فقدت اليمن محمد حسنين هيكل الذي بدأت حكاياته الأولى مع اليمن وأنهى مشواره قبل أن يترجل بموقف العروبي الصلب الرافض للعدوان والحرب على اليمن. قال الأستاذ في العام الفارط 2015 مع بداية حرب التحالف السعودي: اليمن بلدٌ لا يُغزى ولا يمكن السيطرة عليه. مشدداً، أن اليمن يمثل بركاناً يغلي ويمكن أن يجرف معه المنطقة بأكملها. كتب وعايش وجايل هيكل أحداثاً كبيرة ومِفصلية في تاريخ اليمن المعاصر واليمن الجمهوري بثورتيه 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1963 وجلاء الاستعمار البريطاني عن عدن وجنوب اليمن. فقد كان رفيق رجل مصر والمرحلة العربية الرئيس جمال عبدالناصر. ناصِر.. الذي ناصر ثورتي اليمن، وامتزجت دماء اليمنيين والمصريين على سهول وجبال اليمن دفاعاً عن الجمهورية والثورة الوليدة يومها حتى قوي عودها، وتصدى لحرب من جهة الجارة الملكية الشمالية التي حاولت إعادة عقارب الزمن واليمن إلى الوراء. وما أشبه الليلة بالبارحة. رحل هيكل وهو يؤكد ويشدد أن اليمن سينتصر ولا يمكن كسره. كان مُلماً بخارطة العلاقات والاعتبارات والتداخلات الشائكة والخاصة في اليمن جغرافياً وقبلياً وسياسياً وإنسانياً وعروبياً. قبل رحيله بقليل، كان الأستاذ هيكل قد وثق شهادته للتاريخ: الحملة الجوية والقصف الذي يشنه طيران التحالف السعودي/ العربي/ دمر وقوّض في أقل من عام واحد ما بناه وشيده اليمنيون طوال قرن. اليمن ومصر والعرب والعروبة وشرف الموقف كلهم فقد الأستاذ وخسر برحيله الكثير. لروحه الرحمة والمغفرة والسلام. ولليمنيين العزاء