بعد هدوء حذر.. تجدد الاشتباكات بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي بهذه المدينة؟!    قطر ... التوقيع على اتفاقية تعاون لدعم 50 ألف شاب يمني    المنتدى العربي الصيني يؤكد على وحدة اليمن وسيادته    بدء عملية إنقاذ الناقلة صافر رسميا .. شاهد أولى الصور    مصادر أمريكية : المخدرات التي تم تهريبها من إيران للحوثيين تجاوزت قيمته مليار دولار    كارثة كبيرة.. بيع تمثال يمني بمزاد علني في الولايات المتحدة!!    تفكيك قرابة 900 لغم حوثي خلال أسبوع    بشكل مفاجئ وغير مسبوق.. انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية    مليشيا الحوثي الإرهابية تخطف عشرات الأطفال في هذه المحافظة اليمنية    الرئيس الزُبيدي يهنئ الرئيس التركي بفوزه بولاية ثالثة    في دولة أسيوية.. شخص يفتح باب الطائرة قبل هبوطها وهذا ما حدث؟    الفكرة هي من تصنع المستقبل    اختيار مبابي كأفضل لاعب في الدوري الفرنسي لكرة القدم للعام الرابع على التوالي    حرب الخدمات إلى أين    الصليب الأحمر يتعهد لانتقالي الضالع بدعم المتطلبات الصحية بالمحافظة    مأمور المنصورة يوجه بتعزيز أداء المكاتب التنفيذية    مليشيات الحوثي تحتجز شاحنات تجارية محملة بمادة "الدقيق" وتمنعها من الدخول    200 مليون و3 مميزات.. العرض السعودي يقرب بنزيما من مغادرة الريال    تنفيذية انتقالي أبين تعقد اجتماعها الدوري الثاني وتستعرض تقريري إنجاز الإدارة السياسية والشؤون الاجتماعية    قناة الجزيرة لو عاصرت "معركة بدر وانتصار الرسول".. لما تحمست لها كانتخابات تركيا    رئيس انتقالي لحج يقدم واجب العزاء لأسرة الأخوة الشهداء الثلاثة    مجلس التعاون يجدد دعم جهود إنهاء الأزمة اليمنية وفقا للمرجعيات بما يحفظ سيادة ووحدة واستقلال اليمن    قاق..!!    بحضور نائب السفير والقنصل العام : اتحاد طلاب اليمن في المانيا يقيم حفل تخرج للمتفوقين    في الدوري الانجليزي.. هبوط ليستر سيتي وليدز ودوكوريه ينقذ إيفرتون    النيازك والبراكين.. هل ساعدت في بدء الحياة على الأرض؟! (تفاصيل)    ساسي ... صلاح ومحرز فخر للعرب    بمشاركة نخبة من الصحفيين المصريين .. الاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين يعقد لقاءً تشاوريًا مع الوكالة الدولية للصحافة في القاهرة    حجازي ينقذ جماهير الاتحاد    الدكتوراه في جراحة الوجه والفكين للباحث اليمني ماجد العرومي من جامعة الصين الطبية    الشؤون الإجتماعية تناقش مع مسؤولة أممية الإستراتيجية الخاصة بالمرأة العاملة    إلغاء ودية ماليزيا.. وتسريح لاعبي المنتخب اليمني    بالصور: ميلان يدق المسمار الأخير في نعش يوفنتوس.. ويتأهل لدوري الأبطال    وسط انفلات أمني.. مقتل امرأة حامل على يد الحوثيين في هذه المحافظة؟!    لوحة العشاء الأخير ل ليوناردو دافنشي.. ما قصة اللوحة؟    في جريمة بشعة.. مقتل طفل برصاص مليشيا الحوثي بهذه المحافظة؟!    بسبب العجز عن حمايتها.. 246 ألف دولار لإزالة جدارية بانكسي    أثر انهيار لخدمة الكهرباء.. وفيات في محافظة عدن    العاصمة الأوكرانية تتعرض لهجوم مباغت هو الأكبر منذ بدء الغزو الروسي!    مرة أخرى.. هل يرتفع الذهب فوق مستوى 2000 دولار؟    تضامن القاعده بطلا لكأس 22 مايو في مدينه القاعدة    تصريحات "جميح" قد تعجل بنهاية مجلس القيادة الرئاسي    هل حانت الفرصة لفرض الأمن في جنوب الجزيرة العربية الغربي    حكاية اغنية "بلجيك ما تصلح على كتف السعيدي"    ملتقى الفنانين اليمنيين يقيم أمسية شعرية وفنية بمأرب إحياءً للذكرى ال33 للوحدة اليمنية    هكذا تصلي رائدة الفضاء السعودية "ريانة برناوي" في الفضاء مع زميلها علي القرني؟    لن تصدق.. عدد الذين سيؤدون فريضة الحج من اليمنيين هذا العام (تابع)    البرلمان العربي يدعو إلى تضافر الجهود لتحقيق التكامل الاقتصادي    وزارة الاوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن للعام 1444ه    تحذير مخيف.. تناول السكر يؤثر سلبا على صحة القولون    الخروج من صحراء التِّيه ورمالها المتحركة    أسود الضالع كأشجار الموز    بيان صادر عن السادة آل العطاس وآل المحضار.. على العسكرية الأولى تحمل مسئوليتها    لن تصدق.. دراسة حديثة تكشف عن أمر غريب يعمل على إبطاء الشيخوخة    وصمة المجتمع وظروف الحرب.. كارثتان تفاقمان معاناة مرضى الصرع في اليمن    الإنسان بين الضيق والانشراح    القصة كاملة ليمني باع كل ما يملك للسفر إلى مصر لاستئصال "ورم خبيث" من جسده.. وبعد إجراء الفحوصات كانت المفاجاة!    في حالة نادرة الحدوث.. نعجة تلد خروفًا برأسين بأبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«باقٍ هناك» متحدياً «المصائر»
نشر في المشهد اليمني يوم 05 - 06 - 2016

هذا العام لم تثر كثير من الضجة المعتادة حول جائزة «البوكر» للرواية العربية التي نالها الروائي الفلسطيني ربعي المدهون عن روايته «مصائر». ربما لأن غالبية المتابعين للجائزة ملوا الجدال بشأنها. وربما لأن رواية «مصائر» في حد ذاتها، وبعيداً عن المقارنة تستحق فعلاً أن تتوج تجربةً أدبية متفردة بنية ومضموناً.
