شوقية العطار * شوقية العطار2 مواضيع ذات صلة بغداد: بين عالمها الفني الجميل وسعيها الى تحقيق نجاحات فيه، والحنين الى بلدتها التي فارقتها منذ زمن بعيد، تترامى مشاعر الشوق عند الفنانة العراقية المغتربة شوقية العطار، راشة عطر السلام والمحبة على من حولها. اعربت الفنانة العراقية شوقية العطار عن سعادتها البالغة لمشاركتها الاوركسترا النمساوية في العمل السيمفوني الذي حمل عنوان (قداس للسلام) للمؤلف البريطاني (كارل جنكنز) الذي اقيم في النمسا، حيث قدمت مع الاوركسترا اغنية ضد الحروب واغنية دينية اخرى، مبدية سعادة اخرى بسفرها الى مدينتها البصرة (جنوبي العراق) بعد غياب عنها لمدة 33 عاما، ومشيرة الى انها ان كانت لا تستطيع وصف حالتها مع الاوركسترا فكيف تستطيع ان وصف مشاعرها وهي على الطريق الى مدينة ناسها وذكرياتها. وقالت الفنانة شوقية العطار ل (ايلاف): لم يخطر في بال المسؤولين والجمهور في مدينة (سانت يوهان) بمقاطعة سالزبورغ / النمسا ان يشاهدوا اوركسترا سيمفونية كل اعضائها من المقاطعة، هذا الانجاز الذي عمل على اتمامه الفنان العراقي المايسترو نديم خلف، حيث سعى جاهدا خلال سنتين من تجميع وتدريب 130 شخصا، موسيقيين ومنشدين (كورال)، شابات وشبانا، رجالا ونساء، ليقدموا العمل السيمفوني الكبير (قداس للسلام) للمؤلف البريطاني (كارل جنكنز) الذي يدعو الى السلام والتعايش بين الاديان، فقد وقف 650 شخصا، مساء الثامن من تشرين الاول / نوفمبر 2012، ليصفقوا طويلا الى الاوركسترا ومؤسسها وقائدها المايسترو نديم خلف، وعادوا مرة اخرى بعد ايام لتقديم الحفل ذاته ولكن في احدى الكنائس هناك، فكانت سعادتي لا توصف واضافت: شاركت في هذا العمل الجميل، حيث غنيت قطعتين غنائيتين الاولى اغنية (الهي ما اعظمك) بمرافقة الفنان الدكتور حميد البصري على العود، والثانية اغنية (طير الذهب) من كلمات الشاعر جاسم ولائي والحان الفنان الدكتور حميد البصري بمصاحبة الاوركسترا والكورال، وهي اغنية ضد الحرب، وقد كتب احد الصحفيين النمساويين قائلا: في هذا الزمن الصعب وهذه الحروب والصراعات يوجد فنانون يضيئون بصيصا من الامل لغد جديد للبشرية خال من هذه الحروب والصراعات المجنونة، وكذلك فقد غنيت الاغنيتين نفسيهما في الحفل الذي اقبم في كنيسة بعد ايام قليلة من الحفل الاول، وكان لمسرح الكنيسة رهبة وشعور اخر، غريب لكنه رائع، لان في الكنائس يغنون بدون (مايك)، والصدى به يكون جميلا. وتابعت: هناك بكيت وانا اشعر بكل تلك الحفاوة الكبيرة، كما انني فرحت كثيرا وقد شعرت انني زرعت وحصدت واني فخورة باولادي واحفادي، كنت اقول ان كل شي اريد من هذه الدنيا اين يكون هؤلاء الاحبة مفيدين االمجتمع، صحيح انني شعرت بالرهبة وانا اقف امام هذا الجمهور الكبير والناس من مختلف الاجناس على الرغم من انني ظهرت على مسارح كثيرة، ولكن الرهبة سرعان ما راحت وانا اشعر بوجود اولادي واحفادي الذين منحوني القوة والشجاعة، وربما لانني حساسة جدا وكأنني لحظتها دخلت حربا وليس كونسرتو، ولكن بصراحة لا يمكنني ان اصف شعوري لحظتها، كبتّ مشاعري جدا وامتلكت الجرأة في هذه المواجهة الساحرة الجميلة، وانا اتطلع الى الجمهور الضخم هناك، وبلتالي قررت ان انتصر لبلدي ولاولادي وللانسانية في نفسي وأقدم عصارة جهدي لانجح واترك بصمة عراقية هناك. واستطردت الفنانة شوقية قائلة: اشعر بالسعادة والرهبة معا وأنا اضع خطاي على الطريق الى مدينتي الحبيبة (البصرة) بعد غياب طيل جدا عنها استمر على مدى 33 عاما، ولا اعرف كيف اصف مشاعري، فكل شوق وحنين اليها. يذكر ان الفنانة شوقية العطار بدأت الغناء منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، حيث قدمت اغنيات انفرادية لأشهر مطربات ذلك الزمن، مثل ام كلثوم ووردة الجزائرية وغيرهما في