الأحداث في اليمن تعكس تناقضاً فاضحاً في مواقف جماعة الحوثي، فهي تتبنى خطاباً خارجياً تحاول من خلاله إظهار موافقتها على تنفيذ القرار الأممي 2216، بما يعني سحب ميليشياتها من المدن وتسليم الأسلحة إلى الدولة والإقرار بالحكومة الشرعية. لكن خطابها الداخلي، أو فعلها الداخلي، يشير إلى عدم جديتها ويفضح خداعها ومحاولة التسويف وكسب الوقت لمحاولة تغيير الواقع الذي تؤكد معطياته أن الشرعية عائدة لا محالة إلى صنعاء. اليمنيون كشفوا هذه المحاولات المستمرة التي تتبناها الجماعة المتمردة لخداعهم، وهم يتذكرون مواقفها على مدى سنواتٍ سابقة، فهي التي رفضت تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي انعقد في صنعاء، وهي التي اقتحمت القصور الرئاسية ودواوين الوزارات دون اعتبارٍ للمصلحة العامة. يوما أمس وأمس الأول؛ كثفت الميليشيات المتمردة قصف الأحياء السكنية في مدينة تعز، وأوقعت قتلى وعشرات الجرحى بالمدفعية الثقيلة. هذا التصرف الهمجي يكرس الصورة الذهنية السيئة عن الجماعة المتمردة في عقول اليمنيين، فهم لا يرونها إلا مجموعةً انقلابية تحاول الاستحواذ على دور الدولة ومؤسساتها، وهو ما لا يرضيهم، لذا عبروا عن رفضهم للانقلاب ومساندتهم للشرعية العائدة لا محالة. الرئيس الشرعي، عبدربه منصور هادي، يقول إن الحكومة تبدي الجدية اللازمة تجاه إحلال السلام والتفاعل مع المجتمع الدولي والمبعوث الأممي في وقتٍ توسِّع فيه الميليشيات رقعة القتال وتفتح جبهات جديدة لإقلاق الأمن والسكينة العامة مستهدفةً على وجه الخصوص المدنيين والبنية التحتية.