لم يحظَ رئيس يمني عبر التاريخ بما حظي به الرئيس هادي إبان توليه السلطة من: (إجماع إقليمي وعربي ودولي تأييد شعبي واسع شمل مختلف ألوان الطيف السياسي اليمني الجيش والمؤسسة العسكرية والأمنية). إلا أن الفشل الذريع لهادي في إدارة البلاد ومعه كل ذلك، إضافةً إلى فشل الأطراف والقائمين على العملية السياسية في البلد، هو ما أوصل الأمور في البلاد إلى هذه الدرجة الكبيرة من السوء والتعقيد.
يجب أن نتذكر أن هادي حين تسلم السلطة كان الحوثيون لا يزالون في صعدة فقط، وربما لم يكونوا يطمعون أو يفكرون بالتمدد والتوسع لولا ذلك الفشل الذي ترك كل الأمور مفتوحة على مصراعيها، ويجب أن نتذكر كل الأحداث التي توالت منذ أن تسلم هادي السلطة والتي أكدت، بوضوح، أمراً واحداً هو فشل هادي في إدارة البلاد.
كان الشعب اليمني كله مع هادي، أملاً في انحياز هادي لصفه ولو لمرة واحدة في مواجهة القوى المتسلطة في البلاد، إلا أن ذلك لم يحصل، وما حصل هو انخراط هادي في حسابات أخرى لا علاقة لها بمصلحة البلاد ولا بمصلحة الشعب اليمني. ومن لم ينجح وبيده كل ذلك، لا يمكن أن ينجح تحت أي ظرف آخر.
ولذلك، فإن الرهان على هادي هو رهان خاسر بامتياز مهما كان هذا الرهان مدعوماً بتحالف أجنبي لاستهداف البلاد عسكرياً، ولا داعي للمزايدة والكلام الفارغ، والخاسر الوحيد هو الشعب اليمني وهذه البلاد..
(لا للعدوان لا للتدخل الخارجي أياً كان مصدره ومن أي طرفٍ كان)