أستاذ قانون دولي: تغطية إعلامية إقليمية ودولية غير مسبوقة تدفع القضية الجنوبية للصدارة    لمواجهة "التهديد الروسي".. ألمانيا تقر مشتريات عسكرية ب59 مليار دولار    مبارزو الأمانة يحصدون ذهب بطولة منتخبات المحافظات وصنعاء وصيفا وتعز ثالثًا    المغرب ضد الأردن.. من يتوج بكأس العرب 2025؟    ضبط متهمين بقتل رجل وزوجته في شارع خولان (الأسماء)    بين الاعتزاز والانسلاخ: نداءُ الهوية في زمن التيه    طارق صالح وافق والعليمي لم يعترض.. أغلبية المجلس الرئاسي تؤيد تحرك حضرموت والمهرة    قتل خمس نساء في صنعاء وسحل امرأة وطفلها في مأرب: جرائم بلا تغطية إعلامية    بعد أن أُوصِدت في وجهه أبواب الإنصاف.. رجل أعمال يقرّر الرحيل إلى مرّان بصعدة    الصحفي والمقدم الإذاعي المتميز محمد السامعي    من بينها اليمن.. واشنطن توسع حظر السفر على مواطني دول إفريقية وآسيوية    اتحاد كرة القدم يعلن استكمال تحضيراته لانطلاق دوري الدرجة الثانية    تسعون يومًا... ولم ولن أنكسر    غوتيريش: المجتمع الدولي يقف مع يمنٍ موحدٍ ذي سيادة كاملة على أراضيه    أيها المؤرخ العلم: ما نسيناك !    بوادر أزمة غاز جديدة وقطاع قبلي في مأرب على ذمة أحداث حضرموت    هاشتاج #الجنوب_لا_تراجع يجتاح وسائل التواصل ويؤكد: إعلان استقلال دولة الجنوب خيار لا عودة عنه    الصين: نعارض أسلوب الترهيب الأحادي وندعم فنزويلا في حماية سيادتها    الرئيس المشاط يعزّي الشيخ عبدالله الرزامي في وفاة أخته    روائية يمنية تفوز بجائزة أدبية في مصر    وقفة احتجاجية في معهد العلوم الصحية بصعدة تنديدًا بجريمة الإساءة للمصحف الشريف    تفقد سير أعمال الترميم في جامع الجند التاريخي    الرئيس الزُبيدي يزور وزارة المياه والبيئة ويطّلع على المشاريع المنفذة لتعزيز الموارد المائية    ضبط زعيمة تهريب في المياه الاقليمية بقطاع خليج عدن    الخراز يكشف عن اختلاس مليشيا الحوثي ل 7 مليون دولار من التمويلات الدولية لليمن    تحت شعار "معًا لدعم المنتج المحلي".. صنعاء تحتضن اللقاء التشاوري الأول للصناعيين    صباح عدني ثقيل    عدن.. الشؤون الاجتماعية تفرض قيودًا جديدة على تأسيس وتسجيل منظمات المجتمع المدني    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    اليابان تقدم حزمة مساعدات إنسانية جديدة لليمن بقيمة 13.8 مليون دولار    بيان صادر عن الاتحادات النقابية والعمالية والإدارية، ومنظمات المجتمع المدني في الجنوب    اليمنية تفرض شروط جديدة على المسافرين بنظام الترانزيت إلى جيبوتي    أزمات خانقة تضرب المحافظات المحتلة: الغاز والوقود والرغيف تتزامن وسط انهيار الخدمات    الصحفي والقيادي الإعلامي الكبير محبوب علي    إنشاء أكبر بحيرة مائية في أمانة العاصمة    الماجستير بامتياز للباحث عبدالله صبرة من الاكاديمية اليمنية العليا بصنعاء    تتويج عثمان ديمبلي بجائزة الأفضل لعام 2025    الأرصاد: سحب منخفضة كثيفة على السواحل تمتد نحو المرتفعات    هامبتون تتوج بجائزة فيفا لافضل حارسة مرمى في العالم 2025    اوفالي تتوج بجائزة فيفا مارتا 2025 لأجمل هدف في كرة القدم النسائية    دوناروما الأفضل في العالم: جائزة تاريخية لحارس إيطاليا في 2025    الرئيس الزُبيدي يُعزّي جمال سرور في وفاة شقيقته    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بجامعة عدن ويؤكد دعمه لتطوير العملية التعليمية    صباح المسيح الدجال:    مشروع رحلة وعي: الإطار العربي