لم يكن القول المتداول بأن (الكتاب يقرأ من عنوانه) يصح في جميع العناوين سواء للكتب أو المقالات أو المواضيع أو حتى مانشتات وصحف بالعناوين الكبيرة وحتى بالأخبار الصغيرة المعنونة لأن هناك اختلاف كبير في بعض الأحيان بين العناوين وما بين السطور وكثير من القراء يكتفون بقراءة العناوين ويعلقون عليها بدون أن يقرؤوا تفاصيل ما ينشر بين السطور ولا نرى أحياناً أية علاقة بين العنوان وما بين السطور وأحيانا يسبب لك قراءة العنوان إحراجاً أنت في غنى عنه . ولذلك عليك قبل الاكتفاء بقراءة العنوان إلى عنوان الذي يلفت نظرك لتتحدث عنه لأصحابك أو أبناءك أن تقرأ ما بين السطور وبعد ذلك يمكنك أن تشرح ما قرأته من خلال العنوان ولكن الاكتفاء بقراءة العنوان يسبب لك إحراجاً وإجبارك على شرح ما قرأته تحت العنوان . وعلى سبيل المثال قال لي أحد الأصدقاء أنه كان جالساً مع أسرته أبناء وأولاد في سن المراهقة وبعضهم صغير في السن . وكان يتصفح جريدة يومية ولفت نظره عنوان طبي أو خبر طبي نصه (بعض الرجال المصابين بأمراض مختلفة يعانون) وهذا هو عنوان الخبر وقبل أن يسترسل في قراءة تفاصيل الخبر قال له أحد أبنائه بابا اشفيهم الرجال المصابين بأمراض وما هي هذه الأمراض التي يعانون منها وقالها الابن بعفوية وبراءة الابن الصغير فرد عليه والده بأن يعطيه الفرصة ليقرأ تفاصيل الخبر ويخبره بتفاصيله وواصل القراءة وفوجئ بأن الخبر لا يصح أن يقوله لأبنائه المراهقين والصغار لأنه موضوع يتعلق بالجنس ويخجل أن يقوله لهم وما كان من الأب إلا أن أخذ الجريدة وذهب ليقطع الخبر من الجريدة ويرجع وبيده الجريدة ليقول لهم إن الخبر يتعلق بالتمارين الرياضية التي يجب أن يمارسها من يصاب بمثل هذه الأمراض التي يعانون منها واكتفى الأبناء بهذه الإجابة التي تحمل بين طياتها الكذب الأبيض الذي ينقذك أحياناً من الحرج . آخر الكلام : كل الذي نحب أن نقوله أنه لا يجب أن نكتفي بقراءة العناوين ونتسرع بإخبار من حولك وأن ينتظروا ليقرأ لهم الخبر بالتفصيل بل يجب عليك أن تتركد بقراءة الخبر كاملاً ولا تكتفي بقراءة العنوان وربما يكون خبر غير مهم لتقرأه على من حولك وكذلك عندما تذهب إلى المكتبات العامة أو الخاصة لتشاهد الكتب لتختار أي كتاب يلفت نظرك عنوانه وعندما تشتريه أو تستعيره وتتصفح صفحاته تندم لأنك اشتريته أو استعرته لأن عنوان الكتاب لا يدل إطلاقاً على محتويات الكتاب وإنما وضع المؤلف أو الناشر مثل هذا العنوان ليجعل المشاهد للكتاب يقبل على شرائه . وهذا ما نقصده بالمثل المتداول (الكتاب يقرأ من عنوانه) وهو موضوع مقالنا . وسلامتكم .