العديد من الحفلات المدرسية في البصرة. وفي عام 1959 غنت أول لحن خاص بها من الحان الفنان حميد البصري تزوجها بعد ذلك بفترة قصيرة، وبوجودهما معا تدربت شوقية العطار على مختلف انواع الغناء العراقي والعربي، وفي عام 1969، قامت بدور البطولة في الاوبريت الشهير (بيادر خير) مع الفنان فؤاد سالم ومجموعة كبيرة من الفنانين البصريين، وتكررت التجربة في الاوبريت الثاني (المطرقة) عام 1970، وانتقلت عام 1971 مع عائلتها الى بغداد، فدخلت معهد الدراسات النغمية في بداية تأسيسه، لدراسة المقام العراقي وآلة القانون، لكنها لم تكمّل المعهد لكثرة التزاماتها الأسرية والوظيفية، لكنها استمرت بالتدريب على الغناء العراقي (المقامات وغيرها) مع زوجها حميد البصري، ثم صبحت عضوا في فرقة الانشاد العراقية التابعة للتلفزيون في بداية تأسيسها كمغنية انفرادية وجماعية، وقد اكتسبت من ذلك خبرة في غناء الموشحات، وفي في منتصف السبعينات، سجلت مع الفنان فؤاد سالم الأغنية الثنائية الشهيرة (يا عشقنا) من الحان الفنان حميد البصري والتي اشتهرت في العراق على كافة المستويات الفنية والاجتماعية والى حد الآن، وشاركت في تأسيس فرقة (جماعة تموز للأغنية الجديدة) عام 1976 مع اربعة فنانين، والتي قدمت أغان وطنية في حفلات جماهيرية كبيرة في بغداد وبعض المحافظات، نالت تلك الاغاني اعجاب كل من سمعها، لكن المسؤولين في النظام لم يسمحوا بتسجيل تلك الاغنيات في الاذاعة او التلفزيون لأسباب سياسية، وفي نهاية سبعينيات القرن الماضي، وبسبب الظروف السياسية، غادرت العراق مضطرة مع عائلتها الى اليمن الجنوبي وهناك، كانت عضوا في فرقة الطريق التي أسست امتدادا لفرقة (جماعة تموز للاغنية الجديدة)، فقدمت الفرقة حفلات غنائية في مختلف محافظات اليمن الجنوبي عام 1981، وذهبت مع فرقة الطريق الى لبنان، حيت قدمت العديد من الحفلات الجماهيرية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية في بيروت وللمقاتلين على خطوط النار مع العدو، وفي عام 1982 دعيت مع فرقة الطريق لتسجيل اغنياتها من قبل التلفزيون السوري وقد سجلت الفنانة اغنيات انفرادية وجماعية واغان شعبية عراقية بثت من الاذاعة والتلفزيون السوري لعشرات المرات ومن تلك الاغنيات اغنية (خيوه بنت الديرة) وغيرها، وفي عام 1983، قامت بدور البطولة في اوبريت (ابجدية البحر والثورة) في عدن باللهجة العامية اليمنية. وكانت قد سجلت العديد من الاغنيات الوطنية في اذاعة وتلفزيون اليمن، وفي عام 1985، انتقلت مع عائلتها الى سورية، وهناك غنت مع فرقة الطريق العشرات من الحفلات الجماهيرية في كافة المحافظات، اضافة الى الاستمرار بتسجيل الاغنيات للاذاعة والتلفزيون السوري، كما شاركت في مهرجان بُصرى بحضور اكثر من عشرين الف متفرج لأكثر من مرة، وفي عاام 1990، شاركت في اوبريت (زنوبيا) في دمشق، وشاركت عام 1995، في مسرحية (العربانة) تأليف الشاعر العراقي الكبير (مظفر النواب) غناءً وتمثيلا، وفي عام 1997، التحقت بزوجها حميد البصري في هولندا وهناك اعيد تشكيل فرقة الطريق باسم (فرقة البصري) التي اقتصر اعضاؤها على عائلتها، قدمت الفرقة العديد من الحفلات في مناطق مختلفة في هولندا، غنت فيها بشكل منفرد الالوان الغنائية العراقية (مقامات واطوار واغان شعبية) والالوان العربية (موشحات وقصائد وادوار)، وشاركت في مهرجانات موسيقية في المانيا، روسيا، السويد، الدانمارك، النمسا، فرنسا، بلجيكاوهولندا، بالاضافة الى الامارات العربية المتحدة و لبنان، مصر، سوريا، اليمن، ليبيا في السنوات السابقة، كما سجلت فقرات غنائية في العديد من المسلسلات التلفزيونية العربية التي بثت في عدد من الفضائيات العربية، لديها تسجيلات كثيرة ما زالت تبث من الإذاعة والتلفزيون في كل من العراق، سوريا، ليبيا واليمن.