لم يجف حبر قرار الرئيس هادي بستة اقاليم للدولة الاتحادية المنتظرة حتى اطلق تنظيم الإخوان أذرعه الإعلامية وخلاياه الميدانية في سائر المحافظات، ترتيبات الاستحواذ على الأقاليم. كان المشهد ولا يزال مريعا بتفرد تنظيم الإخوان بهذا التحرك في غياب الأحزاب، ساعدهم هذه المرة التوقيت " الذكرى الثالثة للثورة".. خدعة المحفل الإخواني انطلت على كثيرين . قليلون سألوا لماذا غاب الإخوان سنتين وظهروا اليوم؟ كان الأمر على صلة بمراجعات عقد لها قادة التنظيم اجتماعات في الدوحة واسطنبول وعواصم أوروبية واخيرا في اليمن لتجنب عوامل انهيار مشروعهم في إبتلاع مصر. تقدم الحوثيين في عمران وانحسار نفوذ الذراع القبلية للتنظيم وتصدر جبهة الإنقاذ ساحات الثورة صاعد مخاوف التنظيم، وزاد من ذلك استمرار هادي رفض الزج بالجيش في حرب مع الحوثيين. قبل حشده نحو 90 من وجهاء القبائل والعلماء والسياسيين للقاء الرئيس هادي وتقديم بيان مطالب باعلان الحرب على الحوثيين، كان تنظيم الإخوان مارس ضغوطا وتحركات لم يكترث لها كثيرون. سنحتاج فقط إلى تجميع أجزاء لمعرفة الآتي .. الأمر يستحق العناء.. • القيادي في التنظيم الدولي منير الماوري الذي لعب خلال الشهور الماضية دور المهرج" طماح" على موقع توتير للتواصل الاجتماعي، طار إلى واشنطن لتقديم تلخيص عما رصده حول اتجاهات وتناقضيات ومشتركات الشارع اليمني وقواه السياسية والاجتماعية والقبلية بعد شهور من مشاركته الفاترة في مؤتمر الحوار. • لم يكن الماروي بعيدا عن تحركات" اللوبي" في ترتيبات القرار الأممي الذي صار مطلوبا بشدة لإعادة تنظيم الإخوان إلى صدارة المشهد. • الدكتور ياسين سعيد نعمان أطلق صيحته الأخيرة بموقف حزبه الرافض لخطة الأقاليم الستة للدولة الاتحادية لم يفصح عما لديه سوى تمسكه بخطة الاقليمين الشمالي والجنوبي ثم غاب. • طاقم إدارة الأزمات في قناة " الجزيرة" هرع إلى اليمن للتغطية الإعلامية لمخطط الحشد الذي اعده التنظيم سلفا للذكرى الثالثة للثورة برئاسة القيادي في التنظيم الدولي احمد السيد منصور. • برامج معهد" اتوغور الصربي" المسؤول عن برامج الدعاية الثورية في دول الربيع العربي عادت إلى الوجهة عبر القيادي في التنظيم المذيع في قناة الجزيرة احمد منصور الذي اشاع الكذبة الكبرى التي لدعم مخطط " المرحلة الثورية الثانية" اعلن عبر" الجزيرة" عن ال 120 مليار دولار أموال منهوبة في الخارج ، وختمها بتحذير لدول مجلس التعاون الخليجي من خطر تمدد الحوثيين، ودعوته كتائب الاغتيال في تنظيم الإخوان إلى استهداف الإعلاميين باعتبار قتلهم بطولة. • موقف هادي من مطالب تنظيم الإخوان الزج بالجيش في الحرب على الحوثيين باشروا في شن حملة دعائية شعواء ضد الرئيس هادي. • القى تنظيم الإخوان بورقته الدعائية الكبيرة الناشطة توكل كرمان التي اندمج انصارها في مجلس شباب الثورة مع التكتل الشبابي الرسمي لتنظيم الإخوان ( اللجنة التنظيمية لشباب الثورة) وقادت تظاهرات لم تكف عن توجيه رسائل غير مباشرة إلى الرئيس هادي. • الجملة الدعائية الأبرز في هذه الهجمة الجديدة " استعادة الأموال المنهوبة "لم تكن الوحيدة إذ استثمر التنظيم الدولي هذه التداعيات وأطلق تظاهرات مرتبكة تطالب باطلاق سراح معتقلين على ذمة جريمة اغتيال الرئيس السابق وكبار موظفي الدولة تحت شعار" معتقلي الثورة" كما أطلق اخرى تطالب بإسقاط اتفاقية الغاز مع شركة توتال الفرنسية. ولكل شعار في هذ التظاهرات كان له أهدافه التي لا تخفى على كثيرين. • كان ثمة اكاذيب كثيرة بثها التنظيم عبر نشطائه ودعاته في الأرياف كانت كفيلة بالحشود التي ظهرت في الجمع الأخيرة في شارع الستين وميادين اخرى، بدت مكشوفة عندما اتجه البعض إلى ربع رايات رابعة العدوية وصور الرئيس الرئيس المعزول محمد مرسي. • الأنياب الإعلامية لتنظيم الإخوان المسلمين والتي لا يعرفها كثيرون ظهروا بقوة في الوزارات والمؤسسات التي شهدت احتجاجات واضرابات، كما ظهرت أذرع اعلامية كثيرة للتنظيم لم نتوقع يوما أن تكون ضمن الاستثمارات الثقافية والاقتصادية للتنظيم الإرهابي . كل هؤلاء يعبثون ببلادنا ولا يخلو الأمر من أحمق يذكرك بتحالف الحوثيين والنظام السابق!