مقالات عبدالخالق عطشان بالنظر إلى الفترة السابقة ومذ تسليم صنعاء للحوثيين وبدعم إقليمي وإشراف أممي ومباركة دولية ، فإن أدنى الناس عقلا وتفكيرا، يدرك أن أي مبادرة إنسانية تخرج من المناطق المحتلة فإنها لا تحمل صفة الذاتية ولا التصرف الفردي ، وإنما هي بإشراف وتنسيق إن لم يكن في الأصل بدفع وإيعاز من الحوث يين في الوقت والزمان الذي تريده الجماعة وللمصلحة التي تقدرها وتراها مناسبة لتوجهها وتحقيق أهدافها. حينما فشلت مفرقعات الجماعة في البحر الأحمر، فلا هي حررت غزة ولا أماتت إس رائيل ولا استطاعت أن تقنع من يقعون تحت استبدادها بأنها تنصر الإسلام إلا عقولا أضلها باريها ، وحين عرتها الهدنه وكشفت زيف شعاراتها وفسادا مهولا لسلالتها تَوزع بين النهب وتقاسم المصالح والإيرادات وظهور شركات تجارية متعددة بين عشيةٍ وضحاها تملك رؤوس أموالٍ ماكانت لتملكها في وضع كما تسميه الجماعة (عطوان وحصار وحرب) ،وحين نزلت قرارات البنك الرئيسي ( عدن) على رأس الحوث يين بنقل مقرات البنوك الرئيسية إلى عدن وإنشاء الشبكة المالية الموحدة وقرار سحب العملة القديمة واستبدالها بالعملة الجديدة والرسمية ، كل ذلك دفع الجماعة الحوثية أن تسُوق مبادرة السلام لفتح الطرق التي اغلقته الجماعة نفسها. لم تكن مبادرة فتح الطريق المفتوحة أصلا من جانب الشرعية إلا مبادرة رسمية من قبل الشرعية وأعلن عنها نائب رئيس مجلس القيادة اللواء العرادة ، ولمن لايحمل ذاكرة مثقوبة فلعله يتذكر حين المطالبات بفتح طريق الحوبان فقد ذهب الحوثيون كعادتهم في المغالطات لشق طرق فرعية لا فائدة منها هناك ، وحين دعا اللواء العرادة لفتح الطريق الرسمي والحيوي مأرب الفرضة صنعاء ذهبت المليشيا بمبادرة لفتح الطريق الفرعي والشاق مأرب صرواح صنعاء ، وحين وقَع الحوثيون بين مطرقة المطالب الشعبية وسندان الإحراج من قبل قيادة الدولة لجأت للدفع بموكب السلام وفتح طريق صنعاءالبيضاءمأرب والذي قطعه الح وثيون أصلا حين سيطرتهم على منطقة الجوبة وتصل مدته إلى 14 ساعة مقارنة بخط مأرب الفرضة والذي لا يتجاوز ساعتين. بالتزامن مع حدث فتح الطرق التي قطعها الحوثيون فقد فُتِح طريق صنعاءمكة وعبر مطار صنعاء لبعض رموز الجماعة الحوثية للعام الثاني على التوالي لأداء فريضة الحج ، وذلك بعد طلبات استعطاف من الجماعة للملكة وبعد تناحرٍ بين رموز السلالة أيُّهم يحظى بالطواف والوقوف أمام ممثل ولي العهد وصولا إلى رميهم ببعض العطايا والمزايا والمكرمات ، مع تداول مقطع فيديو يوضح جانبا من الطقوس الإمامية في البيت الحرام ذهب البعض لينكر على الح وثيين أنهم يتنكرون لآداب الضيافة ويجحدون كرم المَضيف ، والحقيقة أن الح وثيين لا يعرفون أدبا ولا يعترفون بشرعٍ ولاعرفٍ ولا إنسانية ، وما كان لنفرٍ من الح وثيين أن يلامس جدار الكعبة ويُعلن - وبِعددٍ محدود وصوت لايتجاوز ذلك النفر - البراءة من الله ورسوله والمسلمين ويتولى من أمَرَتهم إيران بتوليه إلا بعلم وإشراف من السلطات !! فمتى أصبح الحوثيون يملكون الجرأة والشجاعة على مخالفة نظام المملكة ويتعدون سورها الأمني والذي يحيط بهم في كل أرجاء المشاعر المقدسة ؟؟ تؤكد المعطيات والتي أفرزتها أحداث عشر سنوات من السطو الحوثي المسلح على أن الجماعة تبحث عن استحقاقات سياسية في التسوية السياسية المؤجلة ،تحفظ لها ما نهبته من حقوق عامة وخاصة ،وإن لم يكن ذلك فمزيدا من المراوغة لكسب بعض من الوقت وتأجيلِ لحظة زوالها فما كان لجماعة تقوم على الخرافة والدماء إلا سرعة الفناء. * الحوثي * اليمن * مكة * السعودية * صنعاء * عدن 1. 2. 3. 4. 5.