في موسم 2007م تقريباً قام نجم نادي حسان أبين والمنتخبات الوطنية المهاجم الراحل أوسام السيد - طيب الله ثراه ببيع بقرته التي يملكها لتمويل فريق ناديه حسان للسفر إلى إحدى المحافظات الساحلية وخوض مباراة في إطار دوري الدرجة الأولى لكرة القدم آنذاك ، عاش بعدها سنوات ثم توفي بحادث مروري في شهر رمضان المبارك 2012م ولكن للأسف الشديد ولا رأينا أي مسؤول رياضي فكر و قام بتكريمه أو تشجيعه لا حياً ولا ميتاً نظير ما قام به من عمل إنساني لأول مرة يقوم به لاعب يمني . رحل الوسام أوسام عن دنيانا وبقي معروفه حياً في قلوب ناديه وزملائة ومحبيه ومدوناً في التأريخ الرياضي بإسمه . نفس القصة حدثت معي ولكن بطريقة أخرى ، حيث كانت أمي تتصل بي من القرية بشكل شبه يومي وكانت تقول بصوت منهمك يا بني الموسم الزراعي بدأ والأرض حق الناس مزروعة وبقرتنا تقفز إلى مزارع الجيران وتأكل زرعهم ما سبب لي مشاكل مع الجيران ، يا بني ليس معك هذه الأيام عمل بصنعاء أنت عاطل عن العمل منذ أول أيام الحرب ، يا ولدي روح القرية لكي تساعدني في رعي البقرة ، جسمي نحيل ولم أعد أقوى على الجري خلف البقرة . وقبل الحادثة بيومين أتصلت بي وقالت يا إبني ما الذي يمنعك من المجيء إلينا ؟ قلت لها يا أمي لدي فقط بعض المقالات والحوارات واللقاءات الصحفية الرياضية ومتابعة المنتخبات الوطنية ، قالت دعك من الطبة .. البقرة أفضل لك من الرياضة .. الرياضة لن تؤكلك شيئاً ، قلت لها يا أمي اربطي البقرة إلى جذع شجرة في المرعى ودعيها تأكل حتى تشبع وأوعدك سوف آتي بعد يومين وأساعدك. الشيء المؤلم الذي لم أكن أحسب له حساب ، وقبل مغرب اليوم التالي أتصلت بي وهي تبكي وتصرخ ، قلت لها أمي ماذا حدث برب السماء ؟ قالت لقد ربطت البقرة يا ولدي في جذع الشجرة وتركتها ترتع فلقد خنقها الجبل وماتت !! كانت كلماتها وصوتها تتفجر دموعاً وحزناً .. وكانت تصرخ لقد ماتت البقرة .. مات ضمارنا .. مات مالنا .. من سيسدد ديوننا ؟! حبست دموعي والله وقلت لها يا أماه ، هذا قضاء الله وقدره ولا أعتراض ولا معقب لحكمه .. اطمئني الله سيرزقني وسوف أشتري لك بقرة أفضل وأحسن منها . حينها تذكرت قصة النجم الأبيني أوسام السيد .. وتذكرت أنني أعمل في حقل الصحافة الرياضية منذ 12 عاماً ، ولم نجني من هذه المهنة غير الألم والأنين . صدقوا أولا تصدقوا بأني طوال هذه السنوات لم أحصل من الرياضة أي شيء بل على العكس خسرت الكثير من مالي وأهدرت وقتي وسخرت جلي همي للرياضة والرياضيين ، لا لشيء وإنما حباً لكرة القدم اليمنية بشكل خاص وللرياضة اليمنية بشكل عام .. لدي ثقة بأن بقرتنا لن تكون كبقرة بني إسرائيل ولم تموت بل هي حية وكذلك رياضتنا ستظل حبلى مهما أستغلها بعض الفاسدين لمصالحهم الشخصية ومهما جعلوا الرياضيين يتصارعون على الفتات وهم يتفرجون و يضحكون وينعمون بحقوقهم وأموالهم ، لكنهم زائلون لا محالة.! وألدتي .. ها أنا أقر وأعترف لك بأني قصرت معك وأرجو أن تسامحيني ، ثقِ بأن ربي كريم وسيعوضنا خيراً ، فمهما تكابلت الأزمات سنواصل الكفاح ولن نييئس والفرج قريب قريب بإذن الله.