كشفت شبكة سكاي نيوز البريطانية في تقرير لها الوضع المأساوي الذي تعيشه مدينة عدن بشكل خاص واليمن بشكل عام جراء تفشي وباء كورونا في البلاد. وعنونت الشبكة البريطانية تقريرها بالقول: فيروس كورونا في طريقه لمحو اليمن من الخارطة العالمية. ونشرت الشبكة صوراً مفزعة للجنائز المتوالية في عدن والقبور المستجدة، مؤكدة بأن الوباء هو القشة التي ستكسر ظهر اليمنيين. نص التقرير قال رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لشبكة سكاي نيوز إن تأثير الفيروس التاجي كورونا كوفيد 19 على اليمن سيكون مدمراً بعد سنوات من الحرب الأهلية. وقال بويز ، متحدثا من العاصمة اليمنيةصنعاء ، إن عدد حالات كورونا المشتبه بها في البلاد يبدو أنه يتضاعف بسرعة ، في الوقت الذي اضطرت فيه وكالات المساعدة الدولية إلى تعليق العديد من برامجها الإغاثية. وقال بويز: "قد يكون الفيروس التاجي كورونا هو القشة التي ستكسر ظهر البعير في اليمن". وأضاف: "إن مكافحة هذا الوباء أمر صعب للغاية بالنسبة لسلطات الصحة العامة على الرغم من كل جهودها لتتبع انتشار الفيروس التاجي. ليس لدينا ما يكفي من محاليل الفحص". وتابع: "لقد تعرضت نصف المرافق الصحية في اليمن للتدمير بسبب خمس سنوات من الصراع. ويموت الناس لأسباب عديدة أخرى مثل حمى الضنك والملاريا والكوليرا". ويأتي تحذير الأممالمتحدة في الوقت الذي قامت فيه سكاي نيوز بتصوير لقطات في مدينة عدن الجنوبية تظهر العدد المتزايد للقبور التي يتم حفرها بشكل يومي لاستيعاب المزيد من الموتى. وهناك العديد من الأمراض المتوطنة بالفعل في اليمن ، وقد أدت سنوات من الحرب الأهلية إلى تشريد الملايين. وبات أكثر من 24 مليون يمني - 80٪ من السكان - بحاجة إلى المساعدة الإنسانية. تعد نصف المرافق الصحية في البلاد خارجة عن الخدمة كما أن ربع المناطق في البلاد لا يوجد بها أطباء. وقال السيد بويز "نحن نعلم أن المناعة لدى السكان منخفضة للغاية. نحن نتحدث هنا عن الأشخاص الذين ربما يأكلون مرة واحدة في اليوم. نحن نتحدث عن الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم". وتابع: "نحن نتحدث عن الأشخاص الذين فروا من منازلهم لأن منازلهم قصفت أو تدمرت وبالتالي ليس لديهم أي مصدر للرزق." إن القيود الدولية المفروضة بسبب الفيروس التاجي حالت دون السفر إلى اليمن لرؤية الوضع مباشرة. ولكن بالاعتماد على شبكة من المصورين المحليين وشهادات من وكالات المساعدة المحلية والدولية على حد سواء ، فقد كونت شبكة سكاي نيوز صورة للوضع. الأزمة في مدينة عدن الجنوبية ماثلة للعيان في مقبرة الرضوان. قمنا بالتصوير هناك بينما كان السكان يحفرون القبور ويدخلون الجثث فيها. في الأسبوع الماضي وحده ، في هذه المدينة ، توفي حوالي 500 شخص بأعراض تشبه أعراض كورونا بحسب سجل المدينة. إنه رقم يمثل طفرة كبيرة. لا يمكن أن تكون أعداد وأسباب الوفاة دقيقة في هذا المكان الفوضوي ، لكن من الواضح أنه في خلال ما يزيد قليلاً عن أسبوعين ، انتقل الوضع في اليمن من صفر حالة إلى مئات الحالات. وقال فضل قائد أحمد ، الذي يدير المقبرة ، "لا أحد يعرف ما هو المرض بالضبط". وقال "في بعض الأحيان يقولون إنه الطاعون ، وفي أحيان أخرى الشيكونغونيا (المكرفس) أو الملاريا. نحن لا نعرف ما هو الحاصل ولا يوجد متخصصون لتأكيد ما هو المرض". تحسبًا للأيام المقبلة ، تم حفر المزيد من القبور الفارغة بانتظار الوفيات القادمة. واضاف " نرى الآن جنازة في طريقنا. هذه هي الجنازة الخامسة بعد ظهر اليوم بينما دفنّا سبع جثث هذا الصباح." هناك حالة يأس عامة. من بين عشرات الأشخاص الذين يساعدون في تسليم الجثث إلى المقبرة ودفنهم ، لا أحد يرتدي أي ملابس واقية أو قناع.