المتكامل لسيكولوجية السفر    دراسة: الأطفال النباتيون أقصر قامة وأنحف من أقرانهم متناولي اللحوم    مأرب.. السلطة المحلية تكرم فريق نادي السد لكرة القدم بمناسبة الصعود لدوري الدرجة الثانية    وزارة الإعلام تكرم إعلاميات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات الناجمة عن الأمطار في المغرب الى 21 شخصا    تأكيداً على عظمة ومكانة المرأة المسلمة.. مسيرات نسائية كبرى إحياء لذكرى ميلاد فاطمة الزهراء    جوهرة الكون وسيدة الفطرة    شبوة.. حريق داخل مطار عتق الدولي    مرض الفشل الكلوي (32)    الصحفي والمراسل التلفزيوني المتألق أحمد الشلفي …    ست فواكه تقلل خطر الإصابة بأمراض الكلى    بدعم سعودي.. مشروع الاستجابة العاجلة لمكافحة الكوليرا يقدم خدماته ل 7,815 شخصا    الله جل وعلآ.. في خدمة حزب الإصلاح ضد خصومهم..!!    ضرب الخرافة بتوصيف علمي دقيق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أين الأغنية اليمنية من مأساة الحرب؟
نشر في المشهد اليمني يوم 22 - 02 - 2020

للفن دوره ومكانته المحورية في الحياة العامة، وهو خير من يعبّر عن تطلعات الشعوب في محنها وأزماتها، خصوصاً الأغنية الوطنية، التي لها مفعول السحر في نشر بواعث المحبة والسلم والتعايش وكبح جماح النفوس الأمارة بالعنف والفرقة والشتات.
وفي الحالة اليمنية اقترن كثير من الأعمال الغنائية بالحركات السياسية الوطنية، وكانت صنواناً لا يفترقان، بل إنّ الأغنية الوطنية خلال فترات معينة، كانت بمثابة الناطق المعتمد، ولسان حال الشعوب المُعبّرة عن تطلعاتهم وآمالهم في السلام والاستقلال والعيش الكريم.
تاريخ عريق
وعُرف عن الغناء اليمني عراقته الممتدة في جذور التأريخ في صورته التقليدية، إلا أن تاريخ الأغنية الوطنية في اليمن يعود إلى خمسينيات القرن الماضي بأعمال مشهورة تغنّت بحركة المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال البريطاني بالجنوب، ومن أبرزها: "برع يا استعمار" للفنان محمد محسن عطروش، و"أنا الشعب" للفنان محمد مرشد ناجي، وغيرهما من الأغاني التي يتذكّرها الشعب اليمني بشيءٍ من الفخر والاعتزاز.
ثنائية الثورة والأغنية
وبرز دور الأغنية الوطنية عقب ثورتي ال26 من سبتمبر (أيلول) 1962 في شمال اليمن، وثورة ال14 من أكتوبر (تشرين الأول) في جنوبه، وهو ما يفسّر ثنائية "الأغنية والنضال" كمتلازمتين لا يفترقان في جل ثورات التحرر العالمية.
وأسهم تأسيس فرقة موسيقية وطنية في عدن وأخرى بصنعاء، في تطوّر الأغنية الوطنية وانتشارها، علاوة على ما قدّمه أبرز الفنانين من أغانٍ وطنية خالدة، ومنهم علي بن علي الآنسي، وكرامة مرسال، وأحمد السنيدار، وحمود الحارثي، ومحمد سعد عبد الله، وعبد الرحمن الحداد، وأمل كعدل، وغيرهم، وظلت أعمالهم شاهدة في نفوس اليمنيين منذ عقود مضت.
غير أن تجربة الفنان أيوب طارش عبسي، مع الأغنية الوطنية، تكاد تكون هي الأغنى لحضوره البارز في التغنّي بالوطن، الأرض والإنسان، علاوة على كونه ملحناً ومؤدياً السلام الوطني للجمهورية اليمنية (رددي أيتها الدنيا نشيدي)، وظلت تلك الأعمال خالدة في وعي ووجدان اليمنيين، يرددونها مع كل مناسبة وطنية باستثناء الحرب الراهنة، التي تراجع فيها حضور هذا النوع من الأغاني ضمن اهتمامات الناس.
الشعر بلا غناء
واليوم، يتساءل الناس عن دور الأغنية الوطنية في مواجهة خطاب العنف ودواعي الطائفية والكراهية التي تؤجج تغذية أُوار الحرب في بلد ينهار أمام أعين أبنائه.
