يتذمر الكثير هنا في تعز من قلة الدعم للمقاومة التي تخوض معاركها بالسلاح الخفيف ضد غوغاء الحوثي وعبيد صالح المدججين بالأسلحة الثقيلة ، لكني أجلس مطمئن البال أتجاهل كل الأخبار الواصلة من الجبهات ، أترقب تلك اللحظة الحاسمة للمعركة الفاصلة بين يمن الطاغية ويمن الثورة . فلم تعد معركة مدينة الثورة تخيفني من "أم المعارك" معركة صنعاء القادمة ؛ فتعز حاليا المقاومة من تمسك زمام المعركة في الميدان، وهي من تقرر الدفاع والهجوم ،الكر والفر، وما سبب تأجيل حسم المعركة نهائيا إلا لدواعي الأمن مابعد الإنتصار ، فمهما بلغت المقاومة من قوة إلا أنها غير قادرة_بعيدا عن الدولة والجيش_ علی الأدارة والمحافظة علی الممتلكات وأرواح المواطنيين التي ستحصدها الأصابع الخفية للمخلوع والحوثي كالقاعدة والأمن السياسي الذي لازال بيد المخلوع.
تعز قلب للميسرة والميمنه في معركة صنعاء سياسيا وعسكريا وصالح_الحوثي لن يدعها تفلت بسهولة ومثل لم يرحمها بإستهداف الأحياء المأهولة بالسكان بصواريخ الكاتيوشا والدبابات ،لن يرحمها كذلك من جرائم الإرهاب ،والإغتيالات، والتفجيرات بين العامة، وجرائم السحل، وقتل الأطفال، سيرتكب أي إرهاب لتأليب الرأي العام ضد مدنيتها.
وللتذكير فأن معركة تعز لن تحسم مالم يوقف التموين من صنعاء معقل النظام والحوثي ، حين ينتهي حكم صالح العائلي ويرجع حوثي صعدة دون سلاح . لن تنجو تعز إذ لم يتبعها حسم عسكري رادع في صنعاء يمحو أثار الإنتصارات التي حققتها المليشيا.
فالمعركة هناك مهما أختلفت أطوارها فهي ضد استبداد النظام السلطوي ،والقبائل الناهبة ،والمشيخة الكاذبة، التي ضلت تؤازر بطشه وطيشه ، وضد المرض المستعصي في شمال الشمال ، مرض الغرور والإستعلاء والحكم بالقوة.
فصنعاء لم تعد صنعاء بعد أن نهبت أراضي الجنوب كغنيمة حرب وتهامة كضعف وفقر، ولم تعد صنعاء عاصمة بعد أن أرتكبت مجزرة جمعة الكرامة وسرقت ثورة الربيع العربي، ولم تعد اليوم صنعاءاليمن بعد أن تحول نص سكانها مخبرين وجيش عائلي وربع لهمج مسلحين قدموا من كهوف الظلام ام الربع الآخر فيحوي صنعاء الإنسان الذي نحبة بطبيعته المدنية ،ولتوجعه ككل اليمنيين من رؤية عدن تتألم وتعز تنزف ولاذنب لهما.