صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبيدات تضر البيئة والإنسان.. قبل الحشرات؟!
منها 1200 نوع تباع في الأسواق بأسماء تجارية مختلفة
نشر في الجمهورية يوم 05 - 04 - 2008

خلال الفترة من (30-31) مارس الفائت ، نظم مركز الدراسات البيئية وخدمة المجتمع بجامعة تعز ورشة علمية عن الأثر البيئي للمبيدات الحشرية والزراعية على صحة الإنسان ، كان الهدف من الورشة التعرف على مخاطر الاستخدام السيئ وغير الواعي للمبيدات الحشرية والزراعية وتحديد الآثار الضارة المباشرة والمؤجلة لاستخدام المبيدات في زراعة القات وكذا تحديد تأثيرها على صحة الإنسان وسلامة البيئة المحيطة والمساهمة في رفع مستوى الوعي البيئي لدى المزارع المستهلك للحد من أضرار المبيدات وتجنب مخاطرها.. المخاطر والأضرار للاستخدام العشوائي للمبيدات الحشرية والزراعية وما تمثله من كارثة بيئية وإنسانية ، تداولها الباحثون والمختصون برؤية علمية تحدد حجم هذه المخاطر.
المكافحة المتكاملة
المهندس/ أحمد سيف عبدالحق مدير إدارة المكافحة المتكاملة: يتناول موضوع المكافحة المتكاملة لأهم الآفات ودورها في التقليل من الاستخدام العشوائي للمبيدات وحماية البيئة من التلوث.
وأشار إلى أن المبيدات أصبحت من أهم المدخلات الزراعية حيث ساعدت في مكافحة الآفات على مساحات شاسعة وعادت بفوائد ملموسة مقارنة بالحالات التي تستخدم فيها المبيدات ، حيث زاد انتاج المحاصيل نتيجة لاستخدام المبيدات بنسبة بلغت %100 في القطن ، %35 في البطاطس ، %120 في البصل ، %125 التبغ ، %160 في البرسيم ، ونتيجة لذلك تصاعد استخدام المبيدات الكيماوية في الزراعة بالعالم خلال الفترة من (1970-1950) حيث بلغت الذروة أثناء الثورة الزراعية الخضراء التي اعتمدت على استخدام المبيدات والإضافات المحسنة والاستخدام المفرط للمياه في الري.ويتلخص مفهوم المكافحة المتكاملة للآفات في استخدام مختلف الطرق الزراعية (العمليات الزراعية الصحيحة ، الدورة الزراعية ، الأصناف المقاومة) المكافحة الحيوية ، التشريعية وتأتي المكافحة الكيماوية في النهاية بحيث تبقى فيه الآفات عند المستوى الذي يمكن تحمله دونما إحداث اضرار اقتصادية على المحاصيل .. والمكافحة المتكاملة عبارة عن أسلوب يجمع بين العديد من طرق مكافحة الآفات كما أنها تلبي في آن واحد المتطلبات البيئية والاقتصادية والصحية في إطار مدروس يحقق السيطرة على الآفات عند المستوى المحدد.
برامج مكافحة متكاملة
كما حدد الباحث أحمد عبدالحق الخطوات المتبعة في مجالات المكافحة المتكاملة للآفات في اليمن بالطرق الزراعية والميكانيكية والحيوية البيولوجية والتشريعية والكيميائية.
مشيراً إلى أن الاستخدام التطبيقي لبرامج المكافحة المتكاملة للآفات في اليمن جاء مع نهاية الثمانينيات من القرن الماضي حيث شكلت المكافحة الحيوية العمود الفقير أو العنصر الرئيس لبرامج المكافحة المتكاملة خلال الفترة من 12007-1988م.
والمكافحة الحيوية في اليمن ليست حديثة العهد حيث يعتبر اليمنيون من أقدم الشعوب التي استخدمت المكافحة الحيوية في مكافحة آفات النخيل ومازال مزارعو النخيل في محافظة تعز يتبعون هذه الطريقة في مكافحة دودة ثمار البلح الصغرى في مزارعهم.
