في بلد تضربه الحروب من كل جانب وتصول فيه جيوش استعمارية عديدة العقائد واللغات وأمام شعب منقسم على نفسه رأسيا وأفقيا وحصار شامل يدخل عامه السابع فإن تشكيل حكومة هو خبر جيد للغاية بصرف النظر عن التفاصيل. في 2014 عندما كان حوار موفمبيك أضحوكة كتبت مقالة لا أزال أتذكر مطلعها: إذا لم يذهب اليمنيون إلى موفمبيك فسوف يذهبون إلى الحرب. الحقيقة أن "ربعنا" ذهبوا إلى موفمبيك والحرب في الوقت نفسه كما ذهبوا قبلا إلى الوحده والحرب معا وهاهم يشكلون حكومة وسيتحاربون غدا ِ... وبرغم كل ذلك فإن خبر تشكيل الحكومة أمر يبعث السرور على أمل أن نصحو صباح الغد ولا نجد الطريق إلى الحرب. .أما اليمن الحوثي حيث يعيش 70% من الشعب فهو يسبح في عالمه الأخضر مستريحا إلى مصيره الهاشمي الهادئ كما لو أن أغلى الأمنيات ستتمثل في صيغة شبه مستحيلة تدمج اليمنين معا يمن "فارس في مشيته" ويمن السائلة على طريقة هونغ كونغ- بكين: دولة واحدة بنظامين One country / two systems على أن تعطي تلك الصيغة الهاشميين الحق في فرض تصورهم الإلهي للدولة شمالا وتمنح الجمهوريين الحق في ممارسة الحكم من خلال النقاش, أو ما يسمى بالديموقراطيةِ, جنوبا وشرقا. إذا نجونا فإن بلدنا ستصفو على فريقين: الهاشميين وسواهم. وإذا واصلنا السباحة فإن "سواهم" ستصبح أكثر وضوحا وقد تأخذ شكل شعب في نهاية المطاف, كما هو الشعب الهاشمي الواضح والمتجانس والمقاتل. نسيت أن أخبركم أن استعمال كلمة الهاشميين في الكتابة مسألة تستفز أولئك الذين جلسوا يفكرون لأجل البشرية غير آبهين بمصائرهم الفردية البائسة. طريق السلامة يا حكومة عبد الملك و الله معاك يا هوانا يا مفارقنا حكم الهوى يا هوانا واتفارقنا يا اهل السهر يا الي نطرونا بكره اذا انذكروا العشاق ظلوا اتذكروونا. م.غ.
