يرى مراقبون أن المؤشرات تتعاضد يوماً بعد آخر لتؤكد بأن الجماعة الحوثية بصدد القيام بأمر كبير في قادم الأيام، فيما سيكون الضحية هذه المرة الرئيس اليمني السابق علي صالح، والذي بالمناسبة كان أقوى أدواتهم لدخول صنعاء في 21 سبتمبر 2014م. وتأتي التطورات الميدانية المصاحبة للتحركات السياسية للمليشيات لتشير الى أن الجماعة تعد وتعيد ترتيب أوراقها الداخلية، بحيث تصبح لها الكلمة الأولى والأخيرة في المحافظات التي تسيطر عليها، وهذا ما بدا جلياً من خلال خطابات زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، والذي بدا متذمراً جداً من شراكة جماعته مع صالح وحزبه، فيما تواصل قيادات موالية للمليشيات شن هجوم إعلامي كبير بحق المؤتمر ورئيسه، مطلقة عليهم أوصافاً غير مسبوقة، من بينها الخيانة والغدر والارتزاق. الجماعة تحركت مؤخراً في الإطار السياسي، وأقدمت على سلب صالح بعض سلطاته في عدد من أهم المواقع والمؤسسات السيادية للبلد، كالقضاء والمالية والرقابة، وهو ما دفع صالح لإعلان حالة "انعقاد دائم" للجنة حزبه العامة، "للتباحث حول المستجدات "الخطيرة" في الجبهة الداخلية"، وهذه الجملة تم اقتباسها كما وردت في بيان اللجنة الصادر يوم الاثنين الماضي. ويبدو أن قيادات الشرعية الثقيلة تراقب عن كثب مستجدات الصراع في صنعاء، وهو ما تكشفه أحاديث وتصريحات نائب رئيس الجمهورية، الفريق الركن علي محسن الأحمر، الثلاثاء، أثناء لقائه بقيادة السلطة المحلية في محافظة مأرب. وقال الفريق محسن أن الحوثيين يستعدون للانقلاب على حلفائهم الذين أدخلوهم صنعاء، مؤكداً بأنهم قد أعدوا وجهزوا قرارات وبيانات هامة، تزامناً مع احتفالاتهم بالذكرى الثالثة لانقلابهم على التوافق والجمهورية. محللون سياسيون كثر يتفقون مع وجهة نظر نائب الرئيس، ولعل هذا ما دفع صالح - بحسب رأيهم- لإعلان حالة انعقاد دائم للجنة العامة لحزبه، بعد أن استنفد كل محاولاته لتهدئة التوتر معهم. الى ذلك تشير تكهنات غير مؤكدة بأن صالح قام بتكثيف مراسلاته مع أطراف خارجية أملاً في أن تتحرك لإزاحة هذا المأزق الذي يواجهه، وذلك مقابل تنازلات كبرى قد يجبر على تقديمها، من بينها التسريع بإحداث اختراق مفاجئ في جبهة صنعاء، ما سيدفع المليشيات بحسب التكهنات الى القبول بمبادرات الحل الدولية تلافياً لهزيمة عسكرية وشيكة ستكون قاضية لأحلامها في الحكم والتمكين.