آثار سلبية
فيما تناول الدكتور/ صلاح مهدي البدر من جامعة ذمار كلية العلوم التطبيقية قسم علوم الحياة .. موضوع تحمل المبيدات الفطرية على البوليمرات لتقليل عمليات غسلها وترسبها في التربة وأشار بأنه تواجه استعمال المبيدات الكيماوية اعتراضات جادة من أنصار البيئة وسواهم من المهتمين بنظافة البيئة وبالتنوع الحيوي ، إلا أن ذلك لم يحول دون انتشار وتوسع استعمال هذه الكيماويات كوسيلة فعالة في القضاء على الكائنات المستهدفة . إن تلكم الاعتراضات قد دفعت من جانب آخر إلى تنشيط البحث في الوسائل التي تقلل من الآثار السلبية لاستعمال المواد الكيماوية وترضي طموحات أنصار البيئة.
تعد المبيدات المستعملة في مكافحة الآفات الزراعية المختلفة من أكثر الكيماويات المستعملة في مقاومة الآفات انتشاراً وبالتالي أكثرها تلويثاً للبيئة خاصة حين لا يُحسن استعمالها فارتفاع تركيزها في التربة أو على الأنسجة النباتية سيسبب حتماً وعاجلاً أم آجلاً إخلالاً بالنظام البيئي الحيوي المتوازن والسليم وذلك للأسباب الآتية :
? غسل المبيدات الكيماوية بمياه الأمطار أو مياه الري وبالتالي نفوذها إلى أعماق متباينة في التربة وقد تصل إلى المياه الجوفية أو إلى البرك وتجمعات الماء السطحية التي يستخدمها الإنسان والحيوان.
? تسبب المبيدات الكيماوية موت أو إقصاء العديد من الكائنات الحية غير المستهدفة بعملية المقاومة ، بل ان بعضها من الكائنات المفيدة مما يسبب خللاً في التوازن البيئي الحيوي وظهور آفات جديدة وغير متوقعة.
الآثار المباشرة على صحة الفرد والحيوان
وأضاف الدكتور/ صلاح البدر: حول الآثار المباشرة للمبيدات على صحة الفرد وعلى حيوانات المزرعة بأنها باتت أمراً معروفاً فالعديد من هذه المركبات إما أن تكون مواد مسرطنة بذاتها أو بما تحرره بعد وأثناء تحللها.
لقد دفعت هذه الأخطار الحقيقية لاستعمال المبيدات في الزراعة إلى البحث والتقصي عن الوسائل الناجحة لتفادي الأضرار التي تسببها أو للتقليل من هذه الأضرار ومن هذه الوسائل اسناد المبيدات القابلة للذوبان في الماء على الراتنجات لتكوين أنظمة تحلل مسيطر عليها.
كما جدد الدكتور/ صلاح مهدي نوعية المبيدات القاتلة وأشار: إلى أن المبيدات إما أن تكون قاتلة pesticide أو أنها تمنع التكاثر وزيادة الاعداد pesticide ويختلف نوع المبيد باختلاف نوع الآفة .. يتكون المبيد عادة من مادة فعالة active ingredient فضلاً عن مواد أخرى ضمن تركيبته مثل المذيبات solvents والمواد الحاملة carriers وتحديداً فإن المبيد الفطري هو المادة الكيماوية التي لها القابلية على قتل ومنع تطور الوحدات التكاثرية الفطرية وبالتالي الحد من الضرر الذي يحدثه الفطر على النبات.
تستعمل المبيدات الفطرية إما لوقاية النبات قبل الإصابة فتسمى المبيدات الوقائية protevtive fungicide أو تستعمل لعلاج النبات بعد الإصابة بالمرض وتسمى المبيدات الابادية eradicant fungicide ويمكن للمبيدات الجهازية النفاذ إلى النسيج النباتي والانتقال إلى جميع أجزائه وبالتالي القيام بدور الوقاية وكذلك العلاج ومن هذه المبيدات مبيد البنليت benlat الذي تعامل به التربة أو البذور المقاومة لأمراض الأوعية الناقلة في النبات.
جزئيات عملاقة
وعن البوليمرات في مجال الزراعة قال مهدي : البوليمرات هي جزئيات عملاقة تحمل مجاميع فعالة على وحدتها التركيبية لذا تمثل هيكلاً لبناء تراكيب مضافة عليها كالأسمدة والمبيدات والتراكيب الهلامية المحبة للماء ، وقد استعمل نظام الانحلال المتوازن control releasaفي هذا الخصوص ومن فوائده :
? تجنيب المستويات العالية من التجهيز بالمادة المطلوبة في بداية الاستعمال.