ومن وجهة نظره يقول الشاعر الغنائي محمود الحاج، "رغم اختفاء الأعمال الغنائية المعبّرة عن جراح ومآسي الحرب، فإن ثمة شعراً واكب المأساة أقرب إلى الغناء الحزين من دون مغنٍ، وهو تلخيص لغياب كثيرٍ من أساسيات حضور أعمال غنائية تدعو إلى السلام والحب، وفي مقدمتها غياب الإنتاج".
ويضيف، "قتامة المشهد والوضع الاقتصادي الصعب حجبا الكلمة المعبرة واللحن أن يصدحا عمّا يعبّر عن حاجات الناس، ذلك لأن صوت الرصاص هو الطاغ اليوم للأسف".
ويستدل الشاعر الحاج بمقطع من قصيدة غنائية له، جرى تأديتها إلا أنها لم تجد حظها من الانتشار الكافي: (جرح يضاف إلى الجراح... ودم يراق ويستباح... أو كلما قلنا عساها تنجلي... زاد النواح).
أغان تؤجج الكراهية!
يقول الصحافي الفني هارون عبده، "إن ثمة أعمالاً غنائية أُنتجت خلال الحرب، لكنها ظهرت مشبّعة بحالة الاستقطاب الحاد الذي تغذيه أطراف النزاع"، على حد وصفه.
وأضاف عبده، ل"اندبندنت عربية"، "وبدلاً من تبني هذه الأعمال لدعوات نبذ العنف والفرقة والشتات والكراهية، نجدها وقد ظهرت مؤججة له، عدا اليسير من الأغاني التي رغم قلتها، فإنها لم تنل قدرها الكافي من الانتشار، والسبب أن جميع وسائل الإعلام تقع تحت مقصلة الاستقطاب السياسي الذي تشهده البلاد على نحو غير مسبوق".
يا عالم يكفينا
وأخيراً أنتج عدد من الفنانين اليمنيين عملاً غنائياً مشتركاً (أوبريت) يحمل عنوان "يا عالم يكفينا"، شارك فيه عمار العزكي، ووليد الجيلاني، ومحمد عقيل، وآيات عمار، وعمار الشيخ، وجسّد الأوبريت مأساة الحرب والدعوة إلى وقفها والعيش بسلام.
يقول الفنان عمار محمد، المُشارك في العمل، إنه انطلاقاً من مسؤولية الفنانين تجاه بلدهم، "جاءت فكرة العمل الغنائي (يا عالم يكفينا) لنوصل صوت الشعب اليمني التواق إلى السلام والوئام والتعايش".
عوائق لا تنتهي
وتطرّق عمار إلى عدة عوائق، قال إنها "أسباب كافية لمنع بروز أعمال غنائية ذات قيمة عالية تستطيع مواجهة واقع اليمن اليوم، ومنها ظروف الحرب التي انعكست بشكل كبير على عملية إنتاج أعمال غنائية تواجه الحرب وتدعو بالمقابل إلى السلام، لأن مؤسسات الإنتاج توقفت والقنوات التلفزيونية أحجمت عن إنتاج أعمال جديدة، لأنها تفرّغت للجانب السياسي، بينما الفنان ليس بمقدوره فعل كل شيء منفرداً، وعملية الإنتاج مُكلفة، الأعمال بحاجة إلى كلمات جديدة، وألحان وتوزيع موسيقي، وتصوير وغيره، وعلاوة على ذلك انخفاض دخل الفنان مع توقف الرواتب وتوقف الأعمال".
بأعلى صوت... كفاية موت
يستدل الفنان عمار بأعمال غنائية أنتجتها الفرقة التابعة له أخيراً في محاولة لمواجهة الحرب والدعوة إلى إيقافها، ومنها أغنية "نحن أطفال اليمن" التي أدّاها 25 طفلاً، ويقول مطلعها: (إحنا أطفال... يا عالم حسوا فينا... لبسنا ثوب الحزن والموت ينادينا... نناديكم بأعلى صوت: كفاية حرب... كفاية موت).
إعلام غير متفاعل
ويتابع "إضافة إلى هذا العمل أنتجنا أغنية أخرى باسم (التعايش) رمزنا إليها بالألوان، غير أن القنوات التلفزيونية مع الأسف لم تقم ببثها، عدا قناة واحدة".
ورغم قتامة المشهد، فإن اليمنيين الذين يعشقون الغناء منذ الأزل ينتظرون أعمالاً غنائية تعبّر عمّا في نفوسهم التواقة إلى الحياة لتُسهم بلحنها وكلماتها في وقف سعير الحرب التي استهلكت من حياتهم الكثير.
المصدر: اندبندنت عربية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.