لم يعد أمام المخلوع صالح الا التلويح بالنهاية ، فهو لم يعد يتبختر بقدر ما يُسقط تصرفاته وأفعاله على خصومه ، بات المخلوع يصارع وجوده المشئوم وتشبثه بالسلطة ولو ضحى بكل أبناء الشعب ، يهذي من خلف ستارةً مبهرجةً بدم الأطفال والأبرياء ، تتقطع كلماته أمام بوقه الكاذب ، يصطنع خطابه الرديء ويمتدح إجرامه الذي شارف على النهاية ، يقعد ويتصفح أوراق الحقد والكراهية ضد كل أبناء الوطن ، يتوعد من مخبأه السري ، يرسل فتنته التي عجز ان يصل بها الى خصومه بطرافة الثعلب الذي بات في شراك المصيدة ، نعم ، فقد المخلوع صالح كل أدواته الإجرامية ولم يعد أمامه إلا التخفي من أقرب الناس اليه ، لم يعد يثق بأحد فهو من غدر بأقرب الناس إليه . الكثير يجدها فرصة لكشف المكنون من الحقد في صدر هذا الرجل المتلون ، فجميع خطاباته تبدو أسلط من قبلها وأنتن من حديثه المهزوم ، يبدأ رسالته كعادته بالوعيد لإخراج كل أبناء الوطن لأنهم عملاء ومرتزقة ، قالها من قبل وجيش كل ما يملك ضد عدن الباسلة لكنه لم يعد المخلوع بأيمانه المغلظة بإخراج أهلها وقطع أرزاقهم ، فها هي اليوم عدن تتعافى من مكر طاغية حاقد ، مواصلة السير على طريق الإجرام سمة لكل من أراد الغرق في بحر من دماء الأبرياء ، ولن يتوقف المخلوع عن قتل وحصار تعز وبقية المدن إلا بعد استكمال صفحات الإجرام ونفاذ ما تبقى من سبل الوصول الى سراب خادع . انفصام الخطاب يتركنا أمام حقده الأسود ، حتى ضد من تحالف معم فهو يبرءا نفسه من التواصل مع إيران ويتهم ميليشيات الحوثي بالتواصل المباشر مع إيران ، يحاول مغازلة دول خليجية رغم وجع الضربة التي وجهتها له تلك الدول ، يتذمر من الوضع ونسى أنه أحد من أوصل الشعب الى هذا الوضع المتردي ، يقول : سنعود للحطب وتجاهل الجنود الذي قدمهم وقوداً لحروبه العبثية ، يتبجح بأن يعود الى الحمير والبغال ولم يعلم بمقتل حمار تعز الذي قٌتل وهو يحاول فك حصار تعز وعلى ظهره قوت آلاف السكان ، يشحذ همته المتهالكة ويقول لن يأكل الشوكولاتة وتناسى تلك الأموال التي فر بها الى خارج البلاد وأصبح جميع أقاربه يأكلون ما هو أغلى من الشوكولاتة ويسكنون في أعالي القصور محتفظين بثروة لا طائل لها ، ولن تكون تلك الأموال إلا من قوت الشعب الذي مازال يتجرع حقدك ومكرك حتى اليوم . يبقى وحده الوطن الذي سيتنصل من إجرامك وذكريات خطاباتك المشحونة بالخداع والرسائل العنصرية التي توجهها عبر المذهب والمنطقة ، تبعثها رسائل ضد إخواننا في الجنوب بعد خسارتك فيها ولن تفلح مادمت تشق الصف وتمتهن الإجرام بكل معانيه ، تحاول التشبث في آخر ما تملكه لكنها حقيقة شئت ام أبيت بزوال طغيانك وحقدك المتناثر في كل أرجاء الوطن ، ولن نبرر إجرامك ما دمت تقتل وتحاصر وتحشد وتتنكر لكل أبناء الوطن بغية السلطة .