سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاستخدام العشوائي للمبيدات..خطر قاتل للبيئة والإنسان بحسب أخصائيين في الأبحاث الزراعية وأكاديميين في جامعة إب تنتشر في اليمن عشرات الأصناف من المبيدات السامة والمحظورة دولياً
في ظل الدور التنويري والريادي للجامعات أقامت جامعة إب ندوتها الثانية للبيئة للفترة من 20 21يناير 2010م تحت شعار“الحد من التلوث والحفاظ على البيئة” الندوة تناولت أوراقها العديد من المواضيع المهمة والمتعلقة بالبيئة باعتبار البيئة وضرورة الحفاظ عليها ينم عن وعي حضاري والتزام ديني وضرورة حياتية. قال تعالى{ ولاتفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين} المخلفات البلاستيكية كارثة بيئية وصحية في اليمن د. نبيل عبدالرقيب الحميري ركزت ورقته على أن المخلفات البلاستيكية تشكل مصدر خطورة بيئية وصحية كبيرة على الإنسان في ظل استمرار تزايد معدلات استخدامها وتصنيعها دون التقيد بالمعايير والضوابط البيئية؟ وتكمن خطورة المخلفات البلاستيكية في تركيبتها الكيميائية التي تحتوي على مواد الكربون والهيدروجين والكلور والنتروجين وغيرها.. وهذه التركيبة تجعلها غير قادرة على التحلل في التربة وتبقيها لفترات طويلة ما يجعلها خطرة على الإنسان وعلى الحياة البرية والبحرية على السواء. ويؤكد واقع الحال أن معدلات استهلاك الأسر لمنتجات البلاستيك في تصاعد مستمر وذلك لحفظ السلع والمنتجات بما في ذلك المواد الاستهلاكية والخضار, ومما يزيد من مشكلة المخلفات البلاستيكية استخدام الاكياس والعبوات البلاستيكية بشكل مفرط في المحلات التجارية والأسواق على نحو واسع في مختلف المدن وعادة ما تستخدم العبوات البلاستيكية لمدة واحدة ثم ترمى. النويدات المشعة في بعض الأغذية المحلية د.محمد حمود الزهيري . د. خالد المقطري. د. محمد نصر مرشد .د. عبدالعزيز بازهير يجمعون بأن هذه الدراسة تعد الأولى لتحديد تراكيز النويدات في الأغذية المنتجة وتهدف هذه الدراسة إلى معرفة تراكيز النويدات المشعة Cs-137 و K-40في بعض الأغذية المحلية من محافظة ذمار،الحديدة ،إب، لحج حصرت العينات للقياس, وتم قياس النشاط الاشعاعي لها بواسطة منظومة مطياف أشعة جاما.. أظهرت النتائج بأن أعلى تركيز للنظير137csكان في عينة البازلاء المأخوذة من محافظة لحج وأقل تركيز له كان في عينة القمح (2.5+0.2Bq/kG)والمأخوذة من محافظة ذمار. بينما كان أعلى تركيز للنظير40Kهو هو(1000+30Bq/Kg)في عينة البازلاء المأخوذة من محافظة الحديدة وبلغ(40.5+1.5Bq/Kg)ولوحظ من النتائج إمكانية الكشف عن40Kفي جميع العينات.. من خلال هذه الدراسة لم يتبين وجود تراكيز غير اعتيادية للنويدات المشعة في العينات المفحوصة , وعليه يمكن القول إن تراكيز النظائر المشعة في تلك الأغذية أقل مماهو مسموح به من قبل اللجنة الدولية للوقاية من الاشعاع ICRDلذا فإن هذه الاغذية تعد سليمة وآمنة للاستهلاك البشري من حيث التلوث الاشعاعي. المبيدات الكيماوية ومخاطرها د. يحيى الأوذن أستاذ الفسيولوجيا المساعد يرى أن المبيدات الكيميائية أحد ملوثات البيئة, وتستخدم تلك المبيدات في مكافحة الحشرات والآفات الزراعية بما فيها أشجار القات وكذلك المنازل وبالرغم من فعالية هذه المبيدات الكيميائية وميزاتها الاقتصادية فضررها على صحة الإنسان والحيوان كما أن هناك أجناساً جديدة من الحشرات مقاومة تظهر نتيجة معاملتها بالمبيدات مما يجعل المزارع يبحث عن مبيدات أفضل تقوم بالقضاء عليها نهائياً, هذا بالاضافة إلى إبادة الحشرات النافعة ومنها حشرات النحل.. كما تشكل تجارة المبيدات الزراعية الكيماوية مصدر أرباح هائلاً للشركات المصنعة إذ قدرت قيمة تجارة المبيدات الكيماوية عام 1996م بأكثر من 30مليار دولار أمريكي, أبرمت معظم