هل كنا نعتقد أن القدس قضية العرب الأولى المصيرية والموضوع الإنساني الأبلغ حتى جاءت الإمارات بكل تاريخها المشبوه والملطخ بالأقذار والجرائم والخيانات وقالت لنا أمرا آخر قصدقناه ؟! كيف يمكن الثقة بما سميناه يوما الوعي الجمعي والضمير الإنساني العابر وقد بدأ لنا اليوم في أوضح قضية وأنضج مبدأ مترهلا ومتآكلا إلى مستوى يقبل معه الجدل حول نسبية ومصداقية أشهر قضية حقوقية في التاريخ؟! هل احتجنا لكوارث وحروب في بلداننا لنتخلى عن واجباتتا الأخلاقية تجاه قضايا الآخرين التي ما هي إلا دفاعا وموقفا من قضايانا الخاصة قبل كل شيء، والشيء بالشيء يقاس . وهل يمكن أن نقبل بتمكين الصهاينة وأدواتهم من تحقيق هذا الهدف وإنجاح تلك الاستراتيجية التي تعمدوا فيها اختلاق الفوضى والتآمر على الشعوب وتمزيق المجتمعات عبر دعم الثورات المضادة والجماعات الإرهابية حتى يصلوا في نهاية المطاف إلى هذه النتيجة من القدرة على اختراق وعي الشعوب وتفكيك مكامن قوتها وتلويث ضمائرها وتغيير مبادئها الصلبة بكل سهولة وهيافة؟! كيف سيكون موقفنا لو صرحت دولة في أقصى الشرق أو الغرب أن أرض اليمن حق للإماراتيين لأن قوات الإمارات استطاعت فرض أمر واقع بالقوة والعنف والاضطهاد والقمع وشراء بعض الذمم واللعب على وتر الخلافات والتناقضات والمظالم؟ العقلية الجعفرية ستودي بنا إلى الهاوية يا شباب يجب علينا أن نستمر متماسكين وحقيقيين في هذه اللحظة التاريخية تحديدا لأنها ستحدد ما بعدها إما نحن أو أعداؤنا ولا يمكن لك أيها اليمني أن تقول إن أي مغتصب لأرض غيره ليس عدوك لأنك لا زلت تعاني من تجربة مريرة تصارع وجودها. لن تعود أرضنا لنا ولن نطرد الاحتلال الإماراتي ولن نتخلص من الكهنوت السلالي - وكلاهما مغتَصِبَيِن لأرضنا - إذا تراجع موقفنا تجاه القضية الفلسطينية ونجحت الصهيونية في تحالفها مع الإماراتيين؛ لأن فرض التطبيع والتحالف الاستراتيجي بينهما يعني تمكين الإمارات من رقاب الشعوب العربية وترسيخ نفوذها في المناطق التي تحتلها اليوم في اليمن وغيرها من المجالات الحيوية ومناطق النفوذ الجيوسياسية الاستراتيجية.