? توفير المادة المطلوبة للفترة الزمنية المثلى للنبات.
? منع الفقدان للمادة المطلوبة بعملية الارتشاح.
? تجهيز المادة المطلوبة للنبات بشكل كفوء ومحدد.
من المحاولات المبكرة في هذا المجال استعمال البوليمرات كغطاء بذري seed coat يتم تحميله بالمبيدات البكتيرية والفطرية والحشرية ليكفل حماية البذور والبدارات النباتية ، كما صنعت أصص من البوليمرات المتحللة حيوياً لإكثار الشتلات وغرس الأشجار وحمايتها في المراحل الأولى بعد الغرس.
البوليمرات إما طبيعية نباتية المنشأ كالسيليلوز واللكنين أو حيوانية المنشأ كالصوف والجيلاتين، أو قد تكون مصنعة كالبولي اثيلين والبولي بروبلين ، إن لكلتا المجموعتين امكانية الاسناد للمبيدات إلا أن البوليمرات الطبيعية تتطلب تحريراً في تركيبها الكيميائي لتقليل عملية تحللها الحياتي السريع.
الوضع الراهن للمبيدات
المبيدات الزراعية وأثرها الضار على الصحة العامة والبيئة تحت هذا العنوان جاءت ورقة المهندس الزراعي/ عبدالله علي الشنطبي استعرض فيها بايجاز الوضع الراهن للمبيدات في اليمن وذلك على النحو التالي :
يعتبر الوضع الراهن للمبيدات والأسمدة الكيماوية في غاية من التعقيد للأسباب التالية :
- الاستيراد العشوائي للمبيدات بدون أي دراسات واقعية للاحتياج الفعلي كماً ونوعاً ، وعدم الاهتمام في اختيار المخازن والمحلات المطابقة للمواصفات المطلوبة والحديثة كما أنها توجد بشكل مكثف في المناطق الآهلة بالسكان وخاصة في المدن الرئيسة ، وعدم وجود الرقابة الجادة على استيراد المبيدات بمختلف أنواعها وغياب التنسيق بين الجهات ذات العلاقة ، وعدم وجود القدرات والتجهيزات اللازمة والمختبرات المتخصصة لفحص المبيدات الداخلة إلى الوطن ، وعدم وجود برامج واضحة لتسجيل المبيدات وإجراء الاختبارات اللازمة لها ، وعدم الاهتمام بالبرامج والخطط السليمة في مجال الإرشاد الزراعي والتوعية الإعلامية الكافية، وعدم وجود مختبرات خاصة بتحليل متبقيات المبيدات لمعرفة سلبياتها وأثرها على صحة الإنسان والبيئة، والإفراط في حملات الرش السنوية وعدم الاهتمام بالتقييم الدوري على أساس علمي دقيق، والإفراط في استخدام المبيدات الجهازية والتي تكون أكثر خطورة بسبب دخولها إلى عصارة النبات وبالتالي يصعب التخلص من الأثر المتبقي لها ، وعدم تفعيل دور المؤسسات العلمية والبحثية للمساهمة في حل هذه المشاكل.
الرش المباشر
وعن كيفية وصول المبيدات إلى البيئة أكد الباحث أن المبيدات تصل إلى البيئة بواسطة الرش المباشر على النباتات أو على التربة ، وعن طريق التناثر اثناء الاستخدام ، وبواسطة التخلص من عبوات ومخلفات المبيدات ، وأثناء تفريغ المبيدات على التربة وفي قنوات الري ومصادر المياه وتجدر الاشارة هنا إلى أن أكثر من 90% من المبيدات لاتصل ولا تستقر على الآفة المراد مكافحتها ولكن تصل إلى البيئة ، ويتعلق هذا الوصول بعدة عوامل نذكر منها :
- قدرة المبيد على البقاء ، حركة المبيد ، عمر المبيد أو المصير النهائي له.