صفقاتها في الدول النامية الفقيرة. أما أهم المجموعات الكيميائية التي ينتمي إليها أخطر المبيدات المستخدمة في اليمن فهي: مركبات فوسفورية عضوية, مركبات الكريمات, مركبات البيرثرويدات مركبات كلورية عضوية. وبالرغم من غياب الاحصائيات الدقيقة حول كميات المبيدات المستخدمة في اليمن بسبب عمليات التهريب وانعدام الرقابة الرسمية. إلا أن بعضها يقدر بأن هناك نحو 200طن من المبيدات تم تداولها في البلاد سنوياً بصورة غير شرعية أي عن طريق التهريب ومعظم أنواع هذه المبيدات حشرية. حيث إن معظمها شديد السمية وله أضرار كبيرة على البيئة. وقد أكدت الدراسات التي أجريت داخل اليمن وخارجه أن أوراق القات تحتوي على الأثر المتبقي من المبيدات أكثر من المسموح به على الخضار والفواكه وهذه بدورها تشكل خطراً كبيراً على المواطن اليمني وعلي بيئته ومن أخطر تلك الأمراض التي يصاب بها الإنسان السرطان. التلوث ببقايا المخلفات الصناعية د.أحمد نعمان الحكيمي سعى الدكتور الحكيمي من خلال ورقته إلى تعريف التلوث والوقوف على تقسيماته كون التلوث “هو إحداث تغير في البيئة التي تحيط بالكائنات الحية بفعل الإنسان وأنشطته اليومية مما يؤدي إلى ظهور بعض الموارد التي لاتتلاءم مع المكان الذي يعيش فيه الكائن الحي ويؤدي إلى اختلاله” بعدها تساءل الحكيمي عن السبب وراء التلوث ،ليقف على أن الإنسان هو السبب الرئيسي والأساسي في إحداث عملية التلوث في البيئة وظهور جميع الملوثات بأنواعها المختلفة.ممثلاً لها بالتالي: الإنسان , التوسع الصناعي, التقدم التكنولوجي، سوء استخدام الموارد، الانفجار السكاني. فالإنسان هو الذي يخترع، هوالذي يصنع, هو الذي يستخدم, وهو المكون الأساسي للسكان. ويشير إلى ثلاثة مستويات من مستويات التلوث. التلوث غير الخطر: هو المنتشر فوق سطح الكرة الأرضية ولا يخلو أي مكان فيها منه. التلوث الخطر: وهو التلوث الذي يظهر له آثار سلبية تؤثر على الإنسان وعلى البيئة التي يعيش فيها ويمكن أن نطلق عليها “التلوث الحرج”. التلوث الثالث والمدمر: هو التلوث الذي يحدث فيه انهيار للبيئة و للإنسان معاً ويقضي على كافة أشكال التوازن البيئي:تلوث الهواء , التلوث بالنفايات , التلوث البصري, تلوث الماء, التلوث السمعي, التلوث الغذائي. ملوثات التربة والنبات د.خالد علي الحكيمي: رئيس قسم الانتاج النباتي: خلص إلى أن تلوث التربة والنبات أحد أهم الملوثات البيئية المهمة التي تؤدي بشكل رئيس إلى تلوث الغذاء ومحور هذه المشاركة هو التعريف بملوثات التربة والنبات عموماً وفي محافظة إب على وجه الخصوص وهي المبيدات الزراعية واستخدامها العشوائي وغير الآمن, سوء استخدام الأسمدة الكيماوية, التلوث الحيوي, التلوث الاشعاعي, المخلفات السائلة والصلبة ,الأمطار الحمضية, كما تطرقت الورقة إلى الآثار الناتجة عن تلوث الغذاء والتربة. سلامة الغذاء د.قيس عبدالله نجيم: أشار إلى أن موضوع سلامة الغذاء يحتل جزءاً كبيراً من اهتمام الناس نتيجة لزيادة الوعي الغذائي, وبعد التقدم العلمي الكبير خلال القرن الحالي خاصة في مجال الإلمام بصحة الإنسان,ومعرفة الكثير من الأمراض التي تصيبه نتيجة تناول الغذاء الفاسد. بالإضافة إلى ذلك فقد شهدت البشرية خلال العقدين الماضيين تطوراً هائلاً في مجال إنتاج وتصنيع وحفظ وتداول المواد الغذائية نتيجة لازدياد عدد السكان والهجرة من الريف إلى المدن وزيادة حركة التجارة الدولية بين الاتفاقيات الدولية وعولمة التجارة, كذلك أدخلت أنواع جديدة من الصناعات الغذائية المتعلقة بالتموين في المدن الجامعية والمعسكرات والمستشفيات وتقديم الطعام في خطوط الطيران, كما انتشرت مطاعم الوجبات السريعة. وأغذية الشوارع وتغير الخط الاستهلاكي لكثير من المجتمعات. وقد دفع هذا التحول إلى البحث