تزايدت شكوك تتحدث عن عدم استبعاد تدبير الحوثيين تعريض الصحفي الاستقصائي " محمد العبسي " الذي توفي في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء ما قيل أنه بسبب نوبة قلبية مفاجئة . واستدل صحفيون وزملاء على تلك الشكوك بمحادثات سابقة كان يتحدث فيها الصجفي " العبسي " عن تعرضه لضغوطات من الحوثيين إضافة إلى مداهمات متكررة لمنزله في العاصمة صنعاء . وكان الصحفي " العبسي " يعمل في مجال الصحافة الاستقصائية وكشف قضايا الفساد في سلك المؤسسات الحكومية . يقول الصحفي " همدان العليي " ترددت كثيرا قبل نشر هذه المحادثة التي دارت بيني وبين صديقي الصحفي محمد العبسي -رحمة الله عليه- والذي قيل بأنه توفي إثر تعرضه لسكتة قلبية مفاجئة..! عندما سمعت خبر وفاته، تذكرت محادثاتي معه، وتسلل الشك إلى قلبي، فلربما قُتل ولم يمت بسكتة قلبية كما يشاع. ويشير في تعليقه على خبر وفاة الزميل " العبسي " مع ذلك، ما كنت أريد أن يظهر بأني أستغل موت صديقي من أجل ادانة طرف بعينه نختلف معه جذريا وتضررنا منه كثيرا، مع أن هذا الطرف قد ارتكب أبشع الجرائم وأقبحها في حق اليمنيين وأن يقوم بقتل صحفي عن طريق السم فهذا أبسط ما يمكن أن يفعله. وأوضح أن مادفعه لنشر تلك المحادثات هو نشر المتحدث باسم الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني " علي البخيتي " لمحادثات بينه وبين العبسي . وقال " العليي " أمّا وقد نشر علي البخيتي محادثات بينه وبين المرحوم تثبت بوجود خلاف حقيقي بينه وبين قيادات حوثية وبناء على ذلك قامت نقابة الصحفيين بايقاف مراسم دفن الزميل محمد العبسي وطالبت بالتحقيق في وفاته؛ فأنا مضطر لنشر هذه المحادثة التي دارت بيني وبين المرحوم قبل أشهر. يسرد " العليي " قائلاً " أخبرني محمد العبسي في ذلك اليوم بأن الحوثيين يشنوا عليه حملة تحريض، واتهموه بأنه ينظم اجتماعات ل "الدواعش". وتابع قائلاً " أشار العبسي في حديثه معي إلى أنه يضطر كثيرا للصمت وعدم التصعيد حرصا على حياته. من جانبه يقول الصحفي " غمدان اليوسفي " بأن علامات السم ظهرت على وجه الصحفي محمد العبسي، بالاضافة إلى دخول ابن عمه العناية المركزة بعدأن تناولا العشاء معا مساء أمس",وبناء على ذلك، كان لا بد من نشر المحادثة من أجل كشف الحقيقة للناس. وبالعودة إلى كلام " العليي " الذي قال " أنه لا يصح أن تُستغل مثل هذه المراسلات الشخصية في المناكفات السياسية , لكن، وبعد كل ما سبق، من حق العبسي علينا أن نعمل على كشف الحقيقة وتعريف الناس بمن قتله إن كان قد قُتل فعلا. ويشدد " يجب أن نحرص على كشف ما حدث بالضبط وفي النهاية تشريح الجثة من جهة محايده كفيل بكشف الحقيقة. واختتم قائلاً " الذي يعُدم المدنيين بدم بارد، ويتاجر بالمخدرات، ويفجر المنازل، وينهب قوت الجياع، ويعذب الصحفيين حتى الموت، ويضعهم كدروع بشرية، لن يتردد في تسميم صحفي كان يقوم بجمع ملفات فساد مهولة في القطاع النفطي ليقوم بنشرها في الوقت المناسب. ويروي صحفي مقرب من " العبسي " ل " المشهد اليمني " أنه كان بينهما محادثات وكان " العبسي " يحدثه دائماً بأن الحوثيين يتربصون به مضيفاً " إذا حدث لي أي مكروه لاقدر الله فالحوثيين وراء ذلك " وأجّلت أسرة الزميل الصحفي محمد عبده العبسي، موعد دفنه إلى حين آخر، وتقدمت مع نقابة الصحفيين اليمنيين ببلاغ إلى النائب العام بتشريح الجثة. وكان من المقرر أن يصلى عليه ظهر اليوم الأربعاء في مسجد الخير بشارع تونس ,ويوارى الثرى في مقبرة النعيم قرب المعهد الوطني بشارع العدل وسط العاصمة صنعاء. وبحسب أحد أقارب الصحفي العبسي ، فإن شبهات جنائية ظهرت حول وفاته المفاجئة، والتي قيل إنها سكتة قلبية. وينشر " المشهد اليمني " نص الرسائل التي نشرها " همدان العليي " .