في العتبة الثانية للنص كتب ربعي المدهون في مقدمته «قبل القراءة»: إنه ولّف الرواية في قالب الكونشرتو الموسيقي المكون من أربع حركات، بحيث تنهض كل حكاية من حكايات الرواية على شخصيتين تتحركان في فضائها ثم تتحولان إلى شخصيتين ثانويتين عند بدء الحكاية الثانية. وعلى الرغم من صعوبة فهم البنية الموسيقية للرواية لغير المتخصصين إلا أن الكيفية التي استخدم فيها «المدهون» تقنية تعدد الأصوات جعلت الإيقاع الداخلي للرواية متعدداً كإيقاعات السيمفونية يتراوح بين الهدوء والتأمل والصخب والهدير.
تعدد الأصوات في الرواية فتح المجال للتعدد الزمانكاني في حيز صغير من فضاء الحكاية. حيث جالت الشخصيات في حركتها من زمن الاستعمار البريطاني لفلسطين إلى تاريخنا الحالي ومن الخارج الفلسطيني في أوروبا وأمريكا إلى الداخل الفلسطيني في يافا وبيت لحم وغيرها من المدن. واستدعى هذا التعدد تعددا آخر في اللغات واللهجات والثقافات أيضاً. وكان باعث التعددات السابقة ومقصود دلالاتها هو أزمة الهوية الفلسطينية التي بدأت تتعمق في مواجهة عدو يقيم مشروعه بشكل أساس على القضاء على الهوية الفلسطينية، قبل إبادة الشعب الفلسطيني.
أشد الأصوات صخباً وتنافراً كانت في حكاية «فلسطيني تيس». إذ يعيش باسم، الذي يحمل الجنسية الأمريكية وتعود جذوره إلى بيت لحم في الضفة الغربية، مع زوجته جنين التي تحمل الجنسية الإسرائيلية في يافا مسقط رأسها. ويعاني باسم كثيراً من إجراءات لم الشمل ومن منعه من العمل في يافا في الأراضي المحتلة ويعود به الحنين للعودة إلى أمريكا مع جنين أو الاستقرار في بيت لحم في ظل السلطة الفلسطينية. ولكن جنين ترفض التخلي عن حياتها في يافا وترك بيتها ومنجزاتها للإسرائيليين الذين سيستثمرون الفرصة ويمحون أثرها العربي الذي تقاوم وتعاني لإبقائه.
وفي حوارات باسم وجنين الصاخبة تتفجر قضية التشظية الفلسطينية والنزوح في الداخل. وتعمق حكاية «باقٍ هناك» التي تعكف جنين على تأليفها هذا المعنى حيث تشير إلى قضية الفلسطينيين الذي نزحوا من مدنهم الأصلية في أراضي 48 وهاجروا إلى أراضٍ فلسطينية أخرى ثم ندموا لأن تاريخ أسرهم قد مُحي من مدنهم الأصلية. ويلعب اسما الإشارة للمكان «هنا وهناك» دوراً قاطعاً في تصنيف الهوية الفلسطينية وتشتيت أولوية المواجهة مع العدو الصهيوني. فهنا تصير المدينة الفلسطينية مسقط الرأس، وهناك تصير المدينة الفلسطينية محل الإقامة. وبدل أن يكون الفلسطيني «باقٍ هنا» في فلسطين، فإنه يعيش أزمة «باقٍ هناك» في غير مدينته في التعايش مع المشكلات المترتبة على تصنيف هويته في ظل الاحتلال الصهيوني.
رواية مصائر معالجة فنية لأزمة الجيل الفلسطيني الذي ولد بعد النكبة وبعد استواء الوضع السياسي في فلسطين المحتلة. فهذا الجيل يعاني من أزمات غير التي واجهها جيلاً ال 48 وال 67. إنها أزمة الهوية التي صارت أزمة العرب الأولى. إنه يعيش أزمة واقع لم يصنعه ولم يُفاوض عليه ولكنه يتحمل تبعاته ويسدد حسابه من مصيره المجهول. وفي تقديري فإن رواية «مصائر» واحدة من روايات التنوير الفلسطيني والعربي، ورواية من أدب المقاومة الثقافي الذي يقدم لنا الدلالة في قالب فني متناغم الإيقاعات.
نقلاً عن الوطن البحرينية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.