حادثة هزت قرية (المسبّح) بعزلةِ شمسان التابعة لمديرية المحابشة، محافظة حجة، لفتاة يتيمة الأب، بالغة من العمر15عاما والتي تم تزويجها بالإكراه في الثالثة عشر من عمرها من إبن عمها(زواج الشغار)،(البدل)، رغم صغر سنها على مسئولية الزواج إلا أنها واجهت أسوأ تعامل من أسرة زوجها.. وزوجها الذي هو ابن عمها تركها تتجرع المعاناة بمفردها وغادر إلى الجبهة، وبعد غيابٍ عاد إليها فقالت له:" إذا تركتني هنا وللإهانة سأشرب السم". ولم يكترث زوجها لوعيدها وتهديدها، فما كان منها إلا أن شربته أمامه وهو يضحك ولم يحرك ساكنا، ولم يكلف نفسه حتى إسعافها لأقرب مرفقٍ صحي وبعد 24ساعة من تجرعها للسم ذهب زوجها ليخبر والدتها أنها شربت السم، ولم تجد تلك الأم الأرملة المغلوبة على أمرها وقلة حيلتها وفقرها المدقع سوى الصراخ على فلذة كبدها وعلى من فرّط بالأمانة يوم أن وضع بصمته على عقدٍ خانه بأعصابٍ باردة، فقال لها ذلك الزوج بكل جلافةٍ:"خذي ابنتكِ من بيتي فأنا لا أريدها". ووسط صراخ وعويل والدتها وأشقائها الذين رفض أن يصغي لاستنجادهم أصحاب السيارات لإسعاف شقيقتهم لا لشيء، سوى أنهم فقراء لا يملكون المال، رق لحالهم فاعل خير وقام بإسعافها إلى المستشفى السعودي بمدينةِ حجة وبمجرد دخولها المستشفى فارقتِ الحياة. عادوا بتلك الجثة الهامدة إلى قريتها، فلم يكلف نفسه ذلك الزوج المجاهد بالنظر إلى وجهها، أو تشييعها إلى قبرها، وكأنها لا تعنيه. تجرعت وعانت ولم ينقذ حياتها من حولها لأنها نتيجة زواج (البدل) فإذا ذهبت بيت والدها من جحيم معاملة أهله أخذ عمها زوجة أخيها حتى يتم إرجاعها بالإكراه، فما كان منها إلا أن أتخذت طريقا مختصرا ينهي معاناتها. طبعا القصة وصلتني عبر الخاص كمعلومات، وتم صياغتها صحفيا لتنقل صورة من صور الظلم الذي تتعرض له الفتيات في القرى والأرياف ولا يوجد قانون يحميهن من مجتمعاتهن حتى وإن كانوا أقرب الناس إليهن. واستمرار عادة قبيحة وهي زواج (الشغار)،(البدل) الذي نهى عنه ديننا لما له من تبعات سيئة، ناهيك عن تزويجهن بأعمارٍ مبكرة. صورة بدون تحية للقوانين غير المفعلة في بلدنا العزيز. * من صفحتها بالفيسبوك