بعد استخدام المبيدات تتعرض إلى الفقد على سطح التربة أو التسرب إلى المياه الجوفية ، ويعتمد في هذا وبشكل رئيس على قابلية المبيد للذوبان والامتصاص والعمر النصفي له حيث إن المبيدات ذات العمر النصفي الأطول يكون لها قدرة أكبر على الوصول إلى المياه السطحية أو الجوفية ، فيما نجد أن المبيدات التي لاتنحل أو التي لها درجة عالية من الامتصاص تميل إلى البقاء قرب سطح التربة وتكون بذلك عرضة للفقد السطحي ، وأن المبيدات ذات الدرجة العالية من الذوبان أو الانحلال والتي لها درجة امتصاص منخفضة تتصف بقدرة عالية على الرشح والتسرب من خلال التربة.
الأضرار المباشرة
أهم الأضرار المباشرة.. استعرضها الباحث الشنطبي بقوله:
- نستطيع القول مما سبق إنه إذا أصبحت المبيدات ضرورية حتمية للوقاية ومكافحة الآفات .. فالعديد من الأبحاث والدراسات تشير بأن المبيدات غير خالية من الآثار الجانبية فهي سلاح ذو حدين ، ومن أهم الأضرار المباشرة لها :
? الاخلال بالتوازن البيئي والقضاء على الاعداد الحيوية ، حيث إنها تؤثر على عدد كبير من الحشرات بما فيها المتطفلات والتي لها دور مهم في التوازن البيئي.
? التأثير على الحشرات النافعة اقتصادياً ويقصد بها النحل ، لأن معظم المبيدات ذات تأثير قوي على طرائف النحل.
? التأثير على الحيوانات البرية كالأرانب والطيور وكذلك على الأسماك ، عند رش المبيدات على المحاصيل الزراعية وبالتالي تسبب لها أضراراً مختلفة وبالتالي ينعكس ذلك على الإنسان الذي يتغذى عليها.
? ظهور السلالات المقاومة للمبيدات بسبب تعرض الآفة إلى مبيد معين بشكل متتابع.
سموم على البيئة
المهندس/ عبدالإله أحمد مرشد رئيس قسم الوقاية فرع الهيئة لأبحاث المرتفعات الجنوبية تعز /إب فكانت ورقته بعنوان «المبيدات الكيماوية سموم على البيئة والإنسان» وأهم ما فيها :
عرف الإنسان المواد السامة منذ أمد بعيد حيث استخرجها من مصادرها الطبيعية وكذلك من النباتات ، إلا أن تاريخ المبيدات الحديث بدأ من الأربعينيات حينما بدأ في استخدام ال D.D.T على نطاق تجاري واسع وكان أمل البشرية الذي تحقق ولكن سرعان ما انطفأ هذا الأمل.
إلا أنه كان الخطوة الأولى في طريق طويل نشط بعده العلماء وبدأوا في تحضير الأغراض من المركبات وظهرت مجاميع كيماوية أخرى.
(مجموعة الفوسفور العضوية ، المجموعة الكرباماتية ، مجموعة البيرثرويدات).
وبدأ التفكير الكيماوي ينتج العديد من المجاميع الأخرى التي تختلف في تركيبها وطريقة فعلها السام وتأثيرها إلا أن المبيدات سلاح ذو حدين حيث إنها تؤدي إلى الفتك بالآفة وهذا هو الهدف المرغوب ولكنها تؤدي إلى العديد من المشاكل إذا استخدمت استخداماً سيئاً ، ويمكننا حصر أهم المشاكل التي تحدثها المبيدات الكيماوية على البيئة كما يلي :
من المعروف أن البيئة عبارة عن نظام حيوي متزن ومن وجهة نظر الكيمياء الطبيعية فإن البيئة تمثل نظاماً مفتوحاً أي يؤثر ويتأثر بالمتغيرات التي تحدث له ومن حوله فأي مادة تقدم إلى هذا النظام لابد لها أن تتفاعل مع مكوناتها وتؤثر على هذه المكونات.
ولو نظرنا إلى البيئة المقصورة في مجال الزراعة نجد أن الأرض الزراعية خير مثال لها وهي الجزء الذي نعنى به حيث نجد أنها تتكون من أوجه المادة الثلاثة.
وبهذه النظرة السابقة إلى مكونات الأرض نجد أنها تمثل تمثيلاً دقيقاً البيئة الحية بكل مقاومتها تقديم المادة الكيماوية إلى الأرض الزراعية سواء كان هذا بالمعاملة الأرضية المباشرة بالكيماويات الأرضية (مبيدات اسمدة) أو يتم وصول المادة الكيماوية بصورة غير مباشرة عن طريق الرش على النباتات ثم تتساقط قطرات المادة إلى سطح التربة أو أن تصل هذه المواد إلى الأرض الزراعية عن طريق الري أو الغسيل للأرض عن طريق الأمطار .. فإن هذه المادة تتعرض إلى العديد من العمليات.
