الحكومة اليمنية التعتيم الإعلامي ... ؟ السؤال طُرح بعدما بذلت المذيعة جهدها لتكريس نتيجة أن الحوثيين يخوضون حربا مع الجيش في محافظة عمران وأن الحكومة تخفي الحقائق على الناس. السؤال لم يكن بريئا كما قد يتخيل البعض، بل أداء إعلامي فج تمارسه " الجزيرة " في كثير من برامجها المتخصصة في نكز الأزمات، بوصفها الذراع الإعلامية للتنظيم الدولي للإخوان. في هذا الأسلوب تستضيف القناة شخصين من اتجاهين متصارعين وتدير الحوار في إطار يشعر معه المتلقي أنها محايدة. يقتضي هذا الأسلوب التضليلي أن تطرح على الضيف الهدف ( هذه المرة ممثل الحوثيين) وكذلك الضيف الثاني الذي تقدمه على أنه مراقب مستقل، اسئلة ليس لها وظيفة سوى حشر الضيف الهدف ودفعه دفعا من طريق مقاطعته والسعي لارباكه وحشره في مجال معين، يقوده للحديث إما عن مخاوف من تلك التي يكرسها تنظيم الإخوان يوميا، أو الحديث عن فرضيات وعموميات أو جذور قضايا، لتتولى المذيعة بمساندة ضيفها "المراقب" وكذلك " الضيف الخصم " اسقاط كل ذلك على راهن القضية موضع النقاش (التوتر الحاصل في عمران " ثم تطلق العنان للجمع للحديث عن مخاوف وتكهنات مرتبكة في واحد من أكثر اساليب التضليل الإعلامي شناعة. هذا الاسلوب تمارسه وسائل الإعلام التابعة لاعتى الأنظمة الإستبدادية عندما تريد ممارسة التحريض و صناعة الأزمات ، فتبني من الأكاذيب والفرضيات مخاوف وحروب ونزاعات مسلحة هو ذاته الدور الذي تمارسه " الجزيرة " بوسائل تأثير بالغة التعقيد، من تلك التي تشيع الفرضيات والتكهنات، لتشويه وعي المتلقين ومنح طرف ما جرعة تحريض جديدة، وتصورات كهنوتية تعبد الطريق لخطوة قادمة أو تطور مفاجئ في الميدان. تذكروا فقط .. في قضية أبناء عمران تخفي " الجزيرة" دائما أن ثمة متظاهرون سلميون من أبناء المحافظة نصبوا خياما للتعبير السلمي عن احتجاجهم، وتخفي أنهم يعتصمون سلميا منذ اسابيع للمطالبة باقالة المحافظ دماج وقائد اللواء 310 اللواء حميد القشيبي. تخفي كذلك أن المحافظ قيادي في حزب الإصلاح( تنظيم الإخوان) كما تخفي أن القشيبي ينفذ تعليمات الجنرال نصير الثورة، وتنظيمه الذي يلجأ إلى كل وسيلة في مساعيه الزج بالجيش في حرب مع الحوثيين بعمران، لتبدأ بعد ذلك حملاتها القذرة في إشاعة أن الحوثيين جماعة مسلحة تحارب الدولة والجيش. الم يحن الوقت بعد لتدشين حملة شعبية تطالب بقرار حكومي يعتبر "الجزيرة" قناة معادية لليمن ومهددة للأمن في هذا البلد. دمتم بالف خير [email protected]