اكد مشاركون في ورشة العمل الخاصة باثر المبيدات على صحة الانسان والبيئة التي اختتمت اعمالها يوم أمس في رحاب جامعة تعز على أهمية أستخدام المبيدات المتخصصة والبدائل الامنة لمكافحة الآفات، والتشجيع على إقامة مراكز بحثية متخصصة بالهندسة البيئية لإيجاد مقاومة للآفات والتاكيد على قيام كافة الجهات ذات العلاقة بمسئولياتها في هذا الاطار. كما اوصى المشاركون على ضرورة إيجاد تشريعات وقوانين تحد من خطر المبيدات، مع التشديد على ضبط المبيدات المهربة ومطالبة القضاء بسرعة البث في القضايا الخاصة بالملوثات البيئية . وأوصى المشاركون بإتباع الأساليب الحديثة في استخدام المبيدات الحشرية، والتوجه نحو تطبيق الفعلي لمبداء المكافحة المتكاملة والرش الجزئي لمكافحة بعض الأفات الحشرية، والابتعاد عن المبيدات الحشرية واسعة الطيف، وأستخدام المصائد الفرمونية الجاذبة للحشرات المستهدفة والتوعية الإعلامية حول أهمية أتباع الطرق السليمة أثناء تداول واستخدام المبيدات الحشرية. كما شدد المشاركون على ضرورة تفعيل وتشغيل مختبرات الأثر المتبقي، ورفدها بالكادر العلمي المتخصص، وتوفير الميزانية التشغيلية اللازمة وتفعيل اللوائح والتشريعات المنظمة لمتبقيات المبيدات والتوجه نحو برامج المكافحة المتكاملة للآفات، وإنشاء معامل مكافحة حيوية متخصصة في المحافظات ودعمها بالكادر والإمكانيات اللازمة وتحفيز ودعم المزارعين الذين لا يستخدمون المبيدات وتعريف المستهلك بسلامة المواد الغذائية وإيقاف المبيدات ذات الطيف الواسع واستعمال الوسائل البديلة للمبيدات أقل ضرراً للبيئة والإنسان والحيوان. على الصعيد نفسه أعرب خبراء زراعيين وأكاديميون عن اندهاشهم الشديد إزاء ما أسموه تناقضا صارخا بين توجه الدولة بحظر الاستيراد العشوائي للمبيدات والسماح بتكوين نقابة خاصة بتجار المبيدات. وقال الدكتور محمد عبد الرحيم الزمير- استاذ أمراض النبات في جامعة صنعاء- في تصريح خاص ل"نبأ نيوز": أن هناك فوضى كبيرة في تجارة المبيدات في اليمن خرجت عن إطار السيطرة عليها، لافتا الى ان استخدام المبيدات يزداد بشكل كبير نتيجة للزيادة المستمرة في زراعة القات الذي يهدد مساحة التربة الصالحة للزراعة. وأشار إلى ان 70% من هذه المبيدات ترش على القات حيث يتم تناول هذه المادة بعد رشها مباشرة بالمبيدات ما ادى ويؤدي الى وفاة العديد من الاشخاص في السنوات الاخيرة . وأكد الزمير ان خطورة المبيدات اليوم أصبحت مشاهدة قياسا بعدد المرضى اليمنيين المصابين بالسرطان في اليمن مقارنة بدول اخرى في العالم فهناك سرطان اللثة والغدد اللمفاوية والقولون والمعدة والمري والحنجرة والبلعوم. وحذر الزمير من خطورة التوسع في زراعة شجرة القات لافتا الى ان هناك مناطق ما بين تعزوصنعاء لم تكن تعرف زراعة القات فاصبحت اليوم مغطاة بهذه الشجرة بل وقد يأتي يوم لن نجد مساحة نزرع فيها محاصيل اخرى غير القات، مشددا على ضرورة ان تكون وزارة الزراعة هي الجهة الوحيدة المخولة باستيراد المبيدات وان يكون لديها قدرة علمية في كيفية استخدامها ومحاصرتها حتى تكون هى الجهة المسئولة عن وصولها الى اهدافها الحقيقية واستخدامها في المحاصيل النافعة وليس استخدامها في القات كما هو حاصل حاليا. ودافع مندوب نقابة تجار المبيدات بتعز عن تجارة واستيراد المبيدات في اليمن، مبدياً في تصريح خاص ل"نبأ نيوز" استغرابه من عدم السماح باستيراد المبيدات والمتاجرة بها وحصرها في 83 نوعا فعالا. وضرب الحاج مثلا بدول الخليج التي تستورد مبيدات مختلفة ومتنوعة، معتبرا ن كل هذا الهجوم على المبيدات غير مبرر وان الشجرة بحاجة اليها مثل حاجة الانسان للادوية التي تستخدم لعلاج الأمراض. وتساءل: كيف يتم الدعوة الى زيادة محصول القمح في اليمن ومنع استيراد المبيدات المخصبة ؟ كيف سنضاعف من انتاج الفواكه والخضروات والحبوب دون استخدام المبيدات؟ وحمل الحاج خطورة المبيدات الى الاستخدام العشوائ فقط وليس المبيدات بحد ذاتها. وحول فكرة إنشاء نقابة خاصة بتجار المبيدات قال الحاج: ان نقابتنا هدفها مساعدة الوزارة في ضبط عمليات التهريب لهذه المبيدات او الذين يستوردون بطريقة غير رسمية عكس اعضاء نقابتهم الذين يستوردونها بطريقة رسمية وبأشراف وزارة الزراعة.