مكونات البيئة وتلوثها
وكان المهندس/ عبدالإله أحمد مرشد قد استعرض مشاكل متبقيات المبيدات في مكونات البيئة وتلويثها كما يلي :
نتيجة للتقدم الكبير في طرق التحليل الكمي والوضعي للتركيزات المنخفضة للغاية من المبيدات في نطاق السيكلوجرام والفاتوجرام.
يبين للإنسان لأول مرة مدى ثبات د.د.ت ونواتج تحلله وكذلك بقية المركبات الهيدروكربونية المكلورة .. وقد بدأ التعرف عليها في مناطق بعيدة عن مناطق استخدامها الأصلية وهذا الانتقال للمسافات البعيدة تفرزها كثير من المعلومات.
وبذلك نجد أن متبقيات هذه المبيدات يمكن أن تتواجد في مياه وفرع المحيطات وفي لحم وزيت كبد الحوت وأسماك التونة والطيور الجارحة وكائنات الحياة البرية وفي مياه الأمطار.
مبيدات اسماء تجارية
«المبيدات الكيماوية .. مالها وما عليها» عنوان ورقة قدمها أ.د.سعيد عبدالله باعنقود الأستاذ/ المحاضر بكلية ناصر للعلوم الزراعية جامعة عدن والمستشار بمركز العلوم والتكنولوجيا ذكر في مقدمتها :
أن المبيدات الكيماوية هي عبارة عن مواد كيماوية تستخدم في مكافحة الآفات التي قد تكون نباتية مثل الحشائش ، وقد تكون حيوانية مثل الحشرات والقوارض والخفافيش والنيماتود ، وقد تكون مسببات أمراض فطرية أو بكتيرية أو فيروسية أو فيتوبلازمية .. ومصطلح مبيدات الآفات pesticides هو تسمية عامة ويشمل أي مادة كيماوية عضوية أو غير عضوية تستخدم منفردة ، أو مخلوطة مع مواد أخرى ، بغرض منع أو إبعاد ، أو تقليل أو تثبيط ، أو الحد من انتشار ، أو قتل الآفة .. ونظراً للتفاوت الكبير في أنواع الآفات يوجد مثل هذا التباين الكبير أيضاً في التركيب الكيماوي للمبيدات.
ويوجد حالياً أكثر من (1200) نوع من المبيدات بأسماء تجارية مختلفة ، منها حوالي (450) مبيد حشائش وحوالي (350) مبيداً حشرياً وحوالي (400) مبيد فطري .. وتباع هذه المبيدات على صور مستحضرات مختلفة.
وتقدر مبيعات المبيدات بأكثر من 35 بليون دولار أمريكي.. الجدير بالذكر أن الدول النامية يصل استهلاكها من المبيدات إلى حوالي %26 من الاستهلاك العالمي ، بالرغم من أن المساحة المزروعة في هذه الدول تعادل 55 % من الأراضي المزروعة على مستوى العالم.
بينما تستهلك الدول الصناعية أكثر من %70 من هذه المبيدات.. وتعد مبيدات الحشائش الأكثر استهلاكاً في الدول الصناعية ، نظراً لقلة الأيدي العاملة للتعشيب . وأكثر المبيدات استخداماً في الدول النامية هي المبيدات الحشرية لأن معظمها يقع في مناطق ذات مناخ معتدل أو حار مما يشجع على انتشار الحشرات.
أما أكثر المحاصيل استهلاكاً للمبيدات فهي محاصيل الحبوب والرز (عوض وآخرون 1997).
وتستورد بلادنا ما يقارب من (3500-1000) طن من المبيدات سنوياً ، بما قيمته 120 إلى 128 بليون ريال يمني (الإدارة العامة للإحصاء الزراعي 2003م) .
هذا عدا ما تستلمه من هبات أو معونات من منظمات عالمية لمكافحة بعض الآفات المهاجرة كالجراد الصحراوي ، وما يدخل عبر التهريب.
