منذ أن خلق الله الأرض، والشمس تشرق على صنعاء من اتجاه مأرب، وستظل كذلك حتى قيام الساعة، وظهور العلامة الكبرى طلوع الشمس من المغرب . كل من سكن صنعاء من بني البشر، بقديم العصور وحديثها، عندما ينتظر شروق الشمس، يؤمم وجهه يم مأرب، وهكذا هي طبيعة البشر عندما ينتظرون قدوم غائب . لكن اليوم لم يقتصر الشروق من مأرب على صنعاء للشمس فحسب، بل أصبحت الحياة برمتها تشرق لصنعاء من مأرب . وقد أضحى سكان صنعاء عندما ينتظرون أساسيات الحياة، يؤممون وجوههم باتجاه مأرب، ويصغون بأسماعهم عن اخبار مأرب، وينتظرون شروق القادم من مأرب ليمنحهم الحياة، ويؤمن استقرارهم على قيدها . فعلى سبيل المثال، الطاقة الكهربائية، ما أن تغرب الشمس على صنعاء، وتظلم منازل وحارات وشوارع العاصمة، حتى يؤمم سكانها أنظارهم باتجاه مأرب، ينتظرون شروق كهرباء غازية مأرب، التي حالت دون شروقها مليشيا الحوثي وصالح والحرب المستمرة على امتداد خطوط نقلها إلى صنعاء . لم يتوقف الشروق عند الكهرباء فحسب، بل حتى الوقود من مشتقات نفطية وغاز الطبخ المنزلي، أبت إلا أن تشرق مأرب رغم الحروب الدائرة بفرضة نهم شرق صنعاء، وتفجير الحوثيين لجسر فرضة نهم الرابط بين صنعاءومأرب . تكدست آلاف الناقلات بمأرب الأسبوع قبل الماضيين ، بسبب انقطاع طريق مأربصنعاء، إلا أنها أبت إلا أن تشق طريقها من مأرب وعبر البيضاء إلى صنعاء، لتظل مأرب كما كانت وستظل مشرق الخير لصنعاء، بعد أن حاول الحوثي وصالح تغييب ذلك الخير المشرق، وفشلت كل مساعيهم الحاقدة . حتى على مستوى مشتقات البناء الأساسية كالأحجار، تشرق على صنعاء عشرات الشاحنات تحمل آلاف الأحجار من جبل هيلان بمأرب، والذي أغلب قصور صنعاء تم تشييدها من أحجاره، ومقابل ذلك الجمل العظيم، يجازي المخلوع صالح والمعتوه الحوثي أبناء مأرب بضربهم براجمات الصواريخ والمدفعية من جبل هيلان . ولكن يبقى هناك شروق من مأرب على صنعاء أعظم من كل ما سبق، من شروق للكهرباء والمشتقات والغاز والأحجار، وهو شروق الدولة الشرعية من مأرب على صنعاء، وقد بزغ فجرها في مديرية نهم شرق العاصمة مبشرة بنهار الشرعية القادم عقب ليل الانقلاب القاتم . هاهي اليوم الشرعية تشرق على صنعاءمأرب تطوي أمامها ليل الانقلاب وظلام المليشيا، بعد أن أبت مأرب إلا أن تكون مشرق صنعاء لكل خير يبزغ فجره منها، فاكتنزت مشتقات الحياة من وقود وكهرباء بجوفها، واحتضنت على ظهرها رجال المقاومة وجيوش الشرعية، لتكون الأمل المشرق لليمن ومشرق لكل خير للشعب . على تراب مأرب تتخرج ألوية الجيش الوطني ومنها تنطلق وتتوزع على جبهات القتال ضد مليشيا الانقلاب والتطرف بصنعاء والجوف وحجة، وستظل مأرب شروق كل خير على صنعاء وكل اليمن . [email protected]