أثبتت الأحداث أن استخدام العملات الإلكترونية "البيت كوين" في مناطق الحرب، أخطر من استخدام السيولة النقدية، خاصة عندما يستخدمها متمردون كما يحدث في اليمن. ويصعب على اليمنيين شراء البيت كوين، حيث تتجنب الشركات العالمية إجراء تعاملات في اليمن بسبب العقوبات الأميركية، والتي لا تعد شاملة بعكس الحال مع إيران، بحسب تقرير لموقع "كوين دسك". الطبيب اليمني حمزة الشرجبي، عمل في بلاده حتى 2012 ثم هاجر إلى الولاياتالمتحدة، حيث انخرط في مجال العملات الإلكترونية لوقت قصير، اتفق على أنه "شبه مستحيل" الحصول على إنترنت أو خط هاتف آمن في معظم أنحاء اليمن، وفي المدن الكبرى سيكون الأمر مكلفا وغير عملي. ويشير موقع كوين دسك إلى أن المتمردين الحوثيين يروجون لتبني العملات المشفرة، وليس فقط البيت كوين المقاومة للرقابة. ووفقا لتقرير صادر عن مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية في ديسمبر 2019، فإن ميليشا الحوثيين أصدرت تعليماتها للمدنيين في شمال اليمن للتعامل مع الفواتير الدولية باستخدام "كمية مساوية من الريالات الإلكترونية e-Rials"، وهي عملة إلكترونية طورها الحوثيون. حروب العملات المشفرة وأصبحت العملات المشفرة، حسبما يؤكد كوين دسك، سلاحا في الحرب الأهلية اليمنية. وسعى الحوثيون إلى تأسيس اقتصاد في البلاد لا يعتمد على البنوك المعادية لهم، وذلك من خلال إصدار العملة الرقمية، وقد وصل الأمر إلى حظر الحوثيين العملات الورقية المنية الجديدة، الصادرة عن البنك المركزي اليمنيجنوب البلاد والخاضع للحكومة الشرعية. وتؤكد شركة "ريوكوردد فيوتشر" للأمن السيبراني، أن عملات e-Rials الحوثية هي الأولى من نوعها، فمنذ عام 2017 والمجموعة تعمل في التنقيب عن العملات المشفرة غير المركزية. ومع ذلك، فإن بعض القادة العسكريين الإيرانيين يتطلعون إلى إنشاء أدوات لاستخدام عملة مشفرة للتغلب على العقوبات، وفقا لتقرير لمعهد بروكنيغز. وقد حاول الحوثيون في أبريل 2019 دفع الرواتب لبعض المؤسسات العامة التابعة لهم مثل شركة النفط اليمنية باستخدام عملة الريال الإلكتروني، إلا أن الموظفين رفضوا ذلك. بعد ذلك بتسعة أشهر، يشير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، تم استخدام e-Rials في دفع بعض الأمور المحدودة، مثل فواتير المياه والكهرباء وخدمات المحمول، لكن حتى الآن لا يوجد آلية لاستخدام هذه العملات في الأنشطة الاقتصادية اليومية. وقال أحد الباحثين بمركز صنعاء، إن الحوثيين قاموا بإجراء تجارب بالتعامل بالعملات الرقمية بسبب النقص في العملات الورقية لديهم. (الحرة)