وتعد محاصيل الخضار والفاكهة أكثر المحاصيل استهلاكاً للمبيدات ، غير أن القات بدأ يتقدم الصفوف في استهلاك المبيدات .. إذ يستهلك القات (?50-30 منها .. ،إذا قدرنا نسبة الاستهلاك مقارنة بدول الجوار أو غيرها من الدول الأخرى ، سنجد أن استهلاكنا ليس كثيراً.
وتمثل المبيدات المستوردة إلى اليمن منذ عام 2005-95م ، 164 مادة فعالة تنتمي إلى 1024 مبيداً ذات اسم تجاري مختلف.
تنظيم التداول
المهندس/ صادق علي عبدالوهاب الرميمة المستشار الفني لمكتب تطوير الزراعة اليمنية المحدود قدم ورقة عمل بعنوان «التشريعات التي تنظم تداول المبيدات للحفاظ على البيئة وصحة الإنسان والنبات» .. أشار فيها إلى أن لا أحد يضمن في كل الأوقات وفي كل المواقع حسن استخدام المبيدات هذه حقيقة علمية يتفق عليها الخبراء فسوء استخدام المبيدات احتمال وارد نتيجة للجهل بخصائصها وكيفية تداولها وإعدادها أو نتيجة للإهمال إذ إن نسبة كبيرة من العمال الزراعيين ومن المزارعين أصحاب الأراضي الزراعية في دول العالم الثالث بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص لا تعرف القراءة والكتابة.. والعجيب أن عبوات المبيدات تخرج من المصنع وعليها ملصقات إرشادية مكتوبة بخط غير واضح أو صغير جداً وخاصة للعبوات الصغيرة الحجم لا يستطيع أولاً أن ينظر إليها الغير أمي فكيف بالمزارع الأمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة.
وفي غياب أو نقص في خدمات الإرشاد الزراعي التي نقدمها والمفروض أن تُقدمها الجهات المختصة بالتعاون مع القطاع الخاص الذي أغرق الأسواق بالمبيدات الأصلية والتقليدية والمحظورة لمن يستخدمون هذه المبيدات ، وبهذا تكون النتيجة المباشرة لسوء استخدام المبيدات هي تلوث البيئة بمواد كيميائية.
على أي حال وحتى إن افترضنا وتوقعنا حسن الاستخدام للمبيدات فإن التلوث واقع لا محالة.
إذ إن الكمية المستخدمة من المبيدات لا تستهلك كلها في مقاومة الآفات الزراعية حيث يبقى جزء منها كامناً في البيئة المحيطة ، يضرب في كل اتجاه فيتسرب بجانب منه إلى المجاري المائية (قنوات ومصارف) ويتطاير بعض منه ، متخذاً هيئة غازية فيلوث الهواء، وثمة تقديرات تفيد بأن مايؤثر فعلاً في إماتة الحشرات والآفات الأخرى لايزيد على %1 فقط من كمية المبيدات المستخدمة وأن %99 منها يتسرب هنا وهناك في الأنظمة البيئية المختلفة.
تلوث البيئة
الباحث التربوي في شئون البيئة محمد عبدالملك الشجاع قدم ورقة عمل بعنوان «المبيدات الحشرية وتأثيرها على الإنسان في اليمن» تحدث فيها عن صناعة وإنتاج المبيدات الحشرية كسموم ذات تأثير ضار وخطير على الكائنات الحية التي أصبحت تنافس الإنسان في غذائه وممتلكاته وصحته إلا أن تعامل الإنسان مع البيئة يتنافى مع الحرص علىسلامتها.
مشيراً إلى أن كثيراً ما يتسبب في تلوث البيئة ومكوناتها بل والاضرار بالكائنات الحية .. لذلك تهدف هذه الدراسة إلى حماية الإنسان والحيوان والنبات من مخاطر المبيدات الحشرية والكيميائية التي يتعرض لها في الوسط الذي يعيش فيه وتوضيح ظاهرة تلوث البيئة بالمبيدات التي يتم أحياناً استخدامها عشوائياً، دون مراقبة علمية صحيحة وما يجب علينا جميعاً كباحثين ومتخصصين وجهات ذات علاقة إعادة النظر في كثير من أمور حياتنا من أجل الحفاظ على الأجيال القادمة والعيش في بيئة نظيفة خالية من التلوث الناتج عن المبيدات وغيرها ؟!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.