كشفت دراسة علمية يمنية جديدة، عن قيام مزارعي القات باستخدام عدة اصناف من المبيدات المسببة للسرطان وشديدة السمية والمحرم استخدامها محليا ودوليا. وقالت الدراسة التي، أطلع عليها "المشهد اليمني"، وأعدتها الباحثة منى احمد سعد الكبزري، والمعنونة ب"علاقة بعض مبيدات الآفات المستخدمة على شجرة القات بتشوهات المواليد في اليمن" والتي نالت الباحثة بموجبها درجة الدكتوراة، من جامعة صنعاء، أن عدد المبيدات المستخدمة على أشجار القات والمسببة للسرطان بناء لقائمة PAN الدولية للمبيدات شديدة الخطورة (2009 و 2019) وصل الى 105 اسم تجاري تقع تحت 27 مادة فعالة. واشارت الدراسة الى أن مزارعي القات يستخدمون مبيدات صنفت بواسطة منظمة الصحة العالمية بأنها "مبيدات تحت التقسيم 1ب"؛ أي مبيدات شديدة السمية وصل عددها إلى 19 اسم تجاري تقع تحت 8 مواد فعالة. وأجريت الدراسة في 400 قرية موزعة على 7 محافظات يمنية، وعلى 800 شخص من مزارعي القات، الذين أشار 92.75% الى أنهم يستخدمون المبيدات في مخاليط على أشجار القات بينما 7.25% يستخدمون مبيد واحد فقط أثناء رش أشجار القات. ومعظم المبيدات المستخدمة على أشجار القات في مخاليط عبارة عن مبيدات حشرية يليها المبيدات الفطرية ثم مبيدات أكاروسية، ومبيدات الأكاروسية / مبيدات حشرية وأيضا سماد (سماد حديدي) بالإضافة إلى 3 مواد طبيعة. ونوهت الدراسة بأن عدد الأسماء التجارية للمبيدات المستخدمة على أشجار القات وصلت إلى 348 اسم تجاري تقع تحت 105 مادة فعالة، منها 97 اسم تجاري ممنوع التداول و39 مبيد مقيد التداول بشده على المحاصيل الزراعية في اليمن بناء على قائمة المبيدات الممنوعة والمقيدة بشدة الصادرة عن الإدارة العامة لوقاية النباتات (2007). وفقًا لقائمة PAN الدولية للمبيدات شديدة الخطورة (2019)، وجد 237 اسم تجاري تقع تحت 65 مادة فعالة، هي مبيدات شديدة الخطورة. وذكرت الدراسة بأن المخاليط الثنائية للمبيدات وصل عددها إلى 87 اسم تجاري تقع تحت 43 مادة فعالة بينما المخاليط الثلاثية والرباعية وصل عدد الأسماء التجارية 41 اسم تجاري تقع تحت 21 مادة فعالة، اضافة الى استخدام مزارعي القات لمخاليط من المبيدات مع التعفير بالتراب واستخدام السكر والخميرة بالإضافة إلى السماد الحديدي. ولفتت الدراسة الى أن مزارعي القات يستخدمون مبيدات ممنوعة التداول على المحاصيل الزراعية في الجمهورية اليمنية ومدرجة ضمن الاتفاقيات الموقع عليها بلادنا ومنها اتفاقية ستوكهولم للمركبات الثابتة(POPs) والاتفاقية المسبقة عن علم(PIC) حيث وصل عددها إلى 28 اسم تجاري تقع تحت 10 مواد فعالة، ووصل عدد المبيدات المستخدمة على أشجار القات في هذه الدراسة والمسببة للسرطان بناء لقائمة PAN الدولية للمبيدات شديدة الخطورة (2009 و 2019) الى 105 اسم تجاري تقع تحت 27 مادة فعالة. وأظهرت نتائج الدراسة الى أن 43.62٪ من مزارعي القات كانوا يحصدون القات بعد يوم واحد من رش المبيدات و25.75٪ منهم بعد يومين، و10.63٪ من المزارعين يحصدون القات بعد أربعة أيام و13.50٪ بعد ستة أيام واخيرا 6.50٪ من المزارعين كانوا يحصدون القات بعد ثمانية أيام من استخدام المبيدات، وأن المبيدات الأكثر تداولا على شجرة القات منع تداولها محليا ومنها الميثوميل، والسيبرمثرين وكذلك الدايمثويت .....الخ. وبينت الدراسة بان 52.75% من مزارعي القات يستخدمون المبيدات الحشرية، في التوقيت الخطأ؛ خلال فصل الشتاء والسبب في خطاء التوقيت عدم وجود الآفات الحشرية أثناء فصل الشتاء كون جميع الحشرات يقل نشاطها وتدخل في فترة سكون وبيات شتوي، وهذا يدل على قصور الوعي لدى مزارعي القات نتيجة نقص المعلومات والتدريب والقصور في فهم تكنولوجيا الرش وتداول المبيدات. وأجريت الدراسة على 273 أم من الأمهات الحوامل الماضغات للقات المترددات بشكل منتظم على مستشفى السبعين خلال عام 2017 لمعرفة أنواع التشوهات الولادية للمواليد الجدد؛ إذ تصدرت تشوهات الجهاز العصبي المركزي بنسبة 76٪. تلاه الجهاز الهضمي ب 11٪،. في حين كانت تشوهات الوجه بنسبة 6٪. وكانت التشوهات في الجهاز البولي التناسلي بنسبة 4٪. تضمن استسقاء الجنين نسبة 2 ٪. وأخيرا الجهاز الهيكلي العضلي حيث تمثل في اعوجاج القدم بنسبة 1 ٪. وقارنت الدراسة تأثير مستخلص القات والمبيدات منفردة أو مخلطوهما من الجرعة تحت المميتة للمبيدات الحشرية سواء بصورتها كمادة فعالة أو بصورتها التجارية على أوزان الأمهات الحوامل أو على أوزان وأطوال الأجنة من فئران التجارب خلال اليوم السادس إلى اليوم الثامن عشر من الحمل مقارنة بمجموعة السيطرة، وبينت النتائج بان الجرعة 5جرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم لمستخلص القات منفردا سبب اقل انخفاض في أوزان الفئران الحوامل وكانت أعلى نسبة انخفاض في الوزن حيث وصلت نسبة الانخفاض إلى 18,11 ٪ و 19.27٪ لعينة القات التي جمعت في فترة الشتاء. وأوضحت النتائج بان المبيدات بصورتها التجارية أحدثت انخفاض معنوي في أوزان الفئران الحوامل أكثر من المواد الفعالة لنفس المبيدات وأعلى انخفاض في الوزن كان لمبيد السيبرمثرين بصورته التجارية يليه مبيد الدايمثويت حيث ثم مبيد الدي دي تي. ثم مبيد الميثوميل مقارنة بمجموعة السيطرة. وكانت الأجنة للأمهات الحوامل اكثر تأثر بمخاطر تلك المبيدات المستخدمة على اشجار القات بطريقة عشوائية. اشرف على الاطروحة العلمية البرفيسور توفيق عبد الرب البصيلي أستاذ أمراض النساء والتوليد، بكلية الطب، جامعة صنعاء - رئيس قسم النساء والتوليد بمستشفى السبعين.
