مليون ريال سعودي عدا ونقدا ، اي ما يعادل اكثر من 200 مليون ريال يمني ضاعت هباء منثورا ، بعد ان وقع المغتربين في الفخ واشتعلت فيهم العاطفة الجياشة والحماسة الزائدة، فدفعوا هذا المبلع الهائل ، الذي لو كانت وزع على مجموعة من الاسر اليمنية الفقيرة التي تعاني شظف العيش في الداخل لكفتهم العيش سنة كامة دون حاجة لأحد. اتصل بي أخي وصديقي الدكتور نوري الوائلي الذي يعيش في أمريكا ، وهو شاعر عراقي عظيم يكتب اشعار تبكي الطيور ، ولو كان المتنبي حيا لتنازل له عن عرشه ، كان الشاعر العراقي في غاية الانفعال وهو يسألني ، ألستم انتم من وصفكم الرسول بالايمان والحكمة ، الستم انتم من منحكم خير خلق الله اعلى وسام ، فقال عليه الصلاة والسلام " جاؤوكم اهل اليمن ، هم ارق قلوبا والين افئدة، الايمان يمان والحكمة يمانية " اين ضاعت الحكمة منكم ، ام ان حر الرياض افقدكم صوابكم. طلبت منه ان يهدأ ويحدثني ما الامر ، فوجدته يحدثني عن السفه والطيش الذي قام به مغتربون يمنيون في السعودية ، بسبب التحدي على التطبيق الشهير "التيك توك" بين مغترب يمني ومواطن سعودي ، ودفع أبناء اليمن الذين تركون ارضهم واهلهم لتجميع بعض المال الذي يعينهم ويعين عائلاتهم مبالغ كبيرة لانجاح اليمني في التحدي يدعى "يحيي مجلي" ، وقال إحصائية التيك توك في التحدي كشفت ان المغتربين اليمنيين الداعمين للمتحدي اليمني "يحيى مجلي" انفقوا 10 مليون نقطة في ساعة فقط بما يعادل مليون ريال سعودي حتى يتمكن من هزيمة المواطن السعودي. غضب مني حين ضحكت ، فقلت له ان شر البلية ما يضحك، وقلت له أيضا ، أيها الشاعر العظيم ، هذا شيء مؤسف ومؤلم ونوع من السفه خاصة مع اوضاعنا في الداخل وانتشار الفقر والانتحار والقتل ، فالفقر كافر لا يرحم ، لكني اكدت له ان هناك استياء واسع من كافة الاطياف اليمنية من هذا التصرف الارعن الذي لا ينم عن عقل ولا حكمة. واختتمت حديثي مع صديقي واخي شاعرنا العظيم نوري الوائلي بالقول، ان هذا نوع من الحماس اليمني ، فنحن شعب يحمل سيل من العاطفة الجياشة التي قد توردنا موارد الهلاك أحيانا ، لكن لعل ما يخفف من حدة الألم والوجع من هذا العمل السخيف ان احد اليمنيين نال جزء وافر من ذلك المبلغ ، ثم ان هؤلاء السخفاء لا يمثلون كل اليمنيين ، ففي كل بيت كما يقولون" حمام" اكرمنكم الله .