عن أفضل السبل لإطالة عمر المادة الغذائية باستعمال المواد الحافظة والمضافات الغذائية الأخرى للمحافظة على اللون والنكهة والقوام ودخلت تقنيات جديدة في طرق الحفظ والمعالجة للمادة الغذائية. مما خلق مشاكل جديدة ولم يقف الموضوع عند هذا الحد بل تعداه إلى مناطق الانتاج الزراعي والحيواني وزادت نسبة استعمال الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية والمضادات الحيوية والهرمونات والمركزات وزادت المخاوف بدرجة أكبر بعد التقدم الهائل في مجال انتاج الأغذية المعدلة وراثياً.. كما تشير الاحصائيات أيضاً إلى أن أكثر من 90 %من الأمراض السائدة الآن..هي أمراض غذائية بالدرجة الأولى وأن أكثر من 3ملايين شخص يموتون سنوياً في العالم نتيجة للأغذية الملوثة.. كما يعاني مئات الملايين من البشر خطورة الأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء. المبيدات الزراعية أ.علي محمد الحاج الصبري. أوضح بأن المبيدات تعتبر من أهم المدخلات الزراعية والأساسية في زيادة الانتاج الزراعي كماً ونوعاً وبدون استخدام المبيدات في مكافحة الآفات النباتية تتعرض المحاصيل الزراعية إلى خسائر تقدر قيمتها السنوية ب80بليون دولار سنوياً وكذلك تلعب المبيدات دوراً هاماً في مكافحة الصحة العامة والناقلة للأمراض الوبائية للإنسان والحيوان.. وبنفس الوقت تشكل المبيدات تهديداً دائماً لسلامة الإنسان والحيوان وتلوث البيئة من جراء الاستخدام العشوائي للمبيدات وتداولها. مضيفاً : إن أعداد المواد الفعالة تتزايد وبنفس الوقت كميات البيع التي ارتفعت من 8.1 مليارات دولار في عام 1972م إلى 25.2مليار دولار عام 1993م بل إن بعض المصادر تؤكد أن المبيعات وصلت إلى أكثر من 40مليار دولار عام2000م. ونظراً لهذا التوسع المهول في عالم المبيدات وارتفاع مبيعاتها والذي يزيد معه حجم الضرر أكثر لعدم القدرة على التعامل الايجابي مع هذا الكم من المبيدات عند حدوث “منع أو تقييد..الخ” أي مبيد ودون دراسة أو مراعاة لما قد ينعكس على ذلك من آثار سلبية في هذه الدول النامية قليلة المعامل والمختبرات وكذلك عدم توفر الوعي الكامل لمواجهة مثل تلك السلبيات.. الزراعة العضوية البديل الأفضل لإنتاج الغذاء الآمن وحماية البيئة من التلوث د. محمد علي الأشول د. عبده محمد سيف الحدي تناولت ورقتاهما قضايا تلوث الغذاء والبيئة “الهواء والماء والتربة” وما يترتب على ذلك من تأثيرات سلبية على صحة الإنسان والكائنات الأخرى ذات الفائدة له، وعدم استدامة الموارد الطبيعية مصدر قلق ومخاوف كثيرة أخذت تتزايد خلال العقدين الماضيين في الدول المتقدمة”الصناعية” والعالم ,تجاه المبيدات الكيماوية والبيطرية المختلفة المستخدمة في الانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني, وتجاه المواد المعدلة وراثياً وخصوصاً مع ظهور الأمراض الوبائية الفتاكة التي تكون مشتركة بين الحيوان والإنسان مثل مرض إنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها, بالإضافة إلى تزايد حالات الإصابة بالأمراض السرطانية في العالم. وتعتبر الزراعة البيئية “العضوية” هي البديل الأمثل للزراعة التقليدية في البلدان العربية لمواجهة تلك الأخطار والمخاوف التي تهدد البيئة والغذاء وصحة الإنسان.. ولكي يتحقق النجاح لنظام الزراعة البيئية على الواقع يجب أن تسن قوانين مناسبة لتنظيم الزراعة البيئية وحماية منتجاتها,وإيجاد استراتيجية تسويقية للمنتجات العضوية. الاهتمام والدعم للبحث العلمي الهادف إلى تطوير تقنيات هذا النظام, إضافة إلى ضرورة رفع مستوى الوعي لدى المهندسين والمرشدين الزراعيين والمزارعين والمسوقين والمستهلكين بأهمية هذا النظام وسلامة منتجاته .عن طريق التدريب والتأهيل لهم من قبل متخصصين في